«على رمال الخليج.. النخب في الخليج العربي» للدكتور عبدالله المدني ـ الجزء الثاني

03:54 صباحا
قراءة 3 دقائق
بقلم:عبدالغفار حسين

يواصل الباحث والمؤرخ والموسوعي البحريني الخليجي الدكتور عبدالله المدني حديثه في الجزء الثاني من كتابه «على رمال الخليج.. النخب في الخليج العربي» بعد أن قرأنا له الجزء الأول. وفي كتاباتي عن الكتب أشرت إلى الجزء الأول من هذا الكتاب القيّم والمفيد في رمضان من عام 2017، ضمن الحلقات الرمضانية «كشاكيل ملونة» التي أكتبها في صحيفة «الخليج» في كل رمضان منذ عام 2000.
وفي هذا الكتاب الأخير، الجزء الثاني، الذي غطى ما يقارب ثمانمئة صفحة، كتب الدكتور المدني تراجِم وسِيَراً عن أكثر من ستين شخصاً من الشخصيات الخليجية، بينما احتوى الجزء الأول الذي صدر عام 2016 على نحو مئة شخصية، ولا أعتقد أن هناك كاتباً وباحثاً في العصر الحديث استطاع أن يزود المكتبة العربية، ناهيك عن المكتبة الخليجية، بِمِثل هذه الكتب التي أصدرها الدكتور عبدالله المدني في السيَر والتراجِم، مما يدل على أنه ذو باع طويل في البحث والاستقصاء عن أحوال الناس وشؤونهم المجتمعية، الشيء الذي ليس بمقدور كل باحث أن يقوم به، إلا أن يكون من ذوي المراس والخبرة في العمل المعرفي والإعلامي، وذا سعة في الاطلاع، وقارئاً متابعاً ومواظباً يلتقط المعلومة ويضعها على محك الاستقصاء والتحري.
وبين يدي الآن، كما أشرت في بداية حديثي هذا، الجزء الثاني من هذه الموسوعة المفيدة «النخب في الخليج العربي»، وفي هذا الجزء وضع لنا الدكتور المدني قائمة طويلة عن شخصيات خليجية ذات مكانة اجتماعية كبيرة في الثقافة والسياسة والتجارة والصناعة والمعارف العامة. وبذل الدكتور المدني، كما يظهر واضحاً في تقصيه عن كل هذه المعلومات، جهداً ليس بمقدور كل واحد منا أن يقوم به، إلا أن يكون كالدكتور عبدالله المدني يتمتع بعمق المعرفة والصلابة في البحث. وفي الكتاب كما قُلت، عدد يزيد على ستين شخصية تنتمي إلى مناطق عدة في الخليج منها الإمارات؛ حيث شمل بحث الدكتور المدني نحو عشرة أشخاص من الإمارات ممن وقع عليهم اختياره وقَدِر أن يقف على معلومات عامة عنهم في مصادر قريبة وبعيدة أو بالمعرفة الشخصية.
وقد سبقت لي الإشارة في الحديث عن الجزء الأول من كتاب الدكتور عبدالله المدني الذي نشرته في عام 2017، إلى أن الحديث، لكي يكون إيجابياً، لا بد من التطرق أيضاً إلى المنافع التي قدمتها يد هذه الشخصية التي نتحدث عنها للمجتمع الذي تعيش بين ظهرانيه، ولا يكفي أن يكون الشخص تاجراً أو مالكاً لمشاريع تجارية لا ينتفع منها الناس أو لا تصل إلى الناس أشياء نافعة منها، بمعنى أن ما ينفع هو الذي سوف يُذكر فيما يأتي من الأيام، أما غير ما ينفع فَيذهب جُفَاء، وستبقى الصالحات. وما من شَك فإن الدكتور المدني في هذه التراجِم التي يَذكُر فيها بالخير من كان يُترجِم لهم من الناس الذين ذكرهم ويذكرهم في كتاباته، يقصد في مُجملها حث الهمم لمن لم يعمل وتشجيع الذي عمل على مواصلة الخير، وللدكتور المدني الفضل والأجر على ذلك؛ لأن الحاث على عمل الخير كالدال عليه، والدال عليه كفاعله.
وفي الآونة الأخيرة، رأينا من يتسارع إلى المساهمة في عمل الخير هنا في الإمارات، وفي غيرها من المناطق الخليجية وخاصة إبان الوباء «فيروس كورونا» الذي جاءنا على حين غرة ولم يحسب له أحد حساباً.. ولعل لحَث الهمم من قِبل الدكتور الفاضل عبدالله المدني وأمثاله من أهل الرأي والفكر في عالمنا العربي دوراً مهماً يؤخذ بعين الاعتبار.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"