التهاب المريء اليوزيني يعوق بلع الطعام

00:56 صباحا
قراءة 6 دقائق

يعد المريء أحد أعضاء الجهاز الهضمي، وهو أنبوب مجوف يصل بين الحلق والمعدة، حيث يمر الطعام من خلاله، وتساعد جدران المريء على دفع الطعام للمعدة، من خلال موجات منظمة من التقلصات العضلية.
يصاب المريء بالعديد من الأمراض، ومنها التهاب المريء اليوزيني، والذي يصنفه الأطباء على أنه مرض مناعي مزمن.
و تحدث الإصابة به بسبب أحد أنواع كريات الدم البيضاء، والتي تعرف بخلايا الحمضات، ووجودها في جدار المريء ليس طبيعياً، على الرغم من أن هذه الخلايا توجد في بقية أجزاء الجهاز الهضمي.
تأتي هذه الخلايا بسبب تفاعل تحسسي نتيجة أحد الأسباب الذي استدعى أن تتحرك كريات الدم البيضاء باتجاه المريء، وبالتالي تصيبه بالالتهاب.
يشكو المصاب بهذا المرض من العديد من الأعراض، والتي تختلف بحسب المرحلة العمرية التي يكون فيها الشخص المصاب، سواء أكان بالغاً أو طفلاً.
يشمل العلاج عدداً من الطرق، والتي تبدأ باتباع حمية غذائية تعتمد على تجنب الأطعمة التي تزيد من حدة الأعراض، إضافة إلى تناول بعض الأدوية، ومن الممكن أن تساعد بعض أساليب الطب البديل في الحد من هذه الأعراض.
نتناول في هذا الموضوع مرض التهاب المريء اليوزيني بكل جوانبه، ونكشف العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، وكذلك أعراضها المميزة، وطرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتبعة والحديثة.


حساسية الطعام


ترجع الإصابة بالتهاب المريء اليوزيني إلى العديد من العوامل المساعدة، وبحسب عدد من الدراسات، فإن هذه العوامل تستحث حدوث تفاعل تحسسي مناعي في جدار المريء.
تشمل هذه العوامل حساسية الطعام، وهي من أكثر العوامل المساعدة المرتبطة بهذه الحالة، وذلك على الرغم من أن آلية حدوثها غير واضحة، ويعد أكثر هذه الأطعمة البيض والقمح والصويا.
يعاني أغلب المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالتهاب المريء اليوزيني من أحد أشكال التحسس الخارجي، والذي يعود إلى البيئة التي تحيط بهم، كالربو والتهاب الجلد التحسسي، والتهاب الأنف أو ملتحمة العين التحسسي.
ومن العوامل المساعدة أيضاً السن، فالفترة العمرية بين 20 إلى 40 عاماً يتم تشخيص المرض فيها بصورة كبيرة، كما أن هذا الالتهاب يصيب الذكور 3 أضعاف مهاجمته للإناث.
أمراض أخرى
ترجع إصابة المريض بالتهاب المريء اليوزيني في بعض الأحيان إلى أنه يعاني أمراضاً أخرى، كالداء البطني، أو مرض سوء الامتصاص، والحالات التي تعاني أحد هذه الأمراض تكون فرصة إصابتها بالتهاب المريء أكبر.
تكون الإصابة بهذا المرض أكبر في الأشخاص الذين يعيشون في مناخ بارد أو جاف، وذلك بالمقارنة مع من يحيون في ظروف مناخية أخرى.
يزيد أيضاً معدل الإصابة بين فصلي الربيع والخريف، ويفسر البعض هذا إلى زيادة مستويات اللقاح، والمواد الأخرى التي تسبب الحساسية.
تصبح فرصة تشخيص هذا المرض أكبر لدى من عانى أحد أفراد أسرته في وقت سابق، وهو ما يعرف بالعامل الوراثي.


بالغ وطفل


تختلف الأعراض التي يعانيها المصاب بالتهاب المريء اليوزيني بحسب المرحلة العمرية التي يعيشها المريض، حيث تتباين بين البالغين والصغار.
يعاني الطفل المصاب صعوبة الرضاعة بالنسبة لحديثي الولادة، فيرفض الرضيع تناول اللبن، وبالنسبة للأطفال الأكبر سناً فيجدون صعوبة في تناول الطعام.
يمكن بسبب هذا المرض ألا يتناول سوى كمية قليلة من الطعام، أو أن يحتفظ بالطعام في فمه، ولا يرغب في ابتلاعه، كما أنه يتناول الطعام في فترة زمنية طويلة. كما يشكو في بعض الأحيان من ألم في البطن وقيء، كما يعاني عسر البلع، والتصاق الطعام بالمريء عقب البلع، وتعرف هذه الحالة بالانحشار، ويؤدي هذا كله إلى ضعف نمو الطفل، وبالتالي يفقد كثيراً من وزنه.


عسر البلع


يعاني البالغون المصابون بالتهاب المريء اليوزيني أيضاً عسر البلع، والانحشار، مع الشعور بألم في الصدر.
يكون هذا الألم في العادة في المنتصف، ولا تخف حدته مع استخدام المصاب لمضادات الحموضة، كما يشعر أحياناً في ألم أعلى البطن.
كما أن المصاب يعاني ارتجاع الطعام غير المهضوم، كما لا تستجيب الأعراض لدواء مرض الارتداد المعدي المريئي.


التندب والضيق


يترتب على الأعراض السابقة أن يأكل المصاب طعامه ببطء، ويكون لقيمات صغيرة، مع تجنبه لأي طعام جاف أو قابل للالتصاق.
يهدف من ذلك إلى أن يتجنب الإحساس بالتصاق الطعام وتوقفه في المريء، ويعاني أغلب المصابين بهذا المرض تكرار الشعور بصعوبة البلع، وكذا توقف الطعام الصلب.
يمكن أن يتسبب التهاب المريء اليوزيني في بعض المضاعفات، ومنها إصابة المريء بالتندب والضيق، وهو ما يجعل البلع صعباً، وفي الأغلب يتعرض المصاب لانحشار الطعام.
يؤدي كذلك إلى تلف المريء، لأنه من الممكن أن يحدث ثقوباً أو تمزقات في النسيج المبطن له، وربما كان للتمزق علاقة بما يشعر به بعض المصابين عندما ينحشر الطعام في المريء.


التنظير العلوي


يخضع المصاب بالتهاب المريء اليوزيني للعديد من الفحوص، من أجل تأكيد إصابته، وتشمل هذه الاختبارات التنظير العلوي والخزعة واختبارات الدم.
يستخدم الطبيب عند إجراء التنظير العلوي منظاراً يحتوي على ضوء وكاميرا صغيرة، حيث يدخل فم المصاب ليصل للمريء.
يفحص بطانة المريء للبحث عن الالتهاب والتورم والحلقات الأفقية والبقع البيضاء والتضيق، ومن الممكن أن يكون مظهر المريء طبيعياً لدى بعض المصابين.
يجري الطبيب عند التنظير الباطني خزعة للمريء، حيث يزيل جزءاً صغيراً من أنسجته، ليفحصه تحت المجهر، ومن الممكن أن يأخذ عدة عينات لتأكيد الفحص.
يمكن أن يخضع المصاب بالتهاب المريء اليوزيني لاختبارات الدم، والتي يبحث من خلالها الطبيب عن مستويات الجلوبيولين المناعي، حيث إن ارتفاع معدله عن الطبيعي يعد دليلاً على وجود حساسية.


أساليب عديدة


يجب أن يخضع أغلب المصابين بالتهاب المريء اليوزيني لعلاج طويل المدى، لأن هذا المرض من الأمراض الانتكاسية المزمنة، وتوجد عدة أساليب علاجية لهذا المرض.
يمكن أن يوصي الطبيب بأن يتوقف المصاب عن تناول بعض أنواع الطعام فيما يعرف بالعلاج الغذائي، وذلك بالاعتماد على رد فعل المصاب تجاه اختبارات الحساسية الغذائية.
تتضمن هذه الأطعمة على سبيل المثال منتجات الألبان والقمح، والهدف من هذا الإجراء تخفيف الأعراض التي يشكو منها المصاب، والتقليل من الالتهاب، وفي بعض الحالات تحتاج إلى نظام غذائي أكثر تقييداً بصورة كبيرة.


أدوية مقترحة


تشمل الأدوية المقترحة لعلاج التهاب المريء اليوزيني مثبطات البروتون، والتي يوصي بها الطبيب في البداية لحصر الحامض، ويعد هذا العلاج الأسهل استخداماً، إلا أن معظم الأعراض التي يعانيها المصاب لا تتحسن بصورة كبيرة.
يصف في الأغلب الطبيب أدوية الستيرويد الموضعية، وذلك في الحالات التي لا تستجيب لمثبطات مضخة البروتون، وهو سائل.
يتم ابتلاع هــــذا السائل حتى يعالـــج التهاب المريء، ولا يمـــــتص هذا النوع فـي مجرى الدم، وبـــالتالي فلــــيس هناك خوف من أي آثار جانبية، والتي ترتبط فــــي العادة بالستيرويدات.


الطب البديل


يمكــــــن أن توفر بعـــــض علاجات الطـــــب البديل سيطرة علــــــــى أعـــــــراض التهاب المريء اليــــــوزينــي، كأعـــراض الارتجـــــــــاع أو حــــرقـــــــة المعدة.
تشمل هذه العلاجات استخدام بعض الأعشاب، ومنها العرقسوس والدردار الأحمر والبابونج، إلا أنه يجب الانتباه إلى أن لبعض هذه الأعشاب أعراضاً جانبية، أو تتداخلاً مع الأدوية، ولذلك لا بد من مراجعة الطبيب قبل البدء في أي علاج بالأعشاب.
يمكن أن تحد أساليب تهدئة التوتر والقلق من أعراض التهاب المريء اليوزيني، ومن أمثلة هذه الأساليب استرخاء العضلات التدريجي أو التصوير الموجه.
يساعد الوخز بالإبر المصابين بحرقة المعدة، وفي هذا الإجراء يتم إدخال إبرة رفيعة في مناطق معينة من جسد المريض.


إجراءات للتعايش


تساعد بعض الإجراءات على الحد من الأعراض التي يشكو منها المصاب بالتهاب المريء اليوزيني، ومن ذلك المحافظة على وزن صحي، لأن زيادة الوزن تضغط على البطن، وبالتالي يرتفع البطن للأعلى.
يترتب على هذا الأمر أن ترجع الأحماض داخل المريء، ولذلك فإن فقد الوزن الزائد يساعد في التخفيف من حدة الأعراض، ويجب ألا يتجاوز الفقد كيلوجراماً في الأسبوع، مع ضرورة مراجعة الطبيب لوضع استراتيجية مناسبة للتخلص من الوزن الزائد.
يمكن أن يساعد رفع رأس السرير، وذلك بالنسبة لمن يعانون حرقة المعدة ليلاً بشكل مستمر، أو عند الاستلقاء للنوم.
يتم استخدام الجاذبية بصورة تتناسب مع المصاب، فيضع كتلاً من الخشب أو الأسمنت أسفل أقدم السرير، وهو ما يجعل نهاية السرير مرفوعة من ناحية الرأس.
يستعاض عن رفع السرير، وبالذات عند عدم إمكانية القيام بهذا الأمر، بإدخال قطعة أسفنج بين المرتبة والسرير حتى يرفع الجسم من الخصر لأعلى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"