قراءات

03:21 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
إعداد: محمد صالح القرق

كان «حفص بن عبد الرحمن» شريكاً للإمام أبي حنيفة في بعض تجارته، فكان أبو حنيفة يُجهز له أمتعة الخز ويبعث بها معه إلى بعض مدن «العراق»، فجهز له ذات مرة متاعاً كثيراً، وأعلمه أن في أثواب كذا وكذا عيوباً، وقال له: إذا هممت ببيعها فبين للمشتري ما فيها ما عيب، فباع «حفص» المتاع كله، ونسي أن يعلم المشترين بما في الأثواب المعيبة من عيوب، ولقد أجهد نفسه في تذكر الرجال الذين باعهم الثياب المعيبة، فلم يفلح، فلما علم أبو حنيفة بالأمر، ولم يتمكن من معرفة الذين وقع عليهم الغبن، لم يستقر قراره، ولم تطب نفسه حتى تصدق بأثمان المتاع كلها.
ولقد كان أبو حنيفة فوق ذلك كله طيب المعاشرة، حلو المؤانسة، يسعد به جليسه، ولا يشقى به من غاب عنه، ولو كان عدواً له.
حدث أحد أصحابه قال: سمعت عبدالله بن المبارك يقول لسفيان الثوري: يا أبا عبدالله، ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة، فإني ما سمعته يذكر عدواً له بسوء قط، فقال له سفيان، إن أبا حنيفة أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهب بها.

من كتاب «صور من حياة التابعين» للدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"