د.عبدالقادر السنكري: نرد الجميل للإمارات

تبرع لمصر اعترافاً بفضل تعليمه
02:59 صباحا
قراءة 3 دقائق

الشارقة: زكية كردي

«وينشأ ناشئ الفتيان منا، على ماكان علمه أبوه» بهذه المقولة لأبي علاء المعري يدلل د.عبد القادر السنكري، رئيس مجلسي إدارتي مجموعتي السنكري للاستثمار، والسنكري للأزياء، على الدور الكبير للتربية في زرع فضيلة عمل الخير، وعلى فضل والدته التي غرست فيه منذ الصغر حب العطاء والتسامح، ليترجمه بالكثير من الأعمال الإنسانية والخيرية التي حملت محبته إلى الفقراء والأيتام على الدوام، وإلى الكثير من المبادرات المجتمعية وأحدثها تبرعه ب20 مليون درهم لبرنامج «معاً نحن بخير».
نشأ السنكري في مدينة حلب السورية في أسرة مكتفية، وكان يتيماً ووحيداً لأمه التي عكفت على تربيته على أعمال الخير التي يرى فيها نعمة من الله، ومنها التبرع الذي يجد فيه سعادة للروح وطهارة للنفس وطهارة للمال. ويقول: «نما هذا الزرع ولم يتوقف يوماً منذ أنعم الله علي بالعمل مدرساً بجامعة الإمارات بين 1980 و1991. وتفرغت بعدها للعمل التجاري ونذرت الشراكة مع الله فيما رزقني، وأدعو الله دوماً أن أكون ممن يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً».
عن الفئات التي تشغله ويبحث عنها؛ ليمد لها يد العون أوضح السنكري: إن الأطفال الفقراء عامة، والأيتام منهم خاصة، هم من يحظون باهتمامه، وأن أكثر ما يشغله هو تعليمهم ليتمكنوا من عيش حياة كريمة، وحتى يساهموا ببناء هذه الأمة التي لا طريق لها للتطور والازدهار سوى طريق العلم والمعرفة.
ويذكر في هذا السياق حادثة تركت أثراً في نفسه خلال مسيرة أعمال الخير، فذات يوم كان يتناول الطعام مع أم وأبنائها الأيتام لتفاجأه الأم قبل أن يأكلوا بقولها «لاتطعموهم فلن يموتوا من الجوع، ولكن درسوهم وعلموهم حتى لا يموتوا من الجهل ويميتوا غيرهم».
ويرى رئيس مجلس إدارة السنكري للأعمال الإنسانية في إعلان التبرع للمجتمع تشجيعاً على إذكاء ثقافة العطاء، موضحاً أن الصدقة المباشرة لإنسان مرهون أجرها بالستر. ويستشهد بقوله تعالى «قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ»، ويقول: الزمان والمكان
يحكمان أحياناً الإعلان عن فعل الخير، ففي مثل هذا البلد، بلد زايد الخير، طيب الله ثراه، تعلن مثل هذه الأعمال؛ لأنها تتوافق مع منهج قيادته الرشيدة التي سارعت وأعلنت عن رسالة اطمئنان حين هاجمت جائحة «كورونا» العالم، مفادها «لاتشلون هم»، فإمارات الخير، حكومة وشعباً، هي الأولى بعمل الخير في هذه الأزمة على مستوى العالم، وماقدمته للدول والشعوب المحتاجة، يعادل أضعاف ما قدمته دول العالم الكبيرة أو الغنية مجتمعة، كما استمرت القيادة الرشيدة بطمأنة مجتمعها من مواطنين ومقيمين على أرضها؛ بإعلانها «لن يجوع أحد في الإمارات».
ويكمل بأنه بعد التشاور مع أبنائه والتبرع باسمه واسمهم، نشرت الجهات التي تبرع لها أسماءهم؛ لأنها تحب أن تشجع ثقافة الإمارات في الخير والعطاء.
السنكري تبرع ب20 مليون درهم لبرنامج «معاً نحن بخير»، وبمليوني درهم لحملة «10 ملايين وجبة».
وعن تعاونه مع المؤسسات الخيرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، يقول: كل المؤسسات والبرامج الخيرية في هذه الدولة بأيدٍ أمينة، وتعاونت معها، وعام 2012 كرمني سمو الشيخ حمدان بن زايد، رئيس «هيئة الهلال الأحمر» الإماراتي.
وعن التبرع بمبلغ 3 ملايين دولار لمقاومة جائحة «كورونا» في مصر، يقول: الوفاء أيضاً من نعم الله، وقيمة عظيمة في هذه الحياة، ولأنني درست في كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية بين العامين 1971و1980 لن أنسى فضل شعب مصر الحبيب علي، وتبرعي كان محاولة لرد جزء من الجميل.
ويوجه السنكري رسالة إلى الأهل، قائلاً: أناشدهم أن يجبلوا أبناءهم على التطوع بالوقت والجهد والمال، ولو بالقليل منه، حتى يتذوقوا من صغرهم حلاوة إسعاد الآخرين، وأذكّر إخوتي من المقتدرين، وفي مقدمتهم أصحاب الأعمال الذين يتمتعون بمكانة اجتماعية، بأن هذه الدولة، قيادة وشعباً، أتاحت لنا فرصة النجاح بأعمالنا، وعلينا اليوم، وقد دقت ساعة العمل، أن نرد جزءاً من جميلها «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"