التداوي بالأعشاب.. تراث ومهارة

نقوش الماضي
01:23 صباحا
قراءة دقيقتين
إعداد: فدوى إبراهيم

ساد العلاج بالأعشاب، واللجوء للمطببين بالأساليب الشعبية التقليدية، حقبة مضت في الإمارات، كما هو حال الاعتماد على الأدوية الكيميائية والمستشفيات حالياً. وكانت مستويات المطببين مختلفة بطبيعة الحال، تعتمد على البراعة المستندة إلى المعرفة المتوارثة، والممارسة.
ويعتبر العطار، «بائع الأعشاب»، المصدر الأول للنباتات العشبية التي تستخدم للتداوي. وبعد أن يشتريها من جامعيها من المناطق الصحراوية والجبلية، يغسلها، وينقيها، ويجففها لبيعها. بينما تجهز غيرها بالخلط والنقع وتباع كمركبات دوائية.
وتعتبر بعض الأدوية العشبية والنباتية من الوصفات العلاجية للأمراض، ومن بينها: الزعفران، والقرنفل، والورس، والورد، والقرفة، والزنجبيل، والكركم، وأوراق بعض النباتات كالسنا والزعتر، إضافة إلى مكونات بحرية وحيوانية منها القواقع. أما الجروح فكان يستخدم لها خلطات خاصة، منها زيت السمسم، والملح، والدهن، والدامر، والياس واللبان، والرماد.
ومن أبرز أساليب العلاج المستخدمة آنذاك الكي «الوسم». ولجأ الناس «للكواي» طلباً للعلاج بعد عجزهم في التداوي بطرق أخرى، ولأنه من الطرق الصعبة والموجعة،على المداوي أن يعرف تماماً أين يوسم مريضه، ومن بين ذلك آلام العظام والمعدة والرأس والجروح العميقة. أما الحجامة، وتعني استخراج الدم الفاسد من العضلات، فكان يلجأ لها لتخفيف آلام الظهر والرأس والعيون والبطن، وتنشيط الدورة الدموية، ولذلك يشار إلى أنها تخفف آلام الأمراض القلبية.
وكان تجبير الكسور من قبل المجبّر ضرورة لا غنى عنها في حالات كسور العظام، ولأن الإمكانات كانت محدودة آنذاك، اعتمد على عيدان جريد النخل وتسمى «زفارة»، بعد أن يحدد المجبّر مكان الكسر بدقة تنم عن مهارته لتسريع التئامه بشكل صحيح، كما استخدم لعلاج الكسور نبات «العنزروت» الذي يعجن بزلال البيض ويوزع على الكسر، واستخدمت أيضا ًأوراق شجر الشريش والسدر والحلبة والكركم، وأحياناً التمر الممزوج بالسمن. بينما استخدم الجراح الأدوية المركبة ووسائل مختلفة بحسب عمق الجروح التي احتاج بعضها للوسم. أما التدليك أو «المسح» فكان يستخدم للتخلص من بعض الأمراض والأوجاع بالمسح على مناطق معينة، من بينها أمراض الكلى، والكبد، وآلام الرأس والظهر، كما أن «الدفن» كان من بين الأساليب العلاجية بأن يدفن المريض، دون رأسه، أو العضو المصاب في تربة تتسم بخصائص ومكونات تساعد على التداوي، ويساعد ذلك على علاج الرضوض، والآلام، كما أن بعض عيون الماء كانت تفصد للاستشفاء كعين مضب، وعين خت.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/26kb6794

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"