«مهنتك» من وحي عيون الآخرين

«تريند» يناقش ما يناسب شخصيتك
01:22 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: زكية كردي

ماهو العمل الذي يناسب شخصيتك من وجهة نظر الآخرين؟. «تريند» انتشر على مواقع «التواصل الاجتماعي» ولاقى رواجاً على صفحات «الفيسبوك» في الأيام الأخيرة بدافع الفضول. فمن المثير أن تكتشف المهن التي يراك الآخرون فيها، أولئك الذين يعرفونك عبر «مواقع التواصل» ويقرؤون شخصيتك بطريقتهم. قد يعتقدون أنك مناسب لمهن لم تكن تخطر في بالك يوماً، بعضها لا يخلو من الإلهام، بينما ينطوي الكثير منها على المجاملة أو روح الفكاهة والطرافة.
تغيير المهنة لا يعتبر من المواضيع التي يضعها الناس في أجندتهم عادة، لكن يبدو أن هذا «التريند» استطاع أن يفتح النوافذ والأبواب للنقاش حول هذا الموضوع في صفحات من شاركوه. وكانت هناك مشاركات مثيرة للاهتمام على صفحات المثقفين والإعلاميين والناشطين على مواقع التواصل عموماً، والمعروفين منهم بإثارة قضايا فكرية أو اجتماعية قابلة للنقاش ضمن دوائرهم الاجتماعية سواء صغرت أو كبرت، منهم من تمكن من إثارة نقاش منوع وهادف عبر حسابه شارك من خلاله البعض وجهات نظرهم بالوظائف التي قد تناسبه غير مهنته الحالية، بينما ذهب آخرون إلى أبعد من هذا بمشاركة تجاربهم الخاصة بخصوص رؤية الآخرين التي قد تكون مثمرة وبنّاءة في بعض الأحيان بخصوص تغيير المهنة، خاصة إذا كان هؤلاء الآخرون أصحاب خبرة في الأعمال، مع توفر فرصة العمل معهم عن قرب لاختبار وتمييز القدرات الشخصية والمؤهلات التي تلعب دوراً كبيراً في تحديد الوظائف الأنسب.


فكاهية ومرحة


معظم التعليقات التي جاءت على من شاركوا هذا التساؤل جاءت فكاهية ومرحة، لكن هذا المرح لم يخلُ من العمق في كثير من الأحيان، ولا حتى من الدلالات العميقة التي تتعلق بشخصية صاحب المنشور، فجاء الكثير من الردود المنوعة والمتباعدة في محتواها على صفحة أحد المشاركين لتفتح الباب على المهن والحرف الكثيرة التي جربها في مسيرته منذ الصغر حتى الوصول إلى المهنة التي يشغلها اليوم، متنقلاً من محل الحلاق إلى ورشة النجارة، ومنها إلى مرحلة عمل فيها موظف توصيل طلبات أثناء الدراسة الجامعية، وفي هذا نقرأ حكايات مشتركة لجيل كامل شكلته التجارب الاجتماعية بمفاهيم كانت وما تزال سائدة في العديد من المجتمعات، حيث كان سائداً شغل فراغ الأطفال في عمر معين بتعلم حرفة ما يتقنها منذ الصغر في حال شاءت الظروف أن لا يكمل دراسته، وبالطبع في هذه الرحلة يتنقل الطفل بين المهن والحرف المتاحة في نطاق دائرة المعارف والحي الذي يقطنه، أما في المرحلة الجامعية فينتقل إلى البحث عن مهن تساعده في تأمين مصاريف دراسته الجامعية التي كثيراً ما تكون بعيداً عن مدينته، وعادة ما تكون هذه المهن من النوع الذي لا يتطلب الكثير من الخبرة، كما لا يشترط العمل بدوام كامل.


نقاشات متشعبة


لم يكن الأمر مجرد نقاش عابر على صفحات البعض، بل كان مفتاحاً لنقاشات أخرى تتشعب عن الموضوع الرئيسي، كالحديث عن بعض المهن التي زالت أو بدأت تزول بفعل التطور والحضارة، ولا يخلو من التطرق للحديث عن أفضل المهن المطلوبة خلال السنوات العشر القادمة، والتوسع بالحديث عن مهن المستقبل، تلك التي يجب التركيز عليها والاستعداد لها باكتساب المهارات المناسبة، بينما توقفت تعليقات كثيرة على تراجع بعض المهن التي كانت تعتبر من المهن المميزة اجتماعياً مع مناقشة الظروف التي أدت إلى هذه التغييرات سواء كانت عصرية أم سياسية أم اقتصادية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"