الصراع على أحمد زكي

03:15 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

تاريخ الفن وأهله مملوء بالكنوز، ثري بالمعلومات والقصص التي تستحق تقديمها في أعمال راقية تزيد من تخليدها، وتعرف الجمهور إليها، خصوصاً الأجيال التي لم تعاصرها.
ليست كل الأسماء تصلح لفرد تفاصيل حياتها الشخصية في 30 حلقة، ولا كل سير النجوم ثرية بمعلومات وأحداث تستحق تقديمها للناس، دون المساس بالراحلين ولا زملائهم وأهلهم من الحاضرين.
في ثنايا الضجة الحاصلة اليوم حول تقديم مسلسل عن الراحل أحمد زكي، نقرأ جيداً الرغبة الجامحة لدى محمد رمضان في تقديم نفسه على الشاشة في زي وشكل واسم أحمد زكي. فرصة يتمسك بها بيديه وأسنانه، ولن يدعها تفلت منه مهما كان الثمن، كي يحقق حلماً امتد لثماني سنوات، خصوصاً أن ظهور رمضان منذ البداية في عالم الفن ارتبط بتشبيهه بالنمر الأسود، والتساؤل الذي أحب الإعلام «اللعب عليه» مراراً هو: «هل يكون خليفة أحمد زكي»؟
طبعاً، ليس في الفن من يأتي ليحل محل أحد أو ليرث اسمه أو موهبته أو مكانته في قلوب محبيه، فكيف ونحن نتحدث عن أحد عباقرة الأداء والتمثيل أحمد زكي. ليست التجربة الأولى في الدراما العربية لتقديم سير رموز فنية، منها ما نجح بامتياز مثل «أم كلثوم»، ومنها ما فشل بامتياز أيضاً مثل «السندريلا»؛ لذا لا نستغرب رغبة محمد رمضان في تقديم مسلسل رمضاني عن أحمد زكي، وهو الذي يعتبر نفسه ويعتبره البعض الأنسب على الأقل شكلاً لهذه المهمة، وإنما نستغرب «استعجال» رمضان في نشر الخبر عن تقديمه «الإمبراطور» في رمضان 2021، تأليف وحيد حامد، وإخراج محمد سامي، قبل التعاقد وأخذ موافقة وحيد حامد أو الاتفاق على العمل وتفاصيله.
وبعد اعتذار الكاتب الذي أدى إلى اعتذار المخرج أيضاً عن المسلسل لأنه لا يرى أنسب من وحيد حامد للكتابة عن حياة أحمد زكي، وهو الذي كان الأقرب إليه ويعرف تفاصيل حياته سارع رمضان إلى السيناريست بشير الديك، ونشر على صفحته صورة معه لتوثيق «الحدث» والإعلان عنه حتى قبل الاتفاق على اسم المخرج، أو أي تفصيلة مهمة للانطلاق في العمل.
الاستعجال يعكس لهفة محمد رمضان ورغبته في توثيق اللحظة والفكرة قبل أن تولد، وقبل أن يسرق حلمه أحد، خصوصاً أن الصراع على من يكون الأنسب لتجسيد أحمد زكي انطلق منذ خرج الخبر إلى النور، وبدأ استطلاع رأي الجمهور ما بين رمضان وعمرو سعد.
إنه «مشروع العمر» بالنسبة لرمضان، لكن تقديم زكي ليس بالأمر السهل، خصوصاً أن أصدقاءه ما زالوا على قيد الحياة، والحصول على موافقتهم لا بد منه قبل التسرع والتهور في الإعلان عن المشروع، ومن هؤلاء يسرا ورغدة، فهل يوافقون أم يصمتون أمام نبش أسرار زكي وحياته الخاصة، خصوصاً أنه لم يلعب دوراً سياسياً ولا اجتماعياً بارزاً؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"