بات التوجه نحو التغذية النباتية خياراً شائعاً في مجتمع الإمارات، ولعل ما يدعمه هو توفر كل ما يحتاجه أي شخص نباتي، أو ينوي التحول إلى هذا النظام الغذائي، ولم يعد خيار النباتية مقتصراً على التغذية؛ بل بات هناك توجه نحو «ثقافة خضرية» تهدف إلى إبعاد كل منتج يعتمد إنتاجه على الحيوانات.
النباتية تعني في مفهومها الواسع، حظر استخدام كل منتج حيواني أو استخدمت الحيوانات في صناعته، بما فيه الأدوية والمكملات الغذائية، والجلود والفراء، والمنتجات الاستهلاكية التي تمت تجربتها على الحيوانات كمستحضرات التجميل، ومنتجات العناية بالشعر والعطور وغيرها من المنتجات.
وتشكل الإمارات بيئة ترضي احتياجات المستهلك وتلبي تطورات تلك الاحتياجات، وأصبحت هناك زوايا مخصصة للمنتجات النباتية غير الحيوانية المصنوعة من الخضروات والبروتين النباتي، تستخدم لصنع اللحوم النباتية، ومنتجات ألبان مصنّعة من الصويا وجوز الهند، واللوز والكاجو، كما تتوفر أصناف الحلويات والمقرمشات و«الآيس كريم»، وأغلب تلك المنتجات يحمل علامة «vegan» أو «dair free»؛ أي خالٍ من منتجات الألبان.
وبدأت محال الأحذية والحقائب تضع ملصقات على منتجاتها من الجلود الصناعية، في إشارة إلى أنها خالية من أي منتج حيواني؛ بل بعضها أعلنت أن كل ما تحتويه من منتجات هي غير حيوانية بملصق «vegan» خارج المحل. ويستطيع أي شخص أن يلاحظ علامات مميزة على أي منتج يقتنيه، تدل على كونه مصنعاً من منتجات غير حيوانية، أو أنه لم يجرب على الحيوانات، حيث باتت تلك العلامات ضرورة للنباتيين المراعين لحقوق الحيوان والمحافظة على البيئة.
التسوق الإلكتروني
للتسوق الإلكتروني نصيبه أيضاً من النباتيين، حيث توفر المواقع كثيراً من المنتجات النباتية التي تسهم في المحافظة على النظام الغذائي العام لأي شخص نباتي، سواء توفرت في دولته المنتجات أم لا، وهناك مواقع متخصصة في الأغذية النباتية، ومطاعم تضم بعض الوجبات النباتية، ومطاعم متخصصة في ذلك حصراً، مما يشير إلى توسع شريحة النباتيين والتشجيع على التغذية الصحية. كما نجد أن الحسابات المعنية بالترويج للتغذية النباتية على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص العربية منها، لا يمكنها أن تنفصل عن عرض أبرز الأفلام البيئية الوثائقية المراعية لحقوق الحيوان ونبذ العنف تجاهه، ويضع الأشخاص النباتيون رمز «النباتية» (عرق نبات أخضر يميزهم عن غيرهم) إلى جانب عناوين حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأثبتت العديد من الدراسات أن الغذاء النباتي نظام صحي يحقق لمعتنقه الحفاظ على وظائف الجسم بحالة جيدة، ويقلل من الذهاب للطبيب، طالما اتبع بطريقة صحيحة، ومن جانب آخر تدحض دراسات أخرى أن يكون نظاماً صحياً بمعنى الكلمة؛ بل تعيبه بضعف البروتين النباتي، وعدم الحصول على عنصر «بي 12» من المنتجات النباتية.
