إليسا.. «المافيا» أقوى من المرض

عين على الفضائيات
01:52 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

أيهما أقوى، «السرطان» أم «المافيا» في الوسط الفني؟ هذا السؤال دفعتنا إليه الفنانة الكثيرة الشفافية إليسا.
وسواء كنت تحب صوتها، أم لا، وسواء اعترضت على جرأتها في مصارحة جمهورها وبآرائها في مختلف المواقف والمجالات، أم لا، إلا أنك لا تملك سوى احترام هذه الفنانة التي تحملت مسؤولية التعبير عن ذاتها من دون تراجع، أو خوف، ومن دون تهور، والأيام أثبتت أنها تصدق القول في كل مرة، وأنها واحدة أمام الشاشة، وخلفها، وأمام الجمهور، وبعيداً عنه.
إليسا أعلنت موعد اعتزالها بعد آخر ألبوم تعده للصدور. قد يكون خبر اعتزال الفنانين وهُم في قمة عطائهم ونجاحهم «لعبة»، أو نوعاً من لفت الأنظار حين تبهت نجوميتهم، وتبتعد عنهم الأضواء، وأحياناً يرغب بعضهم في كسب تعاطف الجمهور معه، وغيظ زملاء احتد التنافس بينهم إلى حد شد الحبال، وتبادل الشتائم على مواقع التواصل الاجتماعي.. إنما في حالة إليسا فإن الأمر مختلف، لأنها ذكية بما يكفي لتعرف أنها ما زالت متألقة بنجوميتها، ويكفي تعاطف الجمهور والفنانين معها يوم أعلنت عن إصابتها بالسرطان.
لماذا تعتزل إليسا اليوم؟ لم يهزمها المرض اللعين، تحدّته، وواجهته، وأجرت عمليات وبقيت «صامدة» تغني، وتبتسم، و«تشاغب».. فهل «المافيا» في الوسط الفني أقوى من السرطان كي تدفع بإليسا إلى إعلان انسحابها من الوسط مبكراً؟ ألهذا الحد تبدو الواجهة برّاقة جميلة مبهرة بكل ما فيها من شهرة، وجماهيرية، ومكاسب، ومميزات، بينما في الكواليس «عفن»، وفساد، واهتراء، في أماكن عدة، تصيب الأنقياء من الفنانين بالغثيان، فيهربون، أو يهجرون، أو يبتعدون عن الوسط مكتفين بتقديم الأعمال والالتزام بواجبهم الفني تجاه موهبتهم، وسمعتهم، وجمهورهم؟
نعرف جيداً أن الكواليس تخفي الكثير، لكننا لم نتخيل أن تصاب إليسا بخيبة رغم جرأتها، وقوتها في الوسط الفني، وأن تعلن الاعتزال بسبب «المافيا»! ونعرف أيضاً أن «الخبث» في الكواليس والمكائد عمرها من عمر الفن في العالم، ويكاد لا يسلم منها كبير، أو صغير، وقد سمعنا الكثير عن الحكايات بين «الكبار» مثل الصراع الخفي بين عبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش، الذي لم يظهر يوماً إلى العلن، ولم ينته. زمان كانت الحروب الفنية باردة، فيها شيء من الخجل، والحياء، واليوم صارت علنية، والجمهور أو «الفانز» طرف أساسي فيها. نعرف عن قصص كثيرة، لكن أن يكون تأثير «السرطان» أرحم من «المافيا»، فهذه صدمة!
إليسا تغني للجمهور لا للفنانين، أو المنتجين، أو المؤلفين والملحنين، ومنه تستمد قوتها لتستمر في العطاء، كما استمدتها يوم وقف بجانبها، ودعمها بكل الحب في أزمتها الصحية. لذا سنعتبر قرار الاعتزال «فشة خلق»، ولحظة انفعال لن يصدقها محبو هذه الفنانة، ولن يرضى بها كل من له علاقة بالفن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"