نجح رمضان وفشل الإبراشي

عين على الفضائيات
04:41 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

نجح محمد رمضان حيث فشل وائل الإبراشي. راهن الإعلامي على نجومية الممثل المثير للجدل، وعلى جذب جمهوره والمعارضين له، على السواء، لمشاهدة الحلقة الأولى من برنامج «التاسعة» على القناة المصرية الأولى. طبعاً نجح الرهان في تحقيق أرقام بعدد المشاهدة والتعليقات المتداولة على وسائل التواصل خلال، وبعد الحلقة التي كانت مباشرة على الهواء، لكنه لم ينجح في تحقيق سبق، ولا حرفية إعلامية.

تستهجن، ولا تستغرب أن يسرع بعض معتلي منابر الإعلام، والدخلاء على المهنة، إلى الاصطياد في الماء العكر، واستغلال «ضجة» يثيرها شخص ما لاستضافته، والتباهي بأعداد المشاهدة المرتفع، وبالتسبب بمزيد من الضجيج والثرثرة، بينما يحصل العكس حين يكون المسرع إلى هذا الصيد إعلامياً تمرس في الظهور على الشاشة وتقديم البرامج الحوارية، أو «التوك شو». لذا تستغرب وتستهجن حرص وائل الإبراشي على استضافة محمد رمضان والتحاور معه حول قرار نقيب المهن الموسيقية هاني شاكر، وأزمة الطيار الموقوف عن العمل لأنه سمح لرمضان بدخول مقصورته والتصوير أثناء قيادته للطائرة، والحملات التي تدعو إلى مقاطعة أعمال هذا الفنان، فهل يجوز أن يجعل الإعلام من هذا الفنان الحدث الأبرز؟ البرنامج قدم خدمة جليلة لرمضان، وكل محاولات الإبراشي في «مواجهة» الممثل بأخطائه، والتشديد على إظهاره مذنباً في إثارة كل هذا الجدل الحاصل واستفزاز الناس، لم تأت سوى بنتائج عكسية لتزيد من رصيد الضيف، وتسحب من رصيد المضيف. ولا أعتقد أن محمد رمضان احتاج إلى أكثر من هذه الفرصة للظهور على الشاشة، بل على التلفزيون الرسمي لبلده مصر، ليشاهده ويسمعه الملايين، ويبرر، ويشرح، ويكرر أنه إنسان بسيط من بيئة بسيطة و«جمهوره العريض» يفوق أعداد المعترضين بكثير، ويغنيه عن سماع كل الأصوات التي تشوش على نجوميته.

لم يقصد الإبراشي ذلك، لكن ذنبه أنه إعلامي متمرّس، والمفروض أن يدرك سلفاً المسار الذي ستسلكه تلك الحلقة، كما من المفروض أن يعلم المسؤولون عن البرنامج والقناة والتلفزيون المصري أن استضافة محمد رمضان في ظل أزمته مع النقابة، واعتراض فئة لا بأس بها من الناس على حفلاته الغنائية، وحالة الغرور التي أصابته والتباهي بثروته، تأتي كصك اعتراف رسمي به، وباللون الذي يقدمه، وبالوقوف بجانبه قلباً، وقالباً.

ليس محمد رمضان الحالة الأولى، ولا الشاذة عن قواعد الغناء في العالم العربي، فقد سبقه الكثير ممن يغنون بلا أصوات، ويتعرون على المسرح، من الذكور والإناث، ولكن أن تثار حوله كل هذه الضجة ويصير «الحدث»، فهذا لن يزيده إلا تباهياً بنفسه، ويكفي أن نرى الحفاوة التي لقيها في كواليس البرنامج، وفي أروقة القناة والاستوديو، كي نفهم أن «التاسعة» بصمة يتباهى بها «النمبر وان».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"