عادي

تسوس الأسنان.. ألم يهدد بالمضاعفات

21:22 مساء
قراءة 7 دقائق
1


تسوس الأسنان، مشكلة صحية أكثر انتشاراً لا تفرق بين الكبير والصغير، وتبدأ من طبقة «المينا» أي السطح الخارجي للأسنان، تؤدي إلى ظهور تجاويف وثقوب، وسبب هذه المشكلة تواجد البكتيريا داخل الفم، بسبب الإكثار من تناول الوجبات الخفيفة والحليب والمشروبات السكرية والغازية، ومع عدم التعود على تنظيف الأسنان يومياً تتحول البقايا المتعلقة بالأسنان من أطعمة ومشروبات إلى بكتيريا وجراثيم تغزو المنطقة الصلبة من الأسنان فتزداد الآلام مع توسع التجاويف والثقوب وتصل لمرحلة تآكل المينا وتساقط الأسنان.

طبقة مينا الأسنان تغطي سطح السن وتحميه من أي مواد ضارة، وهي قشرة عاجية صلبة شفافة ينعكس عليها أي تغير في لون السن من الأبيض إلى الأسود أو الأصفر أو البني أو ظهور بقع ملونة بسبب بعض المشروبات مثل الشاي والقهوة والعصائر، وتحتاج إلى تنظيف مستمر سواء باستخدام الفرشاة ومعجون الأسنان أو بزيارة منتظمة للطبيب في حالة زيادة تغير اللون، وبالتالي الخطورة على الأسنان، ومع ظهور بعض البقع البيضاء على السن والحفر على السطح الخارجي للضروس تزداد علامات الخطر من التسوس مع حدوث ترقق شديد لطبقة المينا في شكل السن، وتزيد معها حساسية الأسنان للمأكولات والمشروبات شديدة الحرارة أو البرودة.
العلامات المبكرة
بداية علامات التسوس أو يمكن تسميتها بالمرحلة الأولى تكون مع ظهور بقعة بيضاء على سطح السن، تتغير إلى اللون الأصفر، وتشكل البقعة طبقة تتكاثر فيها البكتيريا، وتعني بداية نزع المعادن من المينا وفي مقدمتها الكالسيوم والماغنيسيوم، فيزيد ذوبان طبقة المينا الموجودة على السن ويبدأ التسوس، وأطباء الأسنان يطمئنون المرضى أنه من السهل علاج هذه الحالة، فقط تتطلب بعض التغييرات في النظام الغذائي خاصة بالنسبة للسكريات، التي تتسبب بتدهور مينا الأسنان، مع المواظبة اليومية على تنظيف الأسنان بالفرشاة ومعجون أسنان بالفلوريد أو استخدام الفلوريد الموضعي، وإهمال هذه الحالة يظهر في الانكسار تحت سطح السن، ومع استمرار التحلل بسبب استمرار نشاط البكتيريا تبدأ المينا في التسوس، ويمكن أن ينكسر السن، وهنا يستلزم الذهاب للطبيب.
يزحف التسوس من هيكل السن بداية من المينا إلى العاج ثم مركز السن «اللب»، ليصل إلى مداه في منطقة جذر السن أو الضرس؛ حيث يصيب الأنسجة وبنية العظام، وقد يحدث «خراج» أو تتورم للثة مع آلام شديدة، ويكون العلاج مصحوباً مع هذه الآلام بحشو الضرس أو خلع السن، وهكذا وصلت حالة المريض بإهماله من البداية التنظيف الروتيني البسيط المعتاد للأسنان بالفرشاة والمعجون أو غسول الفم مع الفلوريد، فتتفاقم معه الآلام وسيصل به الأمر في النهاية إلى خلع الأسنان، وقد تحدث له مشاكل طبية أخرى في الفم أو الجسم بصفة عامة، ويعتبر أفضل إجراء وقائي لتفادي خطورة تسوس الأسنان تجنب السكر، كما تساعد مياه الشرب على إفراز اللعاب للاستمرار في تغذية مينا الأسنان وتنظيف الفم، مع فحوص منتظمة للأسنان من وقت إلى آخر للحفاظ على العناية بالفم بشكل صحي.
العلاج
العلاج السليم لتسوس الأسنان يبدأ بالتحديد الدقيق للمشكلة، وفي حالة الإصابة المبكرة يكون بالفلوريد للحد من امتداد التسوس، ويوجد بشكل طبيعي في الشاي وبعض الأسماك ويتم استكماله من معاجين الأسنان التي تحتوي على الفلوريد بطريقة اصطناعية وهي من أفضل مصادره، وترجع أهمية الفلوريد في أنه يعمل على تقوية طبقة المينا وحمايتها من التآكل والتلف الذي يؤدي إلى التسوس كما يمنع إنتاج الأحماض البكتيرية، وفي حالة وجود تجاويف في طبقة مينا الأسنان بعيداً عن مركز السن «اللب» يمكن حشو السن كبديل للمينا الطبيعية، ومن خيارات العلاج لإنقاذ الأسنان من التسوس علاج جذر السن في حالة إصابة «اللب»؛ حيث تحدث آلام شديدة مع تناول الأطعمة والمشروبات الساخنة أو الباردة، لأن هذا اللب مقر الأعصاب والأوعية الدموية، والعلاج يتم بإزالة اللب واستبداله ببقعة صناعية، ومع زيادة الآلام الشديدة الشديدة لا يبقى إلا الخلع، لمنع انتشار المضاعفات إلى الأسنان المجاورة، ويتم استبدال السن المزال بأداة جزئية مصطنعة أو جسر أو زرع الأسنان للحفاظ على المظهر التجميلي للفم.
مأوى الجراثيم
تجاويف الأسنان أكثر المناطق المتضررة في حالة التسوس الدائم، وتتطور إلى ثقوب في المينا، أو السطح الخارجي الثابت من الأسنان، وهناك ثلاثة أنواع منها، تجاويف سطح أملس تظهر على جانبي الأسنان، أو حفرة وتجاويف ترى على السطح العلوي من الأسنان، وتجاويف الجذر التي تظهر على جذور الأسنان تحت خط اللثة، وترافق التجاويف ثقوب وبقع سوداء، وتصاحبها آلام شديدة، مع الحساسية للحرارة والبرد والحلويات، والسبب في التجويف نمو عدد من الجراثيم وتكاثرها في بيئة من الأغذية أو المشروبات المختلفة التي تحتوى على السكريات أو النشويات المطبوخة، وتعرف باسم الكربوهيدرات المخمرة أو الكربوهيدرات المطبوخة، ويمكن إزالتها بسهولة بفرشاة الأسنان، لكن بعد تركها تقوم الجراثيم بتحويلها إلى أحماض في دقائق قليلة.
هناك طرق عدة لعلاج التجويف، منها الحشو؛ حيث يحفر طبيب الأسنان ويزيل المواد المتحللة من السن ويملؤها بمادة مثل الفضة أو الذهب أو الراتنج المركب، ويلجأ الطبيب في الحالات الشديدة إلى وضع غطاء مناسب على الأسنان لتحل محل تاجها الطبيعي، وتتطلب هذا إزالة مادة الأسنان المتعفنة قبل العمل، وفي حالة تسبب التسوس في موت عصب السن يقوم الطبيب بعمل قناة جذرية لإنقاذ السن ويزيل الأنسجة العصبية وأنسجة الأوعية الدموية والمناطق المتضررة في السن، ثم يقوم بالتحقق من عدوى الالتهابات وتطبيق الدواء على الجذور، ويملأ قناة الجذر حسب الحاجة، وقد يضع تاجاً عليها.
ضرس العقل
ضرس العقل مكانه على جانبي الفكين، يظهر من سن 17 حتى 20 عاماً، وتصاحب ظهوره آلام شديدة ومزعجة، ويكون موضعه في الفكين العلوي والسفلي، وسبب التسمية يعود إلى ظهوره في مرحلة البلوغ والنضج، وبعض الأشخاص تظهر لديهم ضرسان فقط، وقد لا يظهر نهائياً فقد يكون مدفوناً داخل الفك، وظهوره تصاحبه بعض الأعراض من بينها آلام شديدة في الأسنان وفي الأذن، وارتفاع في درجة الحرارة، والتهاب الجلد المحيط بضرس العقل، وصعوبة مضغ وبلع الطعام، وانتفاخات في الغدد اللمفاوية، وتعالج هذه الأعراض بكثرة المضمضة وتناول المسكنات والمضادات الحيوية، وفي حالة ظهور الضرس بشكل جزئي أو مائل وفي غير وضعه الطبيعي، تظهر آلامه في صورة ضغط على الأسنان الأمامية، كما يصيب الأسنان القريبة منه بالتسوس، وتجب استشارة الطبيب فوراً، وخلعه أمر عادي بالتخدير العام أو الموضعي، لكن يصاحبه بعد الخلع نزيف يستمر لمدة لا تقل عن ساعة، لكن يمكن وقفه ببساطة بقطن وشاش، في حالة مصاحبة النزيف استمرار الألم والتورم تجب مراجعة الطبيب.
أسنان الأطفال
تسوس الأسنان يصيب الأطفال في الأغلب ما بين سنتين إلى خمس سنوات، ويمكن للأم ملاحظة حالة الطفل من خلال خروج رائحة كريهة من الفم أو مشاكل في الأكل والمضغ، وقد يظهر تغير في لون الأسنان، ومن أسباب هذا التسوس استهلاك الأطفال الأطعمة السكرية والحمضية التي تؤثر سلباً في الأسنان، كما يمكن للمشروبات السكرية والحساسية أن تسبب المرض، وتقع المسؤولية على الأم لوقاية طفلها مبكراً من التسوس، بالمحافظة على نظافة الفم في الرضع بتنظيفه بقطعة قماش ناعمة ونظيفة، وبالنسبة للكبار تعويد الصغير على نظافة أسنانه بالفرشاة والمعجون مرتين في اليوم، واتباع نظام غذائي صحي غنى بالكالسيوم، ومن الأفضل عموماً تنظيف أسنانه بعد كل وجبة.
وتتعدد أسباب إصابة أسنان الطفال بالتسوس، فقد تتعرض أسنانه لهجمات بكتيرية من أقرب الأشخاص إليه وهي أمه من خلال انتقال لعابها إلى فم طفلها وهي تقبله، وكذلك قد يسبب لعاب الطفل نفسه التسوس؛ حيث يعمل على معادلة الوسط الحمضي الذي ينتج من تخمر السكريات المسببة لتسوس الأسنان، وإذا كان اللعاب يعمل على تنظيف الفم من بقايا الطعام، إلا أنه ينخفض تركيزه وكميته في الفم خلال الليل، ولذلك فإن الرضاعة ليلاً للحليب المشبع بالسكريات تزيد من خطر الإصابة بتسوس أسنان الصغير.
تعتمد وقاية أسنان الطفل من التسوس على مدى وعي وثقافة الوالدين، وتبدأ من فترة الحمل، وأن تعتمد الأم لطفلها نظاماً غذائياً صحياً، وتجنب إرضاعه ليلاً أو وضع زجاجة الحليب لفترة طويلة في فمه، ويفضل وضع الماء في الزجاجة بدلًا من الحليب، ويجب أن يستخدم الطفل أدوات طعام خاصة به ولا يستعملها أحد غيره.
الأسنان اللبنية

هي الأسنان الأولى التي يبدأ ظهورها للطفل وعمره ستة أشهر وحتى السادسة عشرة عاماً، والاعتقاد السائد بأنها أسنان مؤقتة ويتم استبدالها بالأسنان الدائمة، والكثيرون يعتقدون أنه لا حاجة لعلاج تسوسها لأنها سوف تسقط وتستبدل ويستعاض عنها بالأسنان الدائمة، لكن هذا الاعتقاد خاطئ، لأن الأسنان اللبنية هي أساس الدائمة وبقدر ما هي صحية وسليمة بقدر ما ستكون الأسنان الدائمة سليمة، والخطورة في ترك تسوسها من دون علاج فإهمالها يؤدي بالصغير إلى المزيد من الألم والعدوى وقد يصل الأمر إلى خلع الأسنان التالفة، والمشكلة أنه قد لا تبدو هناك أعراض على الطفل ويتم اكتشاف التسوس متأخراً، وقد يشعر الصغير بالألم في المنطقة المجاورة للسن التالف ويبكي دون معرفة الأم سبب هذا البكاء، ويعاني الحساسية المصحوبة بآلام مع تناوله الأطعمة الباردة أو الحلويات، وعدم الدراية بما يحدث للطفل يعاني مشاكل في مضغه للطعام، وتطور حالة الصغير بظهور بقع بيضاء على السن المصاب وتتلف طبقة المينا ومع شدة الإهمال قد يظهر تجويف داخل السن المسوس ويكون ذا لون بني فاتح أو غامق و قد يصل للون الأسود، وببساطة يمكن للأم حماية طفلها من كل هذه المشكلات، بالعناية بنظافة الفم في سن مبكرة، وتفادي الأطعمة والمشروبات السكرية في هذه السن الصغيرة، واتباع العادات الغذائية الجيدة منذ الصغر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"