أسعار الشحن تحشر التسوق الإلكتروني في الضروريات

دبي: حمدي سعد

ساهمت أسعار الشحن المرتفعة في تركيز المتسوقين من مواقع التجارة الإلكترونية على شراء المنتجات والسلع الضرورية خلال جمع التخفيضات أواخر الشهر الماضي، والتي بدأت بتخفيضات 11/11 ومروراً بتخفيضات الجمع على اختلافها، كما تركزت المشتريات على شراء منتجات نوعية لا تتوافر في السوق المحلي.
وأضافت متاجر التسوق الإلكترونية مبالغ إضافية على المنتجات المشتراة خلال جمع التخفيضات؛ الأمر الذي رفع أسعار هذه المنتجات بنسب تراوح بين 10 إلى 30% ما دفع المتسوقين إلى شراء منتجات لا تستلزم الخروج من المنزل؛ مثل: الإلكترونيات والإكسسوارات الخفيفة والمطهرات والمعقمات والكمامات وأدوات التنظيف وغيرها من المنتجات التي فرضتها تدابير «كوفيد-19».
على الرغم من تأكيد العديد من المواقع على الشحن المجاني للمشتريات التي تزيد على 100 درهم فإن هذا لم يتحقق لاسيما على جميع المنتجات التي يتم شحنها من خارج الدولة، فيما فرضت أغلب المواقع رسوم شحن على المشتريات، فيما كان الاستثناء الوحيد للمشتريات التي تتعدى قيمتها عدة آلاف من الدراهم.
ومع اعتدال الأجواء المناخية، وعودة الحركة للأسواق التجارية في الدولة، فضلت العائلات والمتسوقون بشكل عام الخروج لمراكز التسوق؛ لشراء المستلزمات والهدايا استعداداً لموسم الأعياد وكذلك الترفيه بعد فترة الإغلاق والإجراءات لمكافحة «كوفيد- 19» وكذلك بقاء الطلاب في منازلهم للدراسة عن بُعد.
وقال متحدث رسمي من شركة «أمازون الإمارات»: منذ بداية تفشي فيروس «كوفيد-19»، شهد قطاع البيع بالتجزئة بما في ذلك التجارة الإلكترونية تطوراً ليتماشى مع المعايير الجديدة، ومنذ الأسابيع الأولى من الأزمة، كان أحد أبرز التغييرات التي لاحظناها زيادة الطلب على المنتجات اليومية مثل: البضائع المنزلية، ومنتجات التنظيف، ومعدات العمل من المنزل؛ وذلك بسبب بقاء الناس في منازلهم، كما شهدنا زيادة في شراء أصناف المنتجات المتعلقة بأنماط الحياة مثل: أدوات المطبخ ومنتجات الترفيه والرياضة، بما يعكس التغيرات في سلوك المستهلكين، ونعمل على الاستجابة لهذه التغيّرات من خلال ضمان توفير هذه المنتجات وإيصالها للمتسوقين بأمان تام.

عروض وأسعار مدروسة

وأكد فيليب بجييون، مدير «كارفور الإمارات» لدى «ماجد الفطيم للتجزئة حرص الشركة على تقديم العديد من العروض والتخفيضات، حيث قمنا خلال شهر نوفمبر بالكامل بإطلاق حملة: «جمعة كارفور» التي تمتد حتى 5 ديسمبر الجاري بأسعار تنافسية على العديد من المنتجات ونعمل دوماً على تقديم عروض تسهم في تحقيق التوفير للمتسوقين.
وأضاف بجييون، وصلت نسبة تخفيضات «جمعة كارفور» إلى 70% على العديد من المنتجات، بما فيها المواد الغذائية والمنظفات والأجهزة الإلكترونية والمنزلية ومنتجات الصحة والجمال، إضافة إلى عرض «اشترِ واحداً واحصل على الآخر مجاناً»، إلى جانب قسائم استرداد النقود، بقيمة أكثر من 100 درهم، عند قيام العملاء بالتسوق عبر الإنترنت.

منافسة قوية

ويقول جهاد حسان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «كيتشن سوق»: قمنا خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر ببعض التخفيضات على عدد كبير من المنتجات وصولاً لتخفيضات الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر؛ حيث قدمنا تخفيضات تصل إلى 90٪ على عدد كبير من المنتجات.
وتوقع حسان ارتفاع المبيعات خلال فترة الإجازات الحالية، مشيراً إلى وجود منافسة قوية لتقديم خصومات نوعية بين المتاجر التقليدية والإلكترونية، فيما تميزت الأخيرة بأعلى نسب نمو في المبيعات خلال فترة الإغلاق لمكافحة «كوفيد-19».

عمليات بيع سلسلة

وقال طارق هنيدي، نائب رئيس عمليات منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في «فيديكس إكسبريس» إن موسم العطلات لهذا العام لن يكون اعتيادياً، فمنذ أن أصبحت التجارة الإلكترونية الطريقة المفضلة للتسوق، تعمل الشركات على تقييم تجارب التسوق التي توفرها عبر الإنترنت؛ بهدف مواكبة مواسم الذروة في مبيعاتها.
وساعدت التجارة الإلكترونية في إزالة الحدود المادية بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة؛ حيث قام العديد منها بنقل أعمالهم إلى شبكة الإنترنت، ولكنها لا تزال في بداية طريقها في العالم الرقمي وبالنظر إلى حجم عمليات الشحن التي شهدناها خلال هذا العام وتأثير انتشار «كوفيد-19»على سلاسل التوريد، يتعين على الشركات الصغيرة والمتوسطة تشجيع المتسوقين على تسوق السلع وشحنها خلال وقت مبكر من هذا العام، وقبل بداية موسم الذروة والعطلات؛ بهدف ضمان إجراء عمليات بيع سلسلة.
وأضاف هنيدي، يمكن للشركات مساعدة عملائها على التسوق والشحن مبكراً من خلال التأكد من قدرة مواقعها الإلكترونية على توفير تجارب تسوق سهلة وسريعة ولا يعني مجرد تقديم الخصومات وإجراء التخفيضات قبل موسم ذروة التسوق بأن العملاء سيسارعون لشراء الهدايا من مواقع التجارة الإلكترونية فعند حدوث خطأ فني بسيط، يمكن أن يغادر العملاء الموقع الإلكتروني والتوجه إلى مواقع أخرى، مما يؤدي إلى خسارة الكثير من الإيرادات إضافة إلى ضمان توفير خدمات شحن وتوصيل عالية الكفاءة، ومع اقتراب موسم الأعياد واحتفالات رأس السنة، فمن المرجّح أن تتسبب قيود السفر بشحن الهدايا بدلاً من تسليمها شخصياً.