عادي

اضطرابات القلق.. مشكلة نفسية وجسدية

20:40 مساء
قراءة 6 دقائق
1

يمكن أن يحدث القلق عندما يخشى الشخص حدوث شيء سيئ. إنه مصطلح غير طبي يشير إلى الشعور بالخوف أو القلق الذي يتعلق غالباً بقضية أو هاجس معين، وغالباً ما يرتبط القلق بالتوتر.

وإضافة إلى الشعور بالخوف أو القلق، فإنه غالباً ما ينطوي ذلك على أعراض جسدية مثل التشنجات العضلية. ويختلف القلق عن نوبة الهلع، وهي أحد أعراض اضطراب الهلع. وفي الغالب يرتبط القلق بحدث أو موقف معين، على الرغم من أن هذا لا ينطبق دائماً على جميع الحالات.
في الوقت ذاته، يمكن أن تحدث نوبة الهلع دون أي محفز محدد، وتكون الأعراض أكثر حدة بكثير من أعراض القلق. ومع ذلك، إذا استمرت مستويات التوتر والقلق لفترة طوية، فقد تنشأ مشاكل أخرى.

حقائق سريعة

يمكن أن يكون القلق من أعراض الهلع، لكنه يختلف عن نوبة الهلع؛ حيث إن نوبات القلق أو القلق يمكن أن يكون وراءها دافع محدد مثل التحضير لامتحان أو وجود مشاكل في مكان العمل أو مشاكل صحية أو خلافات عائلية وما إلى ذلك، كما أن القلق غالباً ما يكون أقل حدة من نوبة الهلع. ويتضمن القلق أعراضاً جسدية مثل تسارع ضربات القلب أو ألم في المعدة.

في حين أن نوبة الهلع لا يوجد سبب معيّـن وراءها، ويمكن أن تكون أعراض الهلع قابلة للتشخيص الطبي، وغالباً ما تكون هذه الأعراض شديدة.

يمكن أن تحدث نوبات الهلع سواء كان الشخص يشعر بالهدوء أو القلق. وتنطوي على أعراض جسدية مصحوبة بمشاعر رعب شديدة لدرجة أن الشخص يخشى من فقدان الوعي أو الموت المفاجئ.

وفي الغالب تحدث هذه النوبات بشكل مفاجئ وغير متوقع، وتستمر ما بين بضع دقائق وساعة، على الرغم من أن تأثيرها السلبي قد يستمر.

إن مصطلح «نوبة القلق» غير مدرج في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية والنفسية للجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، في حين أن نوبات الهلع، هي أحد أعراض اضطراب الهلع.

أعراض متشابهة

يمكن أن تشمل نوبات الهلع والقلق أعراض مثل الخوف وخفقات القلب أو تسارع دقاته والدوخة وألم في الصدر وصعوبة التنفس وانتياب المريض أفكار غير منطقية. ومع ذلك، تكون نوبات الهلع أكثر حدة، وقد يعتقد الشخص أنه سيموت حقاً. ومن المرجح أن يحتاج الشخص الذي يعاني نوبات الهلع إلى عناية طبية بالمقارنة مع الشخص الذي يعاني القلق.

وقد يكون القلق ردة فعل لمخاوف أو هموم معينة، ويميل إلى التطور تدريجياً. ويمكن أن يشعر المرء أنه في حال تمكّن من حل مشكلته، فإن كل شيء سيكون على ما يرام.

وفي المقابل، يمكن أن تحدث نوبة الهلع دون سابق إنذار، ولا توجد طريقة لمنعها، وقد تحدث سواء كان يشعر الشخص بالراحة أو القلق، وحتى أثناء النوم. وغالباً لا يوجد سبب واضح لذلك، في حين أن مستوى الخوف لا يتناسب مع المحفز.

هل يمكن أن يؤدي القلق إلى الهلع؟

بالنسبة للشخص المصاب باضطراب الهلع، قد يؤدي القلق إلى نوبة هلع، كما أن الخوف من حصول نوبة هلع يؤثر في سلوك الشخص وقدرته على ممارسة نشاطاته اليومية. وتقترح الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين أنه قد يكون هنالك عامل بيولوجي وراء اضطراب الهلع، لكن العلماء لم يحددوا بعد هذه العوامل.

أعراض القلق

وتشمل أعراض القلق ما يلي:

الخوف والأرق ومشاكل في النوم والصعوبة في التركيز والحزن والشعور بالضغط النفسي. أما الأعراض الجسدية فتشمل تغيرات في معدل دقات القلق والصداع والغثيان أو الإسهال والتعرق وجفاف الفم وضيق في الحلق وصعوبة في التنفس والرجفة والشعور بالضعف.

ولا تتضمن كل حالة من حالات القلق كل هذه الأعراض، ويمكن أن يكون القلق خفيفاً أو متوسطاً أو شديداً، اعتماداً على المحفز وكيفية تفاعل الشخص معه. وخلال التحضير للامتحانات، على سبيل المثال، قد يشعر بعض الأشخاص بالقلق إلى حد ما، بينما قد يعاني الآخرون جميع الأعراض المذكورة أعلاه. وفي العادة، عندما يزول الخطر أو الخطر المتصور، تختفي الأعراض. وقد يكون القلق المستمر لفترة طويلة أو الناجم عن أحداث معينة علامة على وجود اضطراب آخر، مثل اضطراب القلق الاجتماعي.

الأسباب

غالباً ما ينتج القلق عن التوتر أو الشعور بالإرهاق، وتشمل الأسباب الشائعة للقلق ما يلي:

ضغوط العمل، والضغوط المالية، والمشاكل الأسرية، أو مشاكل التعامل مع القضايا الإدارية أو التقنية، وتغيير الوظيفة، والإصابة بأمراض مزمنة مثل التصلب اللوحي والسكري وغيرها.

كما يمكن أن يرتبط القلق بعوامل أو حالة صحية أخرى مثل الرهاب الاجتماعي واضطراب الوسواس القهري واضطراب ما بعد الصدمة أو وجود عوامل وراثية والتعرض لضغوط كبيرة والإفراط في تناول الكافيين، وتعاطي بعض الأدوية والخوف من الإصابة بنوبة هلع.

المضاعفات

إن الاستجابة التي تؤدي إلى التوتر والقلق تساعدنا على التعامل مع المواقف الصعبة التي تظهر بشكل مؤقت. والأدرينالين هو الهرمون المسؤول عن استجابة الكر أو الفر. والإفراز المفاجئ لهذا الهرمون يهيئ الجسم للهرب أو مواجهة الخطر جسدياً.

وفي ظل الظروف العادية، تعود مستويات الأدرينالين بسرعة إلى وضعها الطبيعي بمجرد زوال الخوف. ومع ذلك، إذا استمر القلق وبقيت مستويات الأدرينالين مرتفعة، يمكن أن تنشأ مشاكل أخرى.

وقـــد يؤدي التوتــــــر والقلـــــق المستمر إلى مشـــاكل أخـــرى مــــــــــثل الاكـــتئاب واضطــــــراب القلق.

وارتبط الإجهاد المستمر بمشاكل في الجهاز المناعي والجهاز الهضمي والتناسلي ونوعية النوم. وتشمل المشاكل البدنية التي قد تنشأ عن القلق ما يلي: نزلات البرد المتكررة والالتهابات، وارتفاع ضغط الدم وداء السكري.

لـــذا من المهم اتخاذ الإجراءات اللازمة أو طلب المساعدة لتقليل التوتر والقلق إذا أصبح الأمر ملازماً ومستمراً لفترة طويلة.

العلاج

تشمل خيارات علاج القلق والمشكلات ذات الصلة ما يلي:

- العلاج السلوكي المعرفي

- الأدوية مثل بعض أنواع مضادات الاكتئاب

- مجموعات الدعم للأشخاص ذوي الحالات الخاصة

يجب على أي شخص يشعر بالإرهاق من التوتر أو القلق أن يراجع أخصائياً صحياً للحصول على المشورة الطبية؛ حيث قد يساعد الحصول على المساعدة مبكراً في تفادي مشكلات نفسية وجسدية أخرى.

تتضمن نصائح التعامل مع التوتر والقلق ما يلي:

- تعرف على الأعراض: إذا كنت تعرف ما هي علامات وأعراض الإجهاد أو القلق المفرط، قد تتمكن من اتخاذ بعض الإجراءات؛ إذ قد يكون الصداع أو عدم القدرة على النوم أو الإفراط في الأكل علامات على أنه قد حان الوقت لأخذ قسط من الراحة أو طلب المساعدة.

- تعرف على المحفزات: إذا تمكنت من التعرف إلى ما يجعلك تشعر بالقلق، فقد تتمكن من اتخاذ الإجراءات الناجعة. اسأل نفسك هل المهام العديدة التي توليتها تلعب دوراً في شعورك بالقلق؟ وهل يمكنك أن تطلب من شخص ما المساعدة؟ وهل تناول القهوة أو الشاي يزيد الأعراض سوءاً؟

- اتبع نظاماً غذائياً صحياً: يمكن أن يؤدي نمط الحياة المزدحم إلى تناول الكثير من الوجبات السريعة أو القليل من التمارين الرياضية. حاول تخصيص وقت لتناول وجبة صحية أو تناول وجبة غداء منزلية مضاف إليها الكثير من الفاكهة والخضراوات الطازجة، بدلاً من تناول شطيرة برجر.

- ممارسة الرياضة: إن الجلوس لفترات طويلة أمام شاشة الحاسوب أو أثناء القيادة له آثار سلبية على الصحة العامة والصحة النفسية أيضاً، لذا حاول أن تأخذ استراحة لمدة 30 دقيقة والمشي يومياً لتعزيز إحساسك بالعافية.

- تعلم بعض تقنيات الاسترخاء: يمكن أن تساعد اليوجا والتأمل وتمارين التنفس على التقليل من التوتر والقلق. وهناك بعض الأدلة على أن استخدام العلاج بالروائح قد يساعد على التقليل من التوتر، على الرغم من أن ذلك بحاجة إلى مزيد من البحث.

- جرّب نشاطات جديدة: مثل الاستماع إلى الموسيقى أو التأمل أو تعلم العزف؛ إذ إن هذه النشاطات يمكن أن تخفف من التوتر وتصرف ذهنك عن همومك لفترة من الوقت. وقد تقابل أثناء ذلك أشخاصاً لديهم مخاوف مماثلة ويمكنك مشاركة مشاعرك معهم.

- كن اجتماعياً: اقض وقتاً أطول مع الأصدقاء والعائلة أو ابحث عن مجموعة لمقابلة أشخاص جدد، عن طريق التطوع أو الانضمام إلى مجموعة دعم على سبيل المثال.

- حدد أهدافاً: إذا كنت تشعر بالضيق من المشاكل المالية أو الإدارية على سبيل المثال، ضع خطة للتعامل مع هذه المشاكل. حدد الأهداف والأولويات وقم بإنجازها. سيساعدك هذا الأمر على قول «لا» للطلبات الإضافية من الآخرين التي ليس لديك وقت لها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"