حددت السلطات الإندونيسية، أمس الأحد، موقع الصندوقين الأسودين لطائرة «سريويجايا إير» التي تحطمت وعلى متنها 62 شخصاً، بعد قليل من إقلاعها من جاكرتا، وانتُشلت أشلاء بشرية وأجزاء من الحطام، في خطوة من شأنها المساعدة في معرفة أسباب الحادث.
تحديد موقع الصندوقين الأسودين
وقال رئيس اللجنة التابعة لوزارة النقل، سورجانتو تجاهجانتو: «حددنا موقع الصندوقين الأسودين». وأوضح أنّ الغطاسين الذين عثروا على أشلاء جثث، وحطام، وقطعة ملابس أطفال «سيقومون بالبحث عن الصندوقين، وآمل ألا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل استعادتهما».
وقال قائد الجيش، هادي تجاهجانتو، من دون أن يحدد إطاراً زمنياً «نأمل في أن نتمكن من انتشالهما قريباً».
جهود الإنقاذ مستمرة
وقال مسؤول في البحث والإنقاذ، إن البحث سيستمر ليلاً، لكن الجهود ستقتصر على مسح بالموجات الصوتية تنفذه الزوارق.
ونقل منقذون أجزاء من الحطام إلى جاكرتا، من بينها رادار مقياس الارتفاع، ومظلة طوارئ، وقطعة يُشتبه في أنها انفصلت عن الجزء السفلي من ذيل الطائرة. وعُثر على قطعة معدنية ملتوية مطلية باللونين الأزرق والأحمر لطائرات الشركة. وقالت السلطات إنها انتُشلت من عمق 23 متراً بالقرب من مجموعة جزر قبالة ساحل جاكرتا.
وحذرت «الأرصاد الإندونيسية» من مخاطر هطول أمطار غزيرة، وهبوب رياح قوية قد تعرقل جهود البحث والإنقاذ.
طلب الحمض النووي للأقارب
وطلبت الشرطة من أسر الضحايا تقديم معلومات مثل سجلات الأسنان، وعينات الحمض النووي الوراثي، للمساعدة في التعرف إلى أصحاب الجثث.
ولم تعط السلطات أي تفاصيل حتى أمس الأحد، عن الأسباب المحتملة لسقوط طائرة بوينج التي فقد الاتصال بها، امس الأول، خلال رحلة من جاكرتا إلى بونتياناك، بعد نحو 4 دقائق على إقلاعها.
تعزية رئاسية
وقدم الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو «التعازي الحارة» لذوي الضحايا، داعياً مواطنيه إلى الصلاة من أجل العثور عليهم. وانتشل عناصر الإنقاذ خمسة أكياس تحوي أشلاء جثث وحطام تعود للطائرة. ونقل الحطام إلى ميناء جاكرتا الرئيسي، بينها إطار طائرة، وبنطال طفل.
زوجان أرسلا سيلفي للأبناء قبل الإقلاع
وكانت الطائرة تقل 50 راكباً، بينهم عشرة أطفال، وطاقم من 12 فرداً، جميعهم إندونيسيون. ومن بين الركاب بيبين سفيان (59 عاماً)، وزوجها دان رزانة (58 عاماً). وقال ابن شقيقها هندرا: «التقطا صورة سيلفي وأرسلاها إلى أولادهما قبل الإقلاع».
وكان من المقرر أن تحط الرحلة «س ج 182» في مطار بونتياناك (بجزيرة بورنيو)، في رحلة تستغرق نحو 90 دقيقة.
حزن في مطار بونتياناك
وكان أقارب ركاب الطائرة ينتظرون الأنباء بقلق في مطار بونتياناك، مساء أمس الأول السبت. وقال الإندونيسي يمان زي وهو يبكي: «لدي أربعة أفراد من أسرتي على متن الطائرة، زوجتي، وأولادي الثلاثة». وأضاف: «أرسلت لي زوجتي صورة للطفل اليوم. قلبي محطم».
ووفق بيانات موقع «فلايت رادار 24»، حلقت الطائرة إلى ارتفاع يناهز11 ألف قدم، قبل أن تهبط فجأة إلى 250 قدماً، وينقطع الاتصال بها.
وقال وزير النقل الإندونيسي، بودي كاريا سومادي، إن الطائرة انحرفت على ما يبدو عن مسارها، قبل أن تختفي عن الرادار. (وكالات)
بوينج تبدي استعدادها للمساعدة في التحقيق
قالت شركة «بوينج» في بيان: «نحن على اتصال مع شركة الطيران، ومستعدون لدعمهم خلال هذا الوقت العصيب. مشاعرنا مع الطاقم، والركاب، وعائلاتهم».
وشهد قطاع الطيران في إندونيسيا حوادث عدة في الأعوام الأخيرة. وشهد أكتوبر/ تشرين الأول 2019 مقتل 189 شخصاً، عندما تحطمت طائرة من طراز بوينج 737 ماكس تابعة لخطوط لايون الجوية، في بحر جاوة بعد دقائق من إقلاعها من جاكرتا.
