عادي

الشعر نتاج بشري و«الروبوت» يتلاعب بالألفاظ

22:25 مساء
قراءة 3 دقائق
1

الشارقة: «الخليج»
نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، جلسة حوارية بعنوان «القصيدة في زمن الذكاء الاصطناعي»، بمشاركة الدكتور هيثم الحاج أستاذ النقد الأدبي الحديث في مصر، والدكتورة بديعة الهاشمي أستاذة الأدب والنقد الحديث المساعد، والشاعر عبدالله الهدية، وأدارتها الشاعرة شيخة الجابري. 
وتحدثت شيخة الجابري عن زمن الذكاء الاصطناعي الذي نعيشه اليوم، حيث الروبوتات التي تقوم منذ زمن بإنتاج أعمال إبداعية، كالقصائد الشعرية واللوحات التشكيلية والمقاطع الموسيقية، وتساءلت الجابري: «هل يستحق نتاج الروبوتات لقب الفن؟ لدى مقارنته بإبداعات فنية مذهلة أنتجها عباقرة الفنون في تاريخ البشرية، هل يستطيع الروبوت أن يكتب القصيدة الشعرية؟».
وقال د. هيثم الحاج: «يتوقف ذلك السؤال على نوع القصيدة الذكية، فالشعر قائم على أساس فكرة تجاوز الاستخدام اللغوي المعتاد، وقائم على فكرة المجاز، واستخدام اللفظ في مكان مختلف يجعل قصيدة الذكاء الاصطناعي صعبة؛ لأن الروبوت هو مجموعة القصائد الشعرية المخزنة التي يحاول أن يقوم بربط المتجانسات والألفاظ مع بعضها بعضاً، ولكن لا يمكن أن يقوم بفكرة التجاوز اللفظي، لأنها فكرة بشرية». 
وتابع: «أرى أن القصيدة الذكية ستكون صعبة، وإن وجدت ستوجد في إطار محدود جداً، وهي مجرد محاولة للعب باللغة؛ لأن الروبوت يقوم على فكرة اللعب على الاحتمالات وتجاوز الألفاظ، والذكاء الاصطناعي يقوم بما نغذيه به من معلومات، ولن يستطيع أن يكون إبداعاً مثل البشر. فالشعر قائم على الإبداع البشري، ومساحة الإبداع التي يقوم بها المبدع هي مساحة إنشاء على غير مثال. أما الذكاء الاصطناعي فيعمل على النماذج الموجودة بالفعل، وهنا فقدت القصيدة الروبوتية الإبداع». 
وأشارت د. بديعة الهاشمي إلى أن هذا الموضوع هو حديث الساعة، وتساءلت: «هل يمكن للروبوت أن يكتب الشعر؟»، معتبرة أنه يجب علينا قبل طرح هذا السؤال أن نراجع مفاهيم نعتقد أننا نعرفها جيداً (ما هو الشعر؟ وما هو الحاسوب؟، وما هو الإبداع؟، وما هو الذكاء الاصطناعي؟). 
وقالت: «كانت هناك تجارب عالمية حول هذا النوع من الشعر الاصطناعي، وهذه التجارب تعتبر جزءاً من الإجابة عن سؤال: كيف يكتب الذكاء الاصطناعي الشعر؟»، حيث طور فريق من باحثي شركة مايكروسوفت وجامعة كيوتو، ذكاء اصطناعياً لكتابة الشعر قادراً على خداع خبراء الشعر على الإنترنت». 
وتابعت: «يعد هذا الإنجاز ــــ وفقاً لورقة بحثية نشرت في موقع أرشيف ــــ أحدث خطوة لتطوير ذكاء اصطناعي قادر على توليد نصوص بشرية واقعية، حيث زود الباحثون الذكاء الاصطناعي بآلاف القصائد والتراكيب الشعرية لتدريبه على توليد صور شعرية تشبه الصور الموجودة في القصائد البشرية، إضافة إلى تزويده بكيفية الربط بين الصور والنصوص الشعرية وأنماطها، والقوافي واللغات الأخرى، وطريقة ربط الألوان والصور بالمشاعر والاستعارات الشعرية». 
وأضافت: «وهناك شركة «هيومن موت» الأمريكية التي طورت تصميم روبوت لكتابة الشعر الاصطناعي، وأصدرت أول ديوان شعري اصطناعي 2019. وكانت هذه القصائد تشبه النصوص الشعرية البصرية، واستطاع هذا أن يخدع مجموعة من الناس، بأن من كتب هذه القصائد هم البشر؛ لأن الروبوت اليوم مزود بآلاف القصائد والأبيات الشعرية. 
أما الشاعر عبدالله الهدية، فأكد أن الإنسان هو من يقوم بتغذية هذا الجهاز بكمّ هائل من القصائد والأبيات، ولكن القصيدة ليست أبياتاً فقط، ولكنها روح ومشاعر، كما أن مزاج كل شاعر في القصيدة يختلف عن القصيدة السابقة، وكل شاعر عندما يكتب قصيدة يكتبها بروحه ومزاجه الفني، كما أن لغة الجسد عند إلقاء القصيدة تختلف من شخص إلى آخر، وهنا سيفشل الروبوت؛ لأنه آلة، وليس بشراً يستطيع أن يكتب بمشاعر الإنسان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"