عادي
في إحاطة إعلامية عقدت في «الخوانيج»

عمران شرف: لدينا فرصة واحدة لدخول مدار المريخ بنجاح

21:30 مساء
قراءة 5 دقائق
1
1

دبي: يمامة بدوان
أكد المهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، أن مرحلة دخول مسبار الأمل إلى مداره حول الكوكب الأحمر، تعد واحدة من أخطر مراحل المشروع.
وقال: «أمامنا فرصة واحدة فقط لإدخال مسبار الأمل إلى مدار المريخ يوم 9 فبراير في تمام الساعة 7:42 دقيقة بتوقيت الإمارات؛ حيث إن مرحلة الدخول إلى مدار المريخ تختلف تماماً عن مرحلة الإطلاق، التي كانت لدينا حينها نافذة إطلاق امتدت إلى ثلاثة أسابيع، ويمكننا التأجيل وإعادة المحاولة خلالها، كما حدث بالفعل؛ إذ كان من المقرر إطلاق الصاروخ الذي يحمل المسبار يوم 15 يوليو 2020 وتم التأجيل بسبب أحوال الطقس غير المواتية إلى يوم العشرين من يوليو، وبعدها تمت عملية الإطلاق بنجاح».
وتابع: «لكن في مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ إذا لم نستطع إبطاء سرعة المسبار إلى الحد المطلوب وإدخاله إلى المدار بالاتجاه الصحيح، ربما -لا قدر الله- نفقد المسبار تماماً إما بأن يتيه في الفضاء العميق أو بالاصطدام بسطح المريخ».
سيناريوهات
وفي رده على سؤال لـ«الخليج» حول مخاطر فقدان الاتصال بالمسبار لدى دخوله للمدار الأولي، أكد أن الفريق وضع سيناريوهات عدة لمرحلة دخول المسبار إلى المدار، أهمها في حال دخوله بنجاح، فإن الأمر سيتطلب بعض الوقت للتأكد من نجاح عملية الدخول، أما في حال فُقد الاتصال بالمسبار فإنه يكمل مسيرته «أتوماتيكياً»، إضافة إلى أن الفريق وضع سيناريوهات مختلفة للتعامل مع الحالات الطارئة، ومنها تعطل نظام فرعي معين.
جاء ذلك في إحاطة إعلامية عقدت، اليوم، في مقر مركز محمد بن راشد للفضاء في منطقة الخوانيج بدبي، بالتعاون مع المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، لإلقاء الضوء على آخر مستجدات مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، مع التركيز على المراحل المتبقية من الرحلة التاريخية للمسبار التي تعد أول مهمة عربية لاستكشاف المريخ، حيث تم عرض فريق نموذج مجسم طبق الأصل بالأبعاد الحقيقية للمسبار لأول مرة.
وقال إن السيناريو الأول يتمثل في دخول مدار المريخ بنجاح، وفي حالة حدوثه، فإنه يستغرق 27 دقيقة، لكن هناك سيناريوهات أخرى تم وضعها للتعامل مع أي حالة طارئة قد تحدث، وتم إدخالها في البرمجيات، من ضمنها فقدان الاتصال من المسبار لدى تقليل سرعته من 121-18 ألف كيلومتر، فإن المسبار أوتوماتيكياً سيستمر في عمله، كما هناك سيناريو آخر للتعامل مع تأثر نظام معين؛ حيث يمكن للمسبار إصلاحه، إلا أن بعض المخاطر تكون خارج السيطرة.
وأضاف أن عدم نجاح عملية دخول المسبار للمدار الأولي أمر موجود بنسبة 50%؛ حيث إن فريق العمل وضع البرمجيات كافة للتعامل مع أي مخاطر قد تحدث في هذه المرحلة الحساسة، كما أن فقدان الاتصال مع المسبار طوال هذه الفترة، يطلق عليها «نصف ساعة عمياء»، لأنه لا يمكن التدخل في العملية نتيجة تأخر وصول الإشارة لـ11 دقيقة لبعد المسبار عن كوكب الأرض.
وتابع: «ننظر إلى جميع المهام التي تم إرسالها للكوكب الأحمر بصورة شاملة؛ حيث إن هناك اختلافاً بين مهمة كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والصين، والتي ستصل جميعها للمريخ في الشهر الجاري، لكن نسبة المخاطر هي 50%.
وأوضح أن فريق المسبار قام بتطوير منظومة الدفع بالتعاون مع شركاء نقل المعرفة العاملين في المشروع، انطلاقاً من توجيهات قيادة الدولة بأن يبني الفريق المسبار ولا يشتريه، ولذلك لأول مرة نستعمل هذه المنظومة المتكاملة في الفضاء الخارجي»، لافتاً إلى أن شراء المنظومة كان الأسهل، كما أن المخاطر تكون أقل من تطويرها، لكن الهدف من المشروع هو بناء قدرات الكوادر المواطنة واكتسابها المعرفة.
تحديات 
وحول أبرز التحديات التي واجهها الفريق، أكد شرف أنه لا يوجد أمر يسير في مهمة مسبار الأمل منذ انطلاق بنائه حتى انتهاء مهمته؛ حيث إن كل مرحلة من مراحله توجد بها تحديات كثيرة، ومن ذلك الفترة الزمنية التي وضعتها الحكومة لإنجاز المهمة (6 سنوات)، واشتراط أن تبني الكوادر الوطنية المسبار ولا تشتريه، ونقله إلى قاعدة الإطلاق في اليابان، ومواجهة جائحة «كوفيد- 19» ومرحلة الإطلاق خلال نافذة محدودة الزمن، إضافة إلى تأكيد القيادة على ضرورة انعكاس هذا المشروع في إيجاد نقلة جذرية في جميع القطاعات بالدولة.
وأوضح أن مهمة مسبار الأمل تختلف عن كل من المهمة الأمريكية والمهمة الصينية إلى المريخ، واللتين أطلقتا في التوقيت نفسه، حيث إن المهمة الأمريكية تستهدف إنزال روبوت على سطح المريخ، أما المهمة الصينية فتشمل ثلاثة أقسام، ومن ثم فإن طريقة الدخول تختلف من مهمة إلى أخرى، كما أن نظام الدفع يختلف بينها، ويوم الإطلاق مختلف، كذلك سرعة الإطلاق مختلفة بين المهمات الثلاث، متابعاً: «لا يمكن القول إن مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ أقل من المهمتين الآخرين».
وقال شرف: «إن أثر مشروع مسبار الأمل من الناحية المادية في القطاعات الاقتصادية بالدولة، ستظهر خلال مدة من 10 إلى 15 سنة، فيما ظهرت له آثار عدة في القطاع الأكاديمي في الدولة وتوجهات الطلبة التعليمية، والقطاع الصناعي، إضافة إلى فكر وثقافة الشباب الإماراتي؛ حيث إن المسبار به نحو 66 قطعة مصنعة محلياً».
مسؤوليات
بدوره، قال المهندس سهيل الظفري، نائب مدير المشروع لشؤون تطوير المسبار: «إن مسؤوليات الفريق الهندسي لمسبار الأمل متعددة، وقد شملت عند بدء تنفيذ المشروع التصميم والتصنيع والتركيب والدمج والفحص، وتتضمن أنظمة الطاقة والملاحة والكمبيوتر والبرمجيات وأنظمة الدفع الخاصة بالمسبار». 
وأضاف أن الفريق الهندسي لمسبار الأمل هو الذي تولى عمليات تعديل تصميم المسبار؛ إذ كان التصميم الأولي يتضمن ثلاثة ألواح شمسية، تم تعديلها لاحقاً إلى لوحين فقط، وهو التصميم الحالي للمسبار الذي يقترب من مدار المريخ.
وتابع: «في المرحلة الأولى من إطلاق المسبار كان التواصل معه يجري على مدى 24 ساعة متواصلة، للتأكد من جاهزية الأنظمة وعملها على متن المسبار في طريقه نحو المريخ؛ حيث أن هناك أجهزة تم فحصها وهي على الأرض وبالتالي فإن جودة أدائها معروفة بالنسبة للفريق العلمي، إلا أن أداءها في الفضاء سيكون مختلفاً، وهي تؤكد أن حالة المسبار تسير على ما يرام طوال الأشهر السبعة، تلى ذلك تقليل أوقات التواصل مع المسبار إلى مرتين أسبوعياً بمعدل 6 -8 ساعات، وذلك للتأكد من سلامة الأنظمة في رحلة المسبار للمريخ وعدم ارتفاع درجة حرارة محركات الدفع، تخللها عمليات توجيه للمسبار؛ حيث شمل الفريق 13 مهندساً، تمثل عملهم في متابعة حالة المسبار وأنظمته في رحلته».
وأضاف أن دخول المسبار للمدار الأولي للمريخ يعد أصعب من الدخول للمدار العلمي، ثم بعد نحو شهرين سيكون دخوله للمدار العلمي، لتبدأ الأجهزة العلمية على متنه بالقيام بالتقاط الصور وتوفير البيانات.
برمجيات
من جهته، أوضح إبراهيم عبدالله المدفع، مهندس نظام التحكم وقائد فريق أنظمة التحكم، أن برمجيات المسبار تقوم بمهمة رئيسية في مرحلة الدخول إلى مدار المريخ؛ حيث إن هذه العملية تتم ذاتية وبشكل مستقل من جانب المسبار الذي تمت برمجته بدقة منذ البداية ليقوم بها، وينفذ أوامر ومناورات الدخول بدقة إلى المدار وبتوقيت زمني محدد، وهذه البرمجة تم التأكد منها وفحصها أكثر من مرة قبل الإطلاق.
تعقب النجوم 
بدوره، قال علي جمعة السويدي، مهندس النموذج الهندسي: «إن فريق عمل مسبار الأمل يعتمد على جهاز تعقب النجوم لتحديد موقع المسبار؛ حيث يقوم الجهاز بالتقاط صور للنجوم وتحليلها ومقارنتها بقاعدة بيانات ضخمة، يتم عن طريقها معرفة موقع المسبار».
وأضاف أنه تم بناء وتطوير البرنامج الهندسي للمشروع، وإجراء العديد من الاختبارات قبل إطلاق المهمة، والتأكد من آليات التحكم بالمسبار بعد الإطلاق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"