إعداد: هشام مدخنة وأحمد البشير
تغنت الصحف والمواقع الأجنبية بالإنجاز التاريخي لدولة الإمارات، بوصول «مسبار الأمل» بنجاح إلى مداره حول كوكب المريخ، واستعداده للمرحلة العلمية القادمة، وهي سبر غور الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، ومشاركة أدق التفاصيل والصور مع الجهات البحثية والعلمية المختصة في العالم.
«لوس أنجلوس تايمز»
أشادت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية بالإنجاز الذي حققته دولة الإمارات، في انتصار لأول مهمة بين الكواكب في العالم العربي.
ووصفت الصحيفة المشهد التاريخي بالقول «نهض مراقبو وحدة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، وأطلقوا الهتافات وصفقوا مع ورود أنباء تفيد بأن المركبة التي تحمل اسم «الأمل» قد وصلت إلى نهاية رحلتها التي استمرت سبعة أشهر بسلام، قاطعة نحو 300 مليون ميل في الفضاء، لتبدأ عملية الدوران حول الكوكب الأحمر وجمع البيانات عن الغلاف الجوي».
ونقلت الصحيفة لحظة إعلان عمران شرف، مدير البعثة الإماراتية إلى المريخ براحة تامة، قائلاً لشعب الإمارات والأمم العربية والإسلامية «نعلن نجاح الإمارات في الوصول إلى المريخ».
وأضافت إن وصول المسبار، يضع الإمارات في رابطة من خمس وكالات فضاء فقط في التاريخ، أنجزت مهمة فاعلة إلى المريخ. وكونها أول مغامرة خارج مدار الأرض، فإن الرحلة مصدر فخر شديد للإمارات في مسعاها إلى مستقبل في الفضاء.
«إيه بي سي نت»
فيما عنونت قناة «إيه بي سي نت» على موقعها «وصول مسبار الأمل الإماراتي إلى المريخ في مهمة لاختبار الغلاف الجوي والمناخ».
وقال الموقع الإخباري الأسترالي، وصلت أول مهمة للإمارات إلى الكوكب الأحمر، ودخلت مداره بعد رحلة استغرقت سبعة أشهر، قاطعة 494 مليون كيلومتر. وهذا الأمر هو جزء من جهود الإمارات لتطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية وتقليل اعتمادها على النفط.
مضيفاً أن الإمارات، خامس دولة تصل إلى كوكب المريخ، لديها خطة لاستيطان الكوكب الأحمر بحلول عام 2117. وتحدث التقرير عن هدف العملية الرامي إلى تقديم صورة متكاملة ولأول مرة عن جو المريخ، ودراسة التغيرات اليومية والموسمية.
ونقل الموقع تهنئة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله بعد نجاح المهمة العلمية «اليوم هو بداية مرحلة جديد في التاريخ العلمي العربي، مرحلة عنوانها الثقة بقدرتنا على التنافس مع بقية الأمم والشعوب». مضيفاً سموه: «ستحتفل الإمارات بيوبيلها الذهبي بالعلم والثقافة والإلهام لأننا نهدف إلى بناء نموذج للتنمية».
كما نقل الموقع حديث سارة الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، ورئيسة مجلس إدارة وكالة الفضاء الإماراتية، بأن الأمر سيستغرق بضعة أسابيع، للبدء بجمع مزيج من البيانات والصور، التي يمكن إتاحتها للجمهور في وقت مبكر من سبتمبر/أيلول المقبل.
«بي بي سي»
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: تحتفل الإمارات بنجاح إدخال مسبارها الفضائي «الأمل» في مداره حول المريخ، في أول مهمة لها بين الكواكب، ما يجعلها خامس كيان يزور الكوكب الأحمر، بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، ووكالة الفضاء الأوروبية والهند.
وبحسب التقرير، يمكن لعلماء الإمارات الآن، التطلع إلى دراسة الغلاف الجوي للمريخ، وكيفية تسرب ذرات الهيدروجين والأكسجين، وأين ذهبت المياه الوفيرة على الكوكب. حيث إن «مسبار الأمل» يحمل ثلاث أدوات مراقبة وقياس لإتمام هذه العملية والتقاط صور عالية الدقة للكوكب الأحمر.
وتحدثت «بي بي سي» مطولاً عن تفاصيل رحلة مسبار «الأمل» حتى وصوله المرحلة الأخيرة وبدء مناورة الانزلاق داخل المدار، وهي الأخطر والأدق. ومن ثم كان الإعلان الرسمي عن اكتمال المهمة بنجاح وسط عاصفة من التصفيق داخل مركز محمد بن راشد للفضاء. وجاء الإعلان على لسان عمران شرف، مدير مشروع بعثة «الأمل». وشهدت الأيام القليلة الماضية حماسة كبيرة، حيث أضاءت معالم الإمارات والمباني والمواقع التراثية باللون الأحمر. كما تزين برج خليفة بأضوائه اللافتة وشعاراته الحماسية التي أرّخت هذه اللحظة.
وقالت «بي بي سي» إن «مسبار الأمل» انتصار لدولة خليجية صغيرة حلمت قبل سبع سنوات بإلهام الجيل القادم عبر إطلاق أول مهمة فضائية عربية بين الكواكب وهكذا كان.
وقالت سارة الأميري لـ «بي بي سي نيوز»: «عند الوصول إلى المريخ، أتطلع الآن حقاً إلى الاكتشافات العلمية. وآمل بأن تؤثر هذه المهمة في جيل بأكمله للسعي نحو أشياء أكبر».
«سي إن إن»
وصفت شبكة «سي إن إن» الإخبارية وصول الإمارات إلى المريخ بالتاريخي، ونقلت قول صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «سعادة الشعب الإماراتي اليوم لا توصف. ألف مبروك لكم وللإمارات ولأمتنا العربية.. لقد شرفتمونا».
وبهذه المناسبة استضافت في مقابلة تلفزيونية سارة الأميري التي قالت «بدأنا العمل على هذا البرنامج في نهاية عام 2013، وواجهتنا سلسلة من التحديات اعتقدنا أحياناً أنه لا يمكن التغلب عليها من منظور تقني، أوالقيام بذلك للمرة الأولى لكننا فعلناها». وأضافت الأميري «أنا ممتنة لأداء «مسبار الأمل»، إنه حقاً مسعى دولي، وهذا ما يحتاج إليه العلم وما يدور حوله الاستكشاف. يصادف اليوم احتفالنا باليوبيل الذهبي لتأسيس دولة الإمارات، و50 عاماً على قيام بلد ليس به بنية تحتية نسبياً إلى دولة أرسلت مركبة فضائية تدور حول المريخ».
«أسوشيتد برس»
قالت وكالة «أسوشيتد برس» إن مسبار «الأمل» الإماراتي نجح في الوصول إلى كوكب المريخ، في أول انتصار لمهمة فضائية في العالم العربي. وأوضحت الوكالة إن المسؤولين في مركز «مركز محمد بن راشد للفضاء» في دبي بدأوا بالتصفيق عندما وردت أنباء مفادها أن المسبار وصل إلى وجهته النهائية بعد رحلة استمرت 7 أشهر، قطع فيها 300 مليون ميل، وبدأ في الدوران حول الكوكب الأحمر، حيث سيجمع بيانات مفصلة عن الغلاف الجوي للمريخ.
وصرح عمران شرف، مدير البعثة، براحة تامة: «نعلن لشعب الإمارات والدول العربية والإسلامية نجاحنا في الوصول إلى المريخ».
وبذلك تصبح دولة الإمارات خامس دولة في التاريخ تنجح في الوصول إلى الكوكب الأحمر. وكون هذه أول مغامرة للبلاد خارج مدار الأرض، فإن الرحلة حدث فخر جديد للدولة التي تسعى إلى بناء مستقبل لها في عالم الفضاء.
وغرّد توماس زوربوشن، رئيس البعثة العلمية في ناسا، مهنئاً دولة الإمارات، قيادةً وشعباً، بهذا الإنجاز قائلاً: «إن مساعيكم الجريئة لاستكشاف الكوكب الأحمر ستلهم آخرين للوصول إلى النجوم».
«الإندبندنت»
وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إن مسبار «الأمل» نجح في دخول مدار المريخ بعد مناورة مذهلة وصعبة استغرقت نصف ساعة. واضطر المسبار الاعتماد على أنظمة التحكم الذاتية لديه للوصول إلى المريخ، إذ إن المسافة بين الأرض والمريخ والتي تبلغ 190 مليون كيلومتر، تعني أن الأمر سيستغرق 11 دقيقة حتى تصل الإشارات من الأرض إلى المركبة وبالتالي لا يمكن التحكم فيها عن بعد.
وأوضح شرف: «كان دخول المسبار مدار المريخ الجزء الأكثر أهمية وخطورة في رحلتنا، حيث تعرض لضغوط لم يسبق لها مثيل من قبل».
وأضاف: «بينما أمضينا 6 سنوات في تصميم النظام واختباره، لا توجد طريقة لمحاكاة تأثيرات التباطؤ والملاحة بشكل كامل لتحقيق عملية الدخول إلى مدار المريخ بشكل ذاتي. ومع تحقيق هذا الإنجاز الهائل، فإننا نستعد الآن للانتقال إلى مدارنا العلمي والبدء في جمع البيانات العلمية».
والآن وبعد نجاح عملية ولوج المسبار، سيجمع ما يصل إلى ألف جيجابايت من البيانات العلمية حول الغلاف الجوي للمريخ، وسيتم مشاركة هذه المعلومات مع 200 مؤسسة علمية وأكاديمية على مستوى العالم.
«إيه بي سي نيوز»
في سياق متصل، قالت شبكة «إيه بي سي» الأمريكية إن غزو الأرض للمريخ بدأ رسمياً مع دخول «مسبار الأمل» مدار الكوكب الأحمر، في انتظار رحلة أخرى للمسبار الصيني «تاينوين-1».
وأوضحت حصة المطروشي، نائبة مدير مشروع مسبار «الأمل» للشؤون العلمية، «إن المسار المداري لمسبار»الأمل«حول المريخ يوفر تغطية زمنية وموسمية غير مسبوقة للغلاف الجوي للكوكب الأحمر».
وقالت سارة الأميري «بصفتنا أمة شابة، فمن دواعي الفخر أننا في وضع يسمح لنا بتقديم مساهمات ملموسة في مجال فهم البشر لكوكب المريخ. كما يمثل هذا نقطة مهمة للإمارات لمواصلة سعيها لتنويع اقتصادها باستخدام العلوم والتكنولوجيا».
«سبيس فلايت ناو»
وقال موقع «سبيس فلايت ناو» إنه قبل سبع سنوات، كانت مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ مجرد فكرة، ولم تكن الدولة قد طوّرت من قبل خطة لغزو الفضاء، عندما أعلنت عن مشروع مسبار «الأمل» في عام 2014.
والآن، حولّت البعثة الإمارات إلى خامس دولة تضع قمراً صناعياً في مدار المريخ.
إلى ذلك أوضحت سارة الأميري «أعتقد أن الناس في لحظة ذهول، بمن فيهم أنا، ولكن نشعر الآن بالارتياح، لقد كانت رحلة مذهلة تضمنتها الكثير من العقبات والتحديات، ولكن كل هذه الجهود التي بذلناها آتت ثمارها في نهاية المطاف».
