حسب قواعد «جوجل»

04:36 صباحا
قراءة دقيقتين
صفية الشحي

تغيرت أصول الكتابة التحريرية عندما تغيرت القوالب والمنصات المستخدمة لتقديم المحتوى المقروء، فالأمر لم يعد يرتبط بإنشاء صفحة على الشبكة لمجرد تقديم القصص الإخبارية والمقالات والدراسات من باب النشر، بل أصبحت للعبة شروط وقواعد لا مناص للمرء منها، إذا أراد أن يحقق حضوراً إعلامياً قوياً ومؤثراً في حياة العابرين عبر ملايين الصفحات التي تقع تحت سيطرة محركات البحث العالمية في رحلتهم للبحث عن إجابات شافية لتساؤلات لا تنتهي.
يستحوذ محرك «جوجل» الشهير على 88٪ من سوق محركات البحث في الشبكة العالمية، و97٪ من السوق الإماراتية، وفق إحصاءات نوفمبر 2019، كما يفرض قواعد تحريرية لا يمكن تجاوزها من قبل محرري المحتوى عموماً، وهي قواعد ترتبط بأسس تقنية متعلقة بألف باء التحرير الإلكتروني المتاحة من خلال قواعد الاستخدام التي توفرها أدلة الموقع، الأمر الذي يحتم علينا الاهتمام وبشكل مضاعف بالطريقة التي نكتب بها إلكترونياً إذا ما أردنا للمحتوى أن يبقى بارزاً ومقروءاً بل ومنافساً في قوائم المواضيع التي يتم تداولها بين جمهور الباحثين والزوار.
إن هذه اللعبة التي تتضمن تحديثات مستمرة في الخوارزميات الأربعة التي يستخدمها المحرك وهي «الباندا والبطريق والطائر الطنان والبيرت»، وشروطاً لرفع قيمة المحتوى الأصلي في مقابل المنقول، وأساليب لتجنب المضمون الذي يضم كلمات ومصطلحات محرضة على الكره أو العنصرية أو التطرف، وهي لعبة أبرز شروطها المعرفة التامة بما يحدث تحت السطح، خصوصاً إذا ما أدركنا أنها ترتبط بجذب الاستثمار من قبل المعلنين في القطاعات المختلفة، حيث قدرت أرباح «جوجل» من الإعلانات وحدها في 2018 بأكثر من 136 بليون دولار أمريكي، وهو استثمار قائم في أحد جوانبه، على تغذية الخوارزميات التي يقوم عليها المحرك بكل المعلومات التي تحتاج إليها، لتعلم نفسها بنفسها، من خلال دراسة سلوكيات الباحثين والمعلنين في آن.
ما نحتاج إليه اليوم كمحرري محتوى هو تعلم كيفية الحصر والاستفادة من الكلمات المفتاحية المرتبطة بالتخصص الذي نكتب عنه، أو بالمؤسسة التي نريد أن نبرز قيمة عملها بين المستخدمين، أو بالموضوع محل التداول، كما أننا نحتاج إلى الحد الأدنى من المعرفة حول الطريقة التي تعمل بها خوارزميات المحرك، ومدى تأثيرها في قطاع معين بين الحين والآخر، والكيفية التي يتم التعامل بها مع العناصر البصرية التي يتم استخدامها لدعم القارئ بتجربة معرفية متكاملة، وأخيراً، لا بد من الحرص على تحقيق القيمة المضافة عبر المحتوى، من خلال الاهتمام بأصالة النص، وحداثة المعلومة، والاستخدام الأمثل للتعابير والمصطلحات بعيداً عن أي تشويش أو تشويه، قد يغضب العم «جوجل» فيبدأ بإخفاء أو تجاهل المحتوى.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"