التحفيز طريق التميز

يعد التحفيز أحد أبرز أساليب التأثير على السلوك الفردي والجماعي في الدول، ونحن واحدة من الدول التي تتخذ من التحفيز والتشجيع، أداة لترسيخ ثقافة التعلم والتعليم والإبداع، وغرسها عميقاً في وجدان الطلبة وعقولهم، لا سيما فئات الحلقة الأولى، نظراً للأهمية التي ينطوي عليها التحفيز، ودوره في تعزيز شخصية الطالب، وتطوير مهاراته، والارتقاء بقدراته، وثقته بنفسه، ليتعدى بذلك القدرات العلمية إلى الاهتمام بجوانب أخرى لا تقل أهمية.
ونظراً للأهمية الكبيرة التي ينطوي عليها التحفيز، فقد وجهت وزارة التربية والتعليم خطاباً للمدارس والمؤسسات التعليمية الحكومية، حددت فيه ثلاثة شروط لقبول الطلبة من غير المواطنين فيها، إذ يجب على الطالب الحصول على معدل (A) في اللغتين العربية والإنجليزية، و(B) في الرياضيات، على أن يكون ولي الأمر موظفاً في الحكومة الاتحادية والمحلية وفي مدارس التعليم العام، مع مراعاة عدم تجاوز عدد المقبولين 20% من إجمالي عدد الطلبة في المدرسة، والنسبة نفسها أيضاً للشعبة الواحدة.
هذه الخطوة في اعتقادي تعكس الحرص الإماراتي على مكافأة المتميزين من الطلبة الوافدين، وهو أمر ندعمه جميعاً ونرفع له القبعة، ولكن في المقابل أرى من الضروري أن يشمل التحفيز الطالب في المدارس الخاصة، بحيث يتم وضع شروط ومعايير للتميز، يحصل بموجبها الطالب على خصومات خاصة، وتسهم بذلك في خلق روح التنافس الخلّاق مع أقرانه.
وبالنظر إلى المدارس الحكومية والخاصة، ستجد الكثير من الطلبة المتميزين، الذين حققوا الجوائز التربوية، وحصدوا المراتب الأولى، نظير تميزهم وإبداعهم، ما يدعونا جميعاً إلى التفكير بضرورة وضع ضوابط تمنح هؤلاء الطلبة حقوقاً تحفيزية، لتعزيز روح التنافس بينهم جميعاً، ولجعل هذا التنافس طريقاً نحو الابتكار والتطوير، والإبداع.
لا شك أن تحفيز الطالب في المدارس الحكومية والخاصة، سيدفعه إلى التحليق خارج الصندوق الذي يمثله المنهاج المدرسي، والبحث في آفاق العلوم وصنوفها، والمشاركة في الأنشطة التي تضاف إلى رصيده المدرسي، مما يخلق حالة إبداعية تظللها الرغبة في معادلة البحث والتعلم والإبداع التي تفضي إلى التميز.
وبذلك نكون قد تمكنا من تحقيق جملة من الأهداف، فالتنافس الخلّاق من جملة تلك الأهداف، ولعله أبرزها، باعتباره محركاً رئيسياً ودافعاً نحو التميز والتفوق.
إذاً، فلنعمل جميعاً على تعزيز منظومة العمل التربوي والتعليمي.
أمين عام مجلس الشارقة للتعليم