متحف التعليم

متحف التعليم ضرورة حتمية؛ إذ يجد المتتبع لتاريخ التعليم في إمارة الشارقة، بشكل خاص، والدولة بشكل عام، مرور المنظومة التعليمية بعدد من المراحل التي ابتدأت بالنشأة التعليمية، مروراً بتحولها التدريجي، وصولاً إلى شكلها المعهود اليوم، وأجد لزاماً عليّ أن أتناول تطور المراحل التعليمية، قبل التطرق إلى المقترح الذي أطرحه.
من المعروف لدى الجميع أن أول نظام تعليمي ظهر في المنطقة، هو نظام الكتاتيب الذي كان سائداً قبل زمن طويل جداً، لينتقل بعدها إلى ما عرف بنظام الحلقات العلمية، الذي مارسه عدد من الفقهاء والعلماء المطلعين والعارفين بأصول العقيدة والفقه والتفسير، والنحو والإملاء والتاريخ وغيرها.
ومن الحلقات العلمية إلى نظام التعليم شبه النظامي، الذي ظهر بين الأعوام 1907 و1953، وهي الفترة التي شهدت حركات وتوجهات إصلاحية، نتيجة لليقظة العربية، فكانت إمارة الشارقة مبادرة وسبّاقة إلى فتح المدارس التنويرية، كالمدرسة التيمية المحمودية التي تأسست سنة 1907، ومدرسة الإصلاح سنة 1935.وكانت هذه المدارس باكورة التعليم النظامي الذي انطلق في إمارة الشارقة في عامي 1953 و1954، بافتتاح مدرسة القاسمية، كأول مدرسة تتبع التعليم النظامي الذي يعتمد على الفصول والمقررات، والشهادات الدراسية، مع الأخذ بعين الاعتبار مواصلة تطور الحركة التعليمية، التي توّجت بانطلاقتها الكبرى بعد الإعلان عن قيام اتحاد دولة الإمارات.
والآن إذا ما نظرنا إلى مراحل التطور التي شهدتها المنظومة التعليمية في الشارقة، فإن الأمر يقودني إلى الاقتراح الرئيسي الذي يدفع باتجاه تأسيس متحف للتعليم في الإمارة، لرصد وتوثيق مختلف المراحل والحقب التي مرت بها الحياة التعليمية، لا سيما أن إمارة الشارقة من أوائل من اهتم بالتعليم في المنطقة، كما أنها تحتضن ما يزيد على 16 متحفاً متنوعاً.
إن تأسيس متحف للتعليم في الإمارة والدولة، يعد مطلباً مهماً وضرورة حتمية، تتطلب تعاون مختلف المؤسسات الرسمية، فوجود متحف يرصد الحركة التعليمية في الإمارة، ويوثّق مراحلها، سيعود بالنفع علينا جميعاً من عدة جهات: الأولى أن المتحف سيكون بمثابة المصدر الرئيسي والدقيق لمراحل تطور التعليم في الإمارة، والثانية أنه سيكون الدافع لابتكار واستنباط الأفكار التطويرية، إضافة إلى الجانب الاقتصادي؛ إذ يكون بمثابة وجهة للسياح للتعرف إلى تاريخ التعليم في الإمارة والمنطقة.

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم