عادي

نوادي القراءة في أربيل تنقل الأدب الكردي من الشفويّة إلى التوثيق

21:23 مساء
قراءة 3 دقائق
أربيل
أربيل

أربيل - أ ف ب
 تنتظر هدى كاظم البالغة من العمر 17 عاماً بفارغ الصبر، التعليقات على روايتها الأولى أمام أعضاء نادٍ للقراءة في أربيل عاصمة إقليم كردستان، يوفّر فسحة للكتاب الشباب لبثّ الروح في الأدب الكردي الذي بقي شفوياً على مدى قرون لأسباب كثيرة.
وتقول هدى التي تدرس الطب بعدما تلقت ردود فعل قراء شباب وكتاب وأساتذة في الأدب على روايتها: "لقد تعلمت كثيراً عن الكتابة، وهذا يشجعني على المواصلة".
وبعدما قدّمت قصة قصيرة للأطفال كأول عمل لها، تروي هدى في روايتها الأولى "باراني مارغ" أو "مطر من الأموات"، قصة كردي انتمى إلى جماعة مسلحة عندما كان في سنّ الخامسة عشرة، هرباً من خلافات عائلية، ولتناسي انفصاله عن حبيبته.
وتشبه هذه الرواية قصصاً حقيقية مماثلة عدة في الإقليم الكردي الواقع في شمال العراق، والذي عانى كثيراً على مدى الـ40 عاماً الماضية.
وأصبحت نوادي الكتب الثماني في الإقليم، التي تضع على عاتقها تقديم الكتّاب الجدد، مساحة لمناقشة المواضيع الاجتماعية تلك، فضلاً عن روايات الخيال العلمي التي بدأت تزدهر أيضاً، وكان الروائي غوران صباح أول من فتح الطريق أمام هذا الاتجاه بإنشائه ناديه في كانون الثاني/يناير في مقهى بأربيل.

هرباً من الواقع

ويرى صباح، حامل الدكتوراه في الأدب من جامعة كانساس في الولايات المتحدة الأمريكية، أن النوادي تشكّل "الطريق المثلى لتبادل الأفكار وخلق شعور بالانتماء لدى الشباب" في منطقة لا تفتح الحياة السياسية والاقتصاد حتى الآن المجال أمام جيل جديد ذي أفكار حديثة.
ويعتبر صباح أن تلك النوادي عبارة عن "مدارس للتنوير. هي تخلق أجيالاً ذات ثقة بالنفس وتغيّر المجتمع من القاعدة"، رغم الفقر والبطالة المتزايدين والتقاليد المحافظة التي تكبّلهم، ويضيف: "البعض يهرب من الواقع عبر مشاهدة كرة القدم، وآخرون يفضلون الكتابة والقراءة".
وبالنسبة لزميله في نادي القراءة، أستاذ اللغة الكردية بختيار فاروق، فإن "الشباب الكُرد يكتبون تعبيراً عن غضبهم وآلامهم، لكن أيضاً هرباً من الواقع"، ويضيف أن "العراقيين يقرأون ليسافروا"، فجوازات سفرهم لا تسمح لهم بزيارة الكثير من الدول الأخرى بسهولة أو بالهجرة، وتابع: "يمكن لهم بذلك مثلاً أن يزوروا باريس، بالخيال".
غالبية الأدب الكردي الذي ينشر حالياً، مكتوب باللهجتين الكرديتين "الكرمانجية والسورانية"، وهما اللهجتان الكرديتان الرئيسيتان في إقليم كردستان، وفي العراق.
وتنقل بعض الكتب إلى العربية والفارسية والتركية، للكرد في الدول المجاورة، الذين غالباً لا يتحدثون اللهجة نفسها.

بطلة أربيل "الخارقة"

يرى صباح أنه "لا إرادة سياسية" لتعزيز الأدب الكردي، "فالعديد من الدول تكرس ميزانية لنشر أدبها في الخارج، لكن هنا لا نفعل ذلك".
ومع ذلك، تسعى دار "نووسيار" للنشر التي أسست قبل عامين في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، إلى قلب الآية وإلقاء الضوء على الأدب الكردي ونشره.
وتنشر الدار كل عام ثلاثة كتب لكتّاب شباب، وتعمل حالياً على ترجمة مقتطفات من الشعر الكردي المعاصر إلى اللغة الدنماركية، فضلاً عن روايتين إلى الدنماركية والإنجليزية والفارسية.
ويؤكد مؤسسها الشاعر والمترجم آلان باري أن "من الصعب والمكلف جداً ترجمة وتصدير الأدب الكردي، لكن هذا حلم أعمل على تحقيقه".
وبين الروايتين اللتين يسعى إلى إلقاء الضوء عليهما، أوّل رواية خيال علمي مكتوبة بالكردية، لغوران صباح.
وتتطرق الرواية المعنونة "زاهقو الأرواح"، إلى قضية تشكّل خطاً أحمر كبيراً في العراق، رغم انتشارها، وهي الانتحار.
وتدور أحداثها في العام 2100 حينما تهبّ شابة كردية لتلعب دور المنقذ بعدما أخفقت التكنولوجيا والعلم وغيرهما، في وقف موجة انتحار.
وسيثير الحلّ الذي تبتكره هذه البطلة الخارقة الشابة، إقبالاً، بحسب كاتب الرواية الذي تمنّع عن كشف التفاصيل حفاظاً على عنصر التشويق.
وستطبع نسخ جديدة من هذه الرواية بعد نفاد النسخ الـ500 التي طبعت في أواخر شباط/فبراير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"