عادي

مريضة تتبرّع لنفسها بالدم لندرة فصيلتها!

13:38 مساء
قراءة 3 دقائق
داينا بعد الشفاء

أبوظبي: «الخليج»
أدّت عملية البحث عن فصيلة دم نادرة في جميع أنحاء العالم، والتعاون الدولي، وعملية معقدة للتبرع بالدم، تبرعت فيها المريضة بدمها لنفسها لإنقاذ حياة مريضة مقيمة في أبوظبي، أُجْرِيَتْ في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي».
ففي عام 2018، اشتبهت داينا باوتيستا - وهي أمّ عاملة من الفلبين، وتعيش في أبوظبي منذ أكثر من 15 عاماً في إصابتها بمرض ما، لكنها لم تكن تعرف ما هو، فقد كانت تعاني نوبات سعال شديدة، شخصها طبيب الأسرة لأول مرة بأنها إصابة بالربو. ثم كشفت فحوص المتابعة الطبية عن تضرر ثلاثة صمامات في قلبها، وخوفاً من الخضوع لعملية جراحية، مارست داينا حياتها كالمعتاد. ومع بدايات عام 2020، تدهورت حالتها الصحية بشكل كبير.
أُدخلت داينا إلى مستشفى في أبوظبي، وخضعت للفحوص المبدئية قبل الجراحة. ولكن أخبرتها ممرضة أن العملية الجراحية المقررة لن تُجرى كما كان مخططاً لها؛ فالمستشفى لم يعثر على دم يطابق فصيلة دمها، بعد البحث في أكثر من 100 عينة ونظراً لتلك التعقيدات، نقلت المريضة إلى مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي».
أجرى فريق علم الأمراض ونقل الدم، فحوصاً مكثفة، كشفت أنه بالإضافة إلى أن فصيلة دم داينا هي من فئة (B +)، وهي نادرة، وجدوا أن دمها يفتقر لبروتين (JK3)، وهو نوع نادر للغاية من النمط الظاهري. هذا يعني أن هذه الحالة لا يمكن لها أن تستقبل الدم إلا من المتبرعين الذين تتطابق فصيلة دمهم مع فصيلة دمها، وبشرط أن يكون لديهم نقص كذلك في هذا البروتين على وجه التحديد.
يوضح الدكتور مانويل ألغورا، أخصائي علم الأمراض السريري ومدير قسم بنك الدم في المستشفى «ما أن اكتشفنا حالة دم داينا، حتى بدأنا نبحث عن متبرعين، من داخل دولة الإمارات، ومن خارجها، فنحن نحتاج إلى ست وحدات من الدم على الأقل، وهذا أمرٌ صعب بسبب ندرة النوع».
وبعد البحث المضني عثر الفريق الطبي على وحدتين مطابقتين لفصيلة دمها، في أبوظبي والكويت. وجمع هذا القَدر من الدم من المتبرع الموجود في أبوظبي سيستغرق شهوراً، لأن الشخص لا يستطيع أن يتبرع إلا بوحدة دم واحدةٍ كلَّ شهرين ولكن تبرع المريض بدمه لنفسه، تكون له ظروف ومتطلبات مختلفة. ونظراً لقوّة هيموغلوبين داينا، فقد استطعنا إدارة علاجها لزيادة إنتاج خلايا الدم الحمراء، حتى تتمكن من أن تتبرع بدمها لنفسها، بأمانٍ و بمعدل مرة واحدة في الأسبوع.
وأعطت داينا أربع وحدات من دمها، على مدار ثلاثة أسابيع، حتى يتوافر للمستشفى ما يكفي من الدم لإجراء جراحتها تم جمع الدم من قبل فريق من المتخصصين من بنك الدم في أبوظبي، ثم انتقلوا بأجهزتهم إلى المستشفى، لتيسير عملية التبرع المطلوب لإجراء الجراحة للمريضة، وللتأكد من تلبية احتياجاتها الطبية.
يقول الدكتور عمر دار، جراح القلب الذي قاد الفريق الطبي الذي أجرى جراحة داينا:
أجرينا جراحة داينا في 15 ديسمبر، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الموعد الذي كان محدداً لها في البداية وعلى الرغم من أن كثيراً من التأخير كان سببه البحث عن فصيلة الدم التي تناسب حالتها، فإنها تعافت سريعاً بعد الجراحة، وخرجت من المستشفى في 31 ديسمبر، لاستقبال العام الجديد في صحة جيدة.
تقول داينا: أنا ممتنةٌ جداً للدكتور ألغورا، والدكتور عمر دار على الجهود الضخمة التي بذلاها من أجلي. لقد كانت أحوالي مجهدة جداً، ولكنني كنت أشعر بالأمان والرعاية الكاملة، في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"