عادي

«الزمن الحسي».. لعبة الخيال بين البراءة والقسوة

22:32 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: عثمان حسن

«الزمن الحسي» رواية للكاتب الإيطالي جورجو فاستا، وصدرت عن منشورات المتوسط، من ترجمة السوري أمارجي، الحاصل على عدَّة جوائز أدبية في الترجمة، وصفت بأنها واحدة من أبرز الروايات ِالتي ظهرت في إيطاليا في السَّنوات العشر الماضية.. وهي تصور إيطاليا في اللحظة التي فقدت فيها براءتها كلياً، ولكنها أيضاً قصة حب مكتوبة بنفس شعري من أول سطر فيها إلى آخر سطر.

أبطالها ثلاثة تلامذة يبلغ الواحد منهم 11 عاماً، ينخرطون في لعبة قاسية، ويتصرفون على نحو وحشي في محاكاة ل «الألوية الحمراء» التي عاثت فساداً في إيطاليا في عام 1978؛ حيث مدينة باليرمو الغارقة في بريتها وبدائيتها.

يستخدم الرّاوي أسماء مستعارة لأفراد أسرته المكوّنة من أمّه وأبيه وأخيه؛ فهو يسمّي أمّه «ضفيرة» وأباه «حجر» وأخاه «نُدفة القطن».

استحوذت الرواية على آراء كثيرة من القراء بين المديح وتسجيل الملاحظات الفنية، غير أنهم أجمعوا على تميز الرواية وشفافية لغتها وأسلوبها التعبيري الغني بالصفات والرموز.

قارئة تقول: «يترجم فاستا كل شيء بلغة جديدة، قريبة من التعبيرية الأسلوبية، مهذبة، غنية بالصفات والصور، وثمة خيط إرشادي مليء بالاستعارات والرموز والقصص، وهناك ألف خيط، ودراما متشابكة تتناثر بين الصفحات».

أحد القراء يتساءل: متى تتوقف اللعبة عن كونها لعبة؟ وما الذي يجعل أبطالها عنيفين ويوجهون ضربة إلى اتزان وسكينة وتناغم الحياة اليومية في إيطاليا؟ ويقول: «في تلك اللعبة يطلق كل تلميذ على نفسه اسماً رمزياً: (نيمبوس، راديوس، وفلايت)، فيحلقون رؤوسهم، ويطورون لغة سرية فيما بينهم، ويبدأون حياة الجريمة في تقليد لأبطالهم، ومع إحساسهم بخطورة اللعبة التي يلعبونها، يجب على نيمبوس، أن يقرر إلى أي مدى هو مستعد للذهاب في هذه اللعبة، ويقرر اللحظة التي يتوقف عندها».

ويتابع: «هي رواية قاسية ومؤثرة، وتحكي قصة جيل ظل دائماً يؤجل لحظة الألم، فالرواية هي عن ذلك الزمن الضائع، الذي يجب أن يتعلم فيه المرء كيف يعيش حياة طبيعية ولا يتسنّى له ذلك».

وتتحدث ذات القارئة عن لغة العمل فتصفها ب (اللغة - المفتاح)، التي تفضي إلى سرد صعوبات تلك السنوات، وما فيها من تناقضات، كما تشير إلى بطلها «نيمبوس» الذي يلخص التناقض اللفظي، فهو يمتلك لقباً أثيرياً له وقع يشبه الهالة.

وتبرر قارئة أخرى عنف الرواية، وما لا يمكن احتماله من قبل القراء، فترى أنه بمثابة قوة رمزية، وتكوين أسطوري، يقدم المؤلف من خلاله خطاباً عالياً وواعياً.

«رواية مدهشة وساخرة ذات مقاصد تربوية» وهذا استهلال لقارئة رأت أن الرواية مذهلة، وتعتقد أن مؤلفها قدم أدباً بحتاً، كما تصف فاستا بالكاتب المثقف الذي يريد أن يحدث «هزة تنويرية» من خلال الصدمة، انتهاءً بالوصول إلى لحظة مصالحة مع الجميع.

قارئة تقول: «على الرغم من المبالغة الظاهرة فالرواية تقترب من كونها نصاً جاهزاً للفن السينمائي، حيث لا تظهر حبكتها الرئيسية إلا في وقت متأخر، لكنها لا تزال تقرأ كفيلم وليس ككتاب».

ويقدم قارئ رأياً مختلفاً في «الزمن المحسوس» فيقول: «أفعال الأطفال الثلاثة، أفعال صعبة لا يمكن استيعابها، كانت بعض الجمل رائعة، لكنني لم أنسجم مع خلاصات فكرة الكاتب، فلم تعجبني نهاية الرواية، كانت مجرد كلمات وأفكار وأفعال لا يمكن تصديقها، إنه كتاب مظلم، ولا يمكنني أن أوصي به».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"