عادي

البحث عن النسيان

23:15 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

يتناول كتاب «الذاكرة... دُرَّة تاج الصحة»، تأليف جوليا شو وترجمة عبد الرحمن المصري وإصدار الدار العربية للعلوم، المبادئ الرئيسية لذاكرتنا، ويغوص بنا في أعماق الأسباب البيولوجية التي تجعلنا نتذكر وننسى؛ ‏وكيف أن بيئاتنا الاجتماعية تلعب دوراً محورياً في الطريقة التي نخوض ونتذكر بها ‏العالم. كما يشرح الكتاب كيف أن إدراكنا لذاتنا يؤثر – ويتأثر – بذكرياتنا، فضلاً عن دور ‏وسائل الإعلام المختلفة والتعليم في إساءتنا فهم الأشياء التي نعتقد أن الذاكرة قادرة على ‏فعلها.‏

 ‎ ‎يرصد الكتاب بالشرح والتفصيل بعضاً من الأخطاء والتعديلات وسوء الفهم – ‏الأكثر إدهاشاً وغير المعقولة أحياناً – التي قد تخضع لها ذكرياتنا.

‏ ‎ ‎ ما يميز هذا الكتاب عن غيره من كُتب الذاكرة هو طبيعة الذكريات التي بحثتها مؤلفته، فعلى مدى مقابلات شخصية، تمكنت المؤلفة من ‏استخدام فهمها لعملية الذاكرة في التحريف الجذري لذكريات المشاركين معها في البحث. ‏لقد أقنعت أشخاصاً بأنهم قد ارتكبوا جرائم لم تقع قط، أو أنهم قد تعرضوا لهجوم من كلب ‏في حين أن الأمر محض خيال. قد يبدو هذا مستحيلاً، لكنه ببساطة «تطبيقٌ متأن لعلم ‏الذاكرة». وفي حين أنه ربما يبدو الأمر بغيضاً إلى حد ما للبعض، فإن المؤلفة مارسته ‏بغية المساعدة على اكتشاف إلى أي مدى يمكن أن يصل تحريف الذاكرة، وهي مسألة ‏تعتبرها المؤلفة مهمة بالأخص لإجراءات نظام العدالة، حيث يعتمد رجال القانون بشدة على ‏ذكريات شهود العيان والضحايا والمشتبه بهم. وعبر خلق ذكريات زائفة معقدة تبدو حقيقية ‏في المختبر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"