يتناول كتاب «الذاكرة... دُرَّة تاج الصحة»، تأليف جوليا شو وترجمة عبد الرحمن المصري وإصدار الدار العربية للعلوم، المبادئ الرئيسية لذاكرتنا، ويغوص بنا في أعماق الأسباب البيولوجية التي تجعلنا نتذكر وننسى؛ وكيف أن بيئاتنا الاجتماعية تلعب دوراً محورياً في الطريقة التي نخوض ونتذكر بها العالم. كما يشرح الكتاب كيف أن إدراكنا لذاتنا يؤثر – ويتأثر – بذكرياتنا، فضلاً عن دور وسائل الإعلام المختلفة والتعليم في إساءتنا فهم الأشياء التي نعتقد أن الذاكرة قادرة على فعلها.
يرصد الكتاب بالشرح والتفصيل بعضاً من الأخطاء والتعديلات وسوء الفهم – الأكثر إدهاشاً وغير المعقولة أحياناً – التي قد تخضع لها ذكرياتنا.
ما يميز هذا الكتاب عن غيره من كُتب الذاكرة هو طبيعة الذكريات التي بحثتها مؤلفته، فعلى مدى مقابلات شخصية، تمكنت المؤلفة من استخدام فهمها لعملية الذاكرة في التحريف الجذري لذكريات المشاركين معها في البحث. لقد أقنعت أشخاصاً بأنهم قد ارتكبوا جرائم لم تقع قط، أو أنهم قد تعرضوا لهجوم من كلب في حين أن الأمر محض خيال. قد يبدو هذا مستحيلاً، لكنه ببساطة «تطبيقٌ متأن لعلم الذاكرة». وفي حين أنه ربما يبدو الأمر بغيضاً إلى حد ما للبعض، فإن المؤلفة مارسته بغية المساعدة على اكتشاف إلى أي مدى يمكن أن يصل تحريف الذاكرة، وهي مسألة تعتبرها المؤلفة مهمة بالأخص لإجراءات نظام العدالة، حيث يعتمد رجال القانون بشدة على ذكريات شهود العيان والضحايا والمشتبه بهم. وعبر خلق ذكريات زائفة معقدة تبدو حقيقية في المختبر.