الشعر الأبيض.. وقار وموضة وجاذبية

01:08 صباحا
قراءة 3 دقائق
تحقيق: فدوى إبراهيم

الشعر الأبيض الأشيب، كان وما يزال، ملفتاً للأنظار، وعلامة من علامات تقدم السن؛ لكنه علمياً ليس مرتبطاً دائماً بالكبر إنما هو بسبب نقص مادة الميلانين المكوّنة لصبغة الشعر، وهذا ما يجعله أيضاً يبرز في شعر الشباب، وعلى الرغم من صبغه من قبل البعض، فإن النظرة نحو الشيب بدأت تتغير بتغير العصر، فبات البعض يقصد صبغه، بينما هناك من يتركه على طبيعته.
على الرغم من تغير النظرة نحو الشعر الأبيض فإنه الكثيرين ما يزالون يكرهون ظهوره؛ بل يسبب لهم القلق، ويشار إلى أن الحالة النفسية السيئة كالحزن تزيد من ظهور الشعر الأبيض إلى جانب العامل الوراثي، أما مجتمع المشاهير بكبارهم وشبابهم فلهم قدرتهم على جعله إحدى ميزات وجاذبية إطلالتهم، وهو ما نشهده عالمياً وعربياً منهم جورج كلوني، مايكل دوجلاس، ريتشارد جير، حسين ومصطفى فهمي، هاني عادل، فارس سعيد، ماجد الكدواني، منصور الفيلي، حبيب غلوم، وغيرهم، بينما يندر أن نجد سيدات يدعن الشيب على رؤوسهن. يقول عمر جمال «موظف»، إن ظهور الشعر الأبيض لأول مرة في رأسه سبب له الذعر بأن سنه بدأ يكبر، وأنه تخطى مرحلة الشباب، وبدأ بصبغه حينها حتى تدارك ذلك الموقف، وبات يتركه لتغير قناعته ورضاه بما هو عليه، ويضيف: «لا أنكر أن الشعر الأبيض يمنح الشكل مظهراً أكبر سناً بالنسبة للشباب، إلا أن البعض يتركه كموضة وجاذبية، ولو صبغ فلا ضير في ذلك، الأساس في الأمر هو القناعة الشخصية وليس نظرة الآخرين.
وتعتقد منى الرسام، ربة بيت (62 عاماً)، أن سنّها فرض ظهور الشعر الأبيض؛ لكنها غير مستاءة منه؛ بل تجد أنه مناسب تماماً لسنها وخبرتها ويمنحها الوقار، وعلى الرغم من ذلك تساورها الأفكار بين الحين والآخر لصبغه؛ لكنها تتراجع عن ذلك؛ لخشيتها أن يعجبها الأمر فتظل تعرضه للصبغ مما قد يسبب تهالك وتساقط الشعر وهو الأمر المخيف لها ولأي امرأة على حد قولها.
ولا يحبذ محمد الأمين سالم «موظف» أن يرى تكاثر الشعر الأبيض على رأسه، بينما يغض النظر عن القليل منه ويقول: «أعتقد أن من تخطوا الأربعين مثلي يخشون أكثر من غيرهم من الشعر الأبيض؛ كونه علامة على الاقتراب من كبر السن مما يثير الذعر والمخاوف، ويظل خيار صبغ الشعر مطروحاً».
وترى شيماء مرزوق «طالبة» أن الشعر الأبيض اليوم بات موضة، والكثير اعتمدوه من الشباب والفتيات؛ لمنحهم بعض التغيير، لكن لا يمكن الاعتماد عليه بشكل دائم، وتقول: «اتخذه الشباب من باب التغيير كأي لون يمكن اعتماده وبالتأكيد ليس بقصد الإيحاء بكبر السن، وتظل الشابات الأكثر تحسساً فيما لو ظهر الشعر الأبيض بشكل طبيعي لديهن؛ لأنهن يهتممن بإطلالاتهن أكثر من الشباب، ولا أظن أن هنالك من تترك الشيب في رأسها إلا نادراً».

حرية شخصية

تجيب الشابة تيم الفلاسي الناشطة بفيديو على «إنستجرام» حول سؤالها الدائم من قبل متابعيها عن تركها لشعرها الأبيض وعدم صبغه، بأن الأمر يعود للحرية الشخصية والقناعة من قبل الشخص ولا علاقة له بظهورها المتكرر متحدثة في الفيديوهات؛ كونها باتت شخصية معروفة على مواقع «التواصل الاجتماعي» منذ ما يقارب 8 سنوات، ومهما كان سبب ظهور الشعر الأبيض في رأسها، وراثة أو غير ذلك، نوهت إلى أنها تحب نفسها بهذا الشكل، وأنه لا مانع من صبغه بعد فترة إن رأت في ذاتها الرغبة.
واختارت الفنانة المصرية سوسن بدر أن تترك لون شعرها الأبيض على حاله بعد صبغه المتكرر لفترة طويلة كانت تؤدي فيها أدواراً مختلفة، وأكدت أنه حالياً يناسب شكلها وسنها وتجربتها الحياتية ولا تخشى أن يؤثر في أدوارها؛ بل إن ما جعلها تحبه أكثر هو رد فعل الجمهور تجاه شكلها بشعرها الأبيض؛ حيث وجدوا أنه يلائمها كثيراً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"