أودت حرائق الغابات التي تجتاح مناطق في شمالي الجزائر بحياة ما لا يقل عن 65 شخصاً بينهم 28 عسكرياً مع استمرار أسوأ موجة من الحرائق المدمرة في تاريخ البلاد، التي أعلن رئيسها الحداد ثلاثة أيام، وفي اليونان أعلن عن بدء السيطرة وإن ببطء على أكبر الحرائق، وتكافح فرق الإطفاء في جنوبي إيطاليا لإخماد حرائق متقدة، بينما غطى الدخان الكثيف نحو ألف قرية في سيبيريا الروسية.
ضحايا بالعشرات وحداد
أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، الحداد العام في البلاد لمدة 3 أيام، على أرواح ضحايا الحرائق، الذين بلغ عددهم 65 شخصاً، بينهم 28 عسكرياً. كذلك أعلن الرئيس تجميداً مؤقتاً لكل الأنشطة الحكومية والمحلية، ماعدا التضامنية منها.
وأعلنت السلطات الجزائرية، الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرائق التي مست عدة ولايات إلى 65 شخصاً (28 عسكرياً و37 مدنياً)، فيما يتواجد 12 عسكرياً في حالة حرجة في المستشفيات.
ونشرت الحكومة قوات الجيش للمساعدة على مكافحة الحرائق المستعرة على أشدها في منطقة القبائل الجبلية.
وأسوأ المناطق تضرراً هي تيزي أوزو أكبر مراكز المنطقة الجبلية؛ حيث احترقت بيوت وفر السكان طلباً للملاذ في فنادق وبيوت الشباب وأماكن إقامة طلبة الجامعات في المدن القريبة. وقالت الحكومة إنها ستعوض المنكوبين عن خسائرهم.
سيطرة ببطء
بدا أمس الأربعاء، أن المئات من عناصر الإطفاء الذين جاؤوا من دول عدة يتقدمون ببطء للسيطرة على حرائق الغابات الهائلة في جزيرة إيفيا اليونانية والمستعرة منذ تسعة أيام، فيما يصبون كل جهودهم لاحتواء حريق آخر في بيلوبونيز يهدد غابة أركاديا الكثيفة.
وفيما يعمل الإطفائيون على جبهتين في إيفيا في الشرق وفي مناطق وعرة على شبه جزيرة بيلوبونيز في الغرب، قال يانيس كونتزياس، رئيس بلدية استييا، لقناة «إي آر تي» التلفزيونية: «أعتقد بأنه يمكننا القول إننا نتقدم للسيطرة ببطء على النيران». وأضاف: «بالأمس تمكنا من رؤية أشعة الشمس لأول مرة منذ أيام»، في إشارة إلى انحسار سحب الدخان الهائلة التي تغطي الجزيرة.
لكن الوضع أكثر صعوبة في منطقة غورتينيا الجبلية ذات الغابات الكثيفة والوديان العميقة في بيلوبونيز؛ حيث قال كريستوس لامبروبولوس، نائب حاكم منطقة أركاديا إن رجال الإنقاذ يصبون كل جهد لمنع امتداد الحريق إلى جبل مينالي الذي تغطيه غابة كثيفة. وقال لقناة التلفزيون: «لا يبدو أن القرى في خطر حالياً، لكن الأوضاع تتبدل بين ساعة وأخرى».
وأرسلت دول عدة، بينها أعضاء في الاتحاد الأوروبي، تعزيزات قوامها 21 مروحية لإطفاء الحرائق و250 مركبة وأكثر من 1200 عنصر إطفاء.
ذروة حرارية في إيطاليا
تشهد إيطاليا هذا الأسبوع ذروة حرارة مصحوبة بحرائق في جنوبي البلاد خاصة في صقلية وكالابريا؛ حيث تهدد محمية طبيعية مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وتواجه إيطاليا حالياً أكثر أسابيع الصيف حرارة؛ حيث وصلت درجات الحرارة إلى أكثر من 47 درجة في صقلية بالقرب من سيراكيوز. وتتوقع خدمة الأرصاد الجوية الوطنية كسر الرقم القياسي لأعلى درجة حرارة سجلت على الإطلاق في إيطاليا (48,5 درجة في عام 1999 في صقلية). ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة إلى 49-50 درجة في جنوب شرقي صقلية، و39-42 درجة في كالابريا وبوليا، وفي كامبانيا في منطقة نابولي.
وقالت فرق الإطفاء في كالابريا وصقلية إنها اضطرت إلى التدخل 300 مرة خلال ال12 ساعة الماضية ومنذ الفجر تمت تعبئة سبع طائرات.
ودعا حاكم صقلية نيلو موسوميتشي، إلى إعلان حالة الطوارئ الوطنية في مادوني. ومن المتوقع أن يتوجه وزير الزراعة ستيفانو باتوانيلي إلى الموقع للقاء برؤساء بلديات المناطق الأكثر تضرراً.
في كالابريا، تهدد ألسنة اللهب سلسلة جبال أسبرومونتي التي يبلغ ارتفاعها 2000 متر تقريباً.
الدخان يغطي سيبيريا
غطى الدخان الكثيف مئات القرى في سيبيريا، أمس الأربعاء، بينما تواصل حرائق الغابات تقدمها في الإقليم الروسي الشاسع ذي الغطاء النباتي الكثيف.
وقال مسؤولو الطوارئ في إقليم اركوتيسك في حنوب شرقي سيبيريا، أمس الأربعاء إن الدخان الكثيف الناجم عن حرائق الغابات في شمالي الإقليم وجمهورية ساخا الذاتية الحكم المجاورة (تعرف أيضاً باسم ياقوتيا) يغطي 944 قرية ومستوطنة، وأشاروا إلى أن حرائق ياقوتيا زادت بمعدل 75 حريقاً عن يوم أمس الأول الثلاثاء. وأشار المسؤولون إلى أن 169 حريقاً متأججاً التهم 3.9 مليون هكتار من الغابات.
(وكالات)
