سويسرا.. بلد المال والطبيعة والتاريخ

زيورخ: محمود حسن

تشتهر سويسرا بأنها مركز المال.. حيث أشهر البنوك التي تحتضن أغلب ثروات العالم، لكن عند زيارتها تجد أنها تحتضن المال والأعمال، إضافة إلى احتضانها الطبيعة الخلابة، والمدن التاريخية والثقافية.

سويسرا بلد صغير غير ساحلي، تقع في وسط أوروبا، وتتمتع سويسرا بموقع استراتيجي وسط أوروبا، مع العديد من الطرقات التي يمكن عبورها بسهولة، سواء إلى فرنسا أو ألمانيا أو إيطاليا أو النمسا، كما أنها تمتلك أربع لغات رسمية، هي الألمانية، والفرنسية، والرومانية، والإيطالية، وهذا يمنحها تنوعاً إضافياً.

وتُعتبر سويسرا مكاناً تتنوع فيه مظاهر الطبيعة بشكل خيالي، ويزور معظم الناس سويسرا للاستمتاع برحلات الجبال السويسرية، وتتضمن الكثير من الأنشطة مثل التسلق، والتزلج، ورؤية العالم من قمم الجبال، والقيام برحلات استكشافية في جبال الألب، إضافة إلى المناظر الطبيعية الخلابة الأخرى مثل البحيرات، والهضاب، والأنهار.

الشكولاتة والجبن

وتمتلك سويسرا أنواعاً كثيرة من الشوكلاتة السلسة، وأنواعاً كثيرة من الأجبان التي تصنعها سويسرا، وتتميز بها، وتشتهر سويسرا منذ القدم بصناعة ألذ وأجود وأشهى أنواع الشوكولاتة السويسرية، حيث يكمن السر في جودتها في حليب الأبقار التي ترعى في أعلى جبال الألب، ومن المعروف أن سويسرا تصدّر كميات كبيرة من الشوكولاتة إلى مختلف دول العالم.

أما الجبن.. فتشتهر بنوع جبن فريد من نوعه وهو جبن إمنتال، وهو الجبن الذي يحتوي على ثقوب، وتُنتج سويسرا 450 نوعاً من الجبن، إضافة إلى الجبن المثقوب، ويعتمد إنتاج الجبن على حليب البقر بنسبة 99%، كما يُستخدم حليب الأغنام، وحليب الماعز، ويُصنف الجبن إلى نوعين، بعيون ومن دون عيون، ويُعرف باسم الأعمى. وبدأ إنتاج جبن إمنتال في سويسرا منذ عام 1293، ما جعل سويسرا أقدم مُصنِّع للجبن حول العالم، ومن أشهر أنواع الجبن في سويسرا أيضاً: جبن أبنزيلير، وجالا، وسابساجو، وسبرنز، كما أن طبق فوندو المشهور في سويسرا يعشقه الكثيرون من محبي الجبن.

جبال الألب

تجذب القمم الجبلية الساحرة في سويسرا عيون الجميع، والسائح قبل المقيم، وتتزين قممها حالياً بالثلوج حيث فصل الخريف. وفي رحلة بالقطار تمتد لنحو أكثر من 3 ساعات، من زيورخ إلى منطقة جبال الألب، تستمع بجمال الطبيعة في المناطق التي يمر بها القطار ومشاهدة الجسور المرتفعة، والممرات الجبلية، والأنهار الجليدية.

وجبال الألب هي أعلى وأكبر سلسلة جبال في القارة الأوروبية، وتمتد عبر ثمانية بلدان، من ضمنها إيطاليا وفرنسا وسويسرا، وتعد منطقة جبال الألب السويسرية واحدة من أشهر وجهات التزلج في منطقة جبال الألب.

الصباح والمساء

الحياة في سويسرا لها طابع مختلف.. العمل والدراسة في الصباح، والخروج مع الأصدقاء في المساء، أما السائح فتجده ينظر حوله في كل الاتجاهات للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والمباني العريقة التي لها أشكال جماعية مختلفة، وزيارة جبال الألب والمناطق الريفية، والاستمتاع بمياه الأنهار التي تمر عبر مختلف المدن والمناطق.

وخلال الجولة في كل المدن السويسرية بداية من زيورخ وبيرن وجنيف، تجد جميع وسائل الراحة والترفيه، كالمشي لمسافات طويلة، أما ركوب الدراجات، فيعد الأكثر استخداماً هناك، وبضوابط احترام إشارات المرور، وصولاً إلى احترام المارة، لما توفره من وقت ورياضة في الوقت ذاته، فضلاً عن الكلفة البسيطة.

المقاهي في جنيف

وبينما تسير في طرقات المدن، سواء في زيورخ أو برن أو جنيف، تجد المقاهي تقدم القهوة والمشروبات الساخنة، والباردة أيضاً، وتجد الأصدقاء والأسر في أحاديث جانبية، يستمتعون بالطقس، سواء كان دافئاً، أو بارداً.

وتشتهر جنيف بكثرة المقاهي العربية، حيث تجد في شارع زيورخ القريب من البحرية، المقاهي والمطاعم المصرية والسورية واللبنانية والسودانية والإماراتية.. حيث تفضل الجاليات العربية الإقامة في جنيف، لاحتضانها أغلب البعثات العربية القريبة من مقر الأمم المتحدة وسط المدينة.

صنابير المياه

تتمتع سويسرا بكثرة صنابير المياه، فعندما تسير في الشوارع، تجدها في كل مكان حولك.. وتنبع 80٪ من مياه الشرب المستهلكة في سويسرا من جوف الأرض، لذلك فهي صالحة للشرب.

وتأتي مياه الشرب في سويسرا من ثلاثة مصادر مختلفة. نحو 40 ٪ تأتي من المياه الجوفية، و 40 ٪ من الينابيع والعيون الجارية، وال20٪ المتبقية من المياه السطحية، خاصة البحيرات والأنهار. وتتم تغذية المياه الجوفية بواسطة الأمطار، وذوبان الجليد والأنهار الجليدية، وكذلك من تدفقات الجداول والروافد.

المباني التاريخية والممرات الضيقة

عند زيارة سويسرا تجد أنه لا وجود للمباني شاهقة الارتفاع، أو الأبراج، مقارنة بمختلف دول العالم، وتبين نظرة على مدن سويسرا وتجمعاتها الحضارية، أنه لا وجود لمبان تتعدى 6 أو 7 طوابق، وبنظرة سويسرية أكد الجميع أنها ستكون لها تأثير سلبي كبير في البيئة، وحجب الرؤية الجمالية للطبيعة، وتشويه المظهر العام للمدن القديمة، خلاف ميزة التكاليف المنخفضة وسهولة مراقبة الأطفال الذين يلعبون في الخارج.

أما المباني التاريخية التي تتواجد في كل مكان خاصة جنيف، فيعود تاريخ الأبنية فيها إلى العصور الوسطى، وتشتهر بوجود العديد من الممرات الضيقة، والمحال التجارية التي تحتضن أشهر الماركات العالمية، والمعالم التاريخية.

وتشتهر زيورخ وجنيف، ولوزان بالمتاحف والمباني التاريخية، والمهرجانات الموسيقية الشهيرة، حيث تحتوي سويسرا على العديد من مظاهر الجذب السياحي، بداية من سحر مشهد جبال الألب والقمم المغطاة بالثلوج وتألق البحيرات الزرقاء والوديان والأنهار الجليدية.

مؤسسة الصليب الأحمر

تأسست اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سويسرا في جنيف، على يد هنري دونان وجوستاف موينير في عام 1863، بهدف توفير المساعدة والحماية لضحايا الحرب، ومنذ ذلك الحين يُقدم الصليب الأحمر المساعدة الطبية، والاجتماعية، والمادية، للمتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم، وتتمثل بعض مهامه في احترام جميع البشر على قدم المساواة، وتوفير الأمن الاقتصادي لهم، إضافة إلى تقديم المساعدة الإنسانية للسجناء (بغض النظر عن التهم الموجهة إليهم).