عادي
«البنتاجون» تقر بأخطاء و«فشل استراتيجي» في أفغانستان

«طالبان» تطلق عملية ضد «داعش» في كابول وننجرهار

01:52 صباحا
قراءة 3 دقائق

أطلقت حركة «طالبان» الأفغانية عملية لملاحقة عناصر ««داعش»- خراسان» في كابول وننجرهار، واعتبرت أن الولايات المتحدة يجب أن توقف تحليق طائراتها المسيرة في أجواء أفغانستان، في وقت رفضت السلطات الأمريكية هبوط رحلة تقل أمريكيين عائدين من كابول. وأكد مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الأمريكي بوقوع أخطاء وفشل استراتيجي في أفغانستان.

ملاحقة «داعش»

أفادت وسائل إعلام أفغانية، بأن حركة «طالبان» التي عادت إلى الحكم في البلاد الشهر الماضي، أعلنت عن إطلاق قواتها عملية جديدة ضد تنظيم «داعش».

وأكدت وكالة «خاما برس»، أمس الأربعاء، أن العملية التي أعلن مسؤولون في «طالبان» عن شنها تشمل ولايتي كابل وننجرهار.

وأشارت الوكالة إلى أن هذا التطور يأتي بعد شن «داعش» سلسلة هجمات على قوات «طالبان» في ننجرهار.

وتعهدت «طالبان» لدى استيلائها على الحكم في أفغانستان بمحاربة الإرهاب، غير أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي، حذر أمس الأول، أمام جلسة استماع في الكونجرس من أن الحركة لم تقطع بعد علاقاتها مع تنظيم «القاعدة».

على حين غرة

قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بالكونجرس، أمس الأول الثلاثاء إن الانهيار المفاجئ للجيش الأفغاني أخذ وزارة الدفاع (البنتاجون) على حين غرة، واعترف بخطأ الحسابات في أطول حرب أمريكية، بما في ذلك ما يتعلق بالفساد والأضرار المعنوية بصفوف الأفغان.

وعقدت اللجنتان المشرفتان على الجيش الأمريكي بمجلسي الشيوخ والنواب جلسات استماع على مدى يومين (أمس الأربعاء وأمس الأول الثلاثاء)، ويأمل الجمهوريون في التركيز على ما يرون أنها أخطاء ارتكبتها إدارة الرئيس جو بايدن قرب نهاية الحرب التي استمرت لعقدين.

خطأ استراتيجي

من جهته أشار رئيس الأركان الأمريكي مارك ميلي، إلى أن قرار سحب المستشارين العسكريين من الوحدات الأفغانية، أسهم في المبالغة في تقدير إمكانات الجيش الأفغاني.

وقال ميلي: إن بلاده «لم تجر تقييماً شاملاً لمعنويات القيادة وعزيمتها، ويمكن إجراء تعداد للطائرات والشاحنات والعربات والسيارات، لكن لا يمكن قياس القلب البشري بواسطة آلة».

وظهرت تباينات بين موقفي رئيس الأركان ووزير الدفاع حين سأل عضو في اللجنة ما إذا تسبب الانسحاب بتضرر سمعة الولايات المتحدة.

وجاء في رد رئيس الأركان: «أعتقد بأن مصداقيتنا لدى حلفائنا وشركائنا في العالم، ولدى خصومنا، قيد إعادة النظر بكثير من التمعّن، ويمكن استخدام كلمة تضرر، نعم». ورأى أن ما حصل شكل فشلاً استراتيجياً. فالعدو في الحكم في كابول. ولا مجال لوصف الوضع بطريقة أخرى، إلا أن وزير الدفاع خالفه الرأي قائلاً: أعتقد بأن مصداقيتنا لا تزال متينة.

نصيحة لم يؤخذ بها

من جانبه قال قائد القيادة الوسطى الأمريكية كينيث ماكينزي، أمام اللجنة إنه نصح الرئيس بايدن بإبقاء 2.5 ألف جندي في أفغانستان، محذراً من أن انسحاب القوات الأمريكية بالكامل، سيؤدي إلى انهيار الحكومة الأفغانية وقواتها.

وأشار ماكينزي، إلى أنه سبق أن قدم توصية مماثلة إلى الرئيس السابق دونالد ترامب في خريف عام 2020، ونصح البيت الأبيض حينئذ بإبقاء أربعة آلاف جندي على الأقل في أفغانستان.

المسيرات الأمريكية

إلى جانب ذلك، حذرت «طالبان»، أمس الأربعاء، من العواقب إذا لم توقف الولايات المتحدة إطلاق طائرات مسيرة في المجال الجوي الأفغاني.

وقالت «طالبان» في بيان على «تويتر»: «الولايات المتحدة انتهكت بتسيير هذه الطائرات في أفغانستان جميع الحقوق والقوانين الدولية وكذلك التزاماً قطعته ل«طالبان» في مفاوضات الدوحة».

وأضاف البيان: «نناشد جميع الدول، خاصة الولايات المتحدة، بأن تعامل أفغانستان في ضوء الحقوق والقوانين والالتزامات الدولية... من أجل تجنب أي عواقب سلبية».

منع هبوط رحلة تقل عائدين

ذكر منظمو رحلة للطيران العارض قادمة من أفغانستان وعلى متنها ما يزيد على 100 من الأمريكيين وأصحاب الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، أن وزارة الأمن الداخلي رفضت أمس الأول الثلاثاء، منح الرحلة حق الهبوط.

وقال برايان ستيرن، مؤسس جماعة (بروجيكت داينامو) غير الهادفة للربح: «إن وكالة الجمارك وحماية الحدود التابعة للوزارة، لم تسمح لرحلة طيران عارض دولية من الهبوط في مطار أمريكي».

وتحدث ستيرن، ل«رويترز» من على متن طائرة استأجرتها جماعته من كام إير، وهي شركة طيران أفغانية خاصة، قال إنها رابضة في مطار خليجي بعد وصولها من كابول وعلى متنها 117 شخصاً، بينهم 59 طفلاً.

وبروجيكت داينامو واحدة من عدة جماعات خرجت من رحم شبكات من قدامى المحاربين في الولايات المتحدة والمسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين وغيرهم، والتي تشكلت لدعم عملية الإجلاء الأمريكية الشهر الماضي التي اعتبروها فوضوية وسيئة التنظيم.

وقال مسؤول بالإدارة: إن الحكومة الأمريكية تستغرق وقتاً عادة للتحقق من بيانات الطائرات المستأجرة قبل السماح لها بالهبوط في الولايات المتحدة. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"