البيت الحرفي.. الحضن الآمن للحرفيين العمانيين

منفذ لتسويق منتجاتهم
02:14 صباحا
قراءة 4 دقائق
مسقط «الخليج»:
تشجع الحكومة العمانية الشباب العمانيين على امتهان الحرف التقلدية التراثية، لضمان استمرارها، كونها جزءاً من تراث وذاكرة العمانيين، وقد وفرت الحكومة عبر الهيئة المعامة للصناعات الحرفية، كل الوسائل اللازمة لدعم الحرفيين، عبر افتتاح مراكز التدريب لهم في مختلف الولايات العمانية وتأهيلهم وربطهم بعقود معها حتى يتوفر لهم دخل يشجعهم على الاستمرار، كما أنشأت منافذ تسويقية متعددة أطلق عليها اسم «البيت الحرفي» ومهمة هذا البيت استقبال وشراء منتجات الحرفيين، وتسويقها بالنيابة عنهم، كون معظمهم لا يمتلك فرصة التسويق بمفرده في الولايات التي ينتمي لها، ويحدثنا عنها مستثمر فرع ولاية السيب، وهب الجديدي، بمعلومات أكثر عن البيت الحرفي، في هذا الحوار:
* عرفنا إلى مشروع البيت الحرفي ما هو وماذا يقدم؟
مشروع البيت الحرفي تابع للهيئة العامة للصناعات الحرفية، وهو عبارة عن علامة تجارية يستفيد منها المستثمر في مجال تسويق المنتجات الحرفية من خلال عقد يبرم فيما بين الهيئة والمستثمر، يقوم أساسه بتقديم الدعم المادي له، وهو عبارة عن إيجار عام كامل، ودعم في المشاركة المجانية لبعض المعارض المتخصصة، وتزويد المستثمر بمنتجات من مخزن الهيئة أو من خلال إمداده بقائمة حرفيين من مختلف مناطق السلطنة، ومختلف التخصصات للتعامل معهم، وفي المقابل يقوم المستثمر بتهيئة الديكور والمنفذ، وشراء المنتجات لتسويقها للسياح والأفراد والجهات الخاصة والحكومية.

* ما هو هدف هذا البيت وكيف تتم عملية التعامل مع الحرفيين؟

هدف البيت الحرفي أن يكون عبارة عن منافذ تسويقية تنتشر في مختلف الولايات، وذلك للتصدي لعملية تسويق وبيع المنتجات الحرفية من الحرفيين المتخصصين في شتى المجالات النحاسية، و السعفيات، و الفخارية، إلى جانب البخور والعطور والعظام والأخشاب وغيرها من المنتجات الحرفية القادمة من رحم الطبيعة العمانية، سواء أكانت منتجات ذات شكل ومضمون قديم أو مطور، هذا الهدف يأتي من واقع أن معظم الحرفيين ليس لديهم منافذ بيع لمنتجاتهم في ولاياتهم التي ينتمون لها، إلا بشكل محدود جداً، وهذا قد يجعلهم يعزفون عن الاستمرار في العمل بهذه الحرف، مما سيؤدي في النهاية إلى انقراضها.

* وما المنتجات الحرفية التراثية التي يوفرها الدار؟

بطبيعة الحال البيت الحرفي يتواصل مع الحرفيين سواء من صور أو بدية أو صلالة أو مسندم، فكل ولاية لها منتجات، وحرفها تختلف عن مثيلاتها في الولايات الأخرى، فعلى سبيل المثال نشتري ونسوق من ولاية صور المنتجات الخشبية، كالسفن والأبواب الخشبية والمناديس، سواء المجسمات الكبيرة أو المصغرة.

ومن بدية، نشتري منتجات العظام، كعظام الإبل، وهنالك مركز يدار تحت إشراف الهيئة العامة للصناعات الحرفية مهمته تدريب الحرفيين، وإنتاج مجسمات من تلك العظام كالميداليات والمجامر، والمجسمات المختلفة المنحوتة من عظام الإبل، وبطبيعة الحال، بهلا ونزوى تشتهر بصناعة الفخاريات، فنشتري ونسوق منتجات الحرفيين منها، أو من المصانع الحكومية والخاضعة لها، تحت إشراف الهيئة، ومنها الخزف والجحال والخرس والجرار، وغيرها من المنتجات، ونشتري أيضا السيوف العمانية ومنتجات جوز الهند من صلالة، وهي تنحت على شكل مجسمات وميداليات، وبدلاً من رمي قشور جوز الهند، يتم الاستفادة بها، والخروج بأشكال إبداعية منها على يد حرفيين عمانيين.

* وكيف يضمن البيت الحرفي مستوى القطع التراثية وجودتها؟

الجودة عامل يعتمد على حس الحرفي ومدى خبرته وإتقانه لتصنيع القطع الفنية مهما صغر أو كبر حجمها، ونحن نشتري أحياناً من الحرفي الفنان الذي استطاع كسب سمعة واسعة في القرية أو الولاية التي ننتمي لها، أو من خلال المراكز التي تشرف عليها الهيئة، ومن القوائم التي يتم تزويدنا بها من الهيئة، حيث إن معظمهم من مخرجات مراكز الهيئة.

* حدثنا عن طريقتكم لتسويق هذه المنتجات ومنافذ بيعها وطريقة تطويرها؟

سأتحدث عن تجربتنا في البيت الحرفي في السيب، لأن البيوت الحرفية الأخرى في مختلف الولايات لديها مستثمرون، لهم خططهم واستراتيجيتهم التسويقية، ولكن نتحدث عن أنفسنا فنحن نسوق عن طريق الوسائط الاجتماعية الانستجرام الفيسبوك، ومن خلال المعارض والتسويق الميداني في المهرجانات وعن طريق منفذنا الكائن بالسيب.

* ما سبب اختيارك للعمل في هذا المجال، خاصة أنه يحمل قدراً لا بأس به من التحديات؟

أنا لدي خبرة في التسويق، وأحببت هذا المجال لما له من صبغه تراثية تختلط بها ثقافة التاريخ وحاضر هذا البلد التليد عمان، ومن باب التعاون مع الحرفيين وتسويق منتجاتهم، وفتح باب رزق لنا ولهم، فقد أحببت أن أسوق للمجال وأصبر في مجال عملي هذا، حيث إنه يحتاج للصبر والعمل بجد، والوصول للأجانب والسياح وحتى المواطنين، لتعريفهم بمنتجات وثقافة بلادهم، حتى لا تندثر، فالسلطان أولى اهتماماً خاصاً بدعم هذه المنتجات، وحفظ التراث والثقافة، عبر إنشاء هيئة عامة للصناعات الحرفية، فضلاً عن أنه أقر تأسيس مشروع جامعة الأجيال في بهلا، والتي ستكون بها تخصصات حرفية، وبكالوريوس في هذا المجال الثري، ولكن ما ينقصه هو أن تتكاتف الوزارات والجهات الخاصة لدعمه، ودعم هذه المنتجات وشرائها وتسويقها كهدايا تذكارية، أو ديكورات تزين أروقة الوزارات والشركات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"