مشاريع طلابية تتصدى للتلوث البيئي بالتقنيات

تطرح حلولاً مبتكرة في جامعة الإمارات
03:13 صباحا
قراءة 3 دقائق
متابعة: هديل عادل

من الصعب القضاء على مشكلة التلوّث البيئي نهائياً؛ لأن كل مسبباتها تمثل مواد مهمة في حياة الإنسان، ولا يمكن الاستغناء عنها، إلا أنه مع مرور الوقت أصبح من الممكن استخدام تقنيات تقلل من التلوث البيئي دون التأثير على حياة الإنسان، وهذا شجع طالبات بجامعة الإمارات لتقديم حلول مبتكرة لمشكلة التلوث البيئي، وفي السطور التالية يتحدث أصحاب المشاريع عن رؤيتهم لحماية البيئة من مخاطر التلوث.
قدمت الطالبة عتيقة الأحبابي من قسم الجغرافيا والتخطيط الحضري مشروعاً؛ لمواجهة التلوث الجوي؛ باستخدام نظم المعلومات الجغرافية، تتحدث عن أهمية مشروعها ومراحل إنجازه، قائلة: يهدف المشروع إلى تحسين مواقع التلوث في أبوظبي، وكانت أولى خطواتي لتحديد كيفية مواجهة هذا التلوث، من خلال الحصول على إحصائية من بلدية أبوظبي، توضح نسب الغازات الضارة في الغلاف الجوي للمدينة، واتضح لي أن أكثر المواقع تلوثاً هي صناعية أبوظبي، واستخدمت نظم المعلومات الجغرافية في تحديد المواقع الأكثر تلوثاً في الإمارة؛ لتكون الحلول المقترحة للتخفيف من هذا التلوث مناسبة لطبيعة المنطقة التي يوجد فيها، ومن أهم هذه الحلول، زيادة رقعة الأراضي الخضراء المحيطة بالمنطقة الصناعية، وسن قوانين؛ للحد من استخدام الغازات الضارة بالبيئة.
وأسهمت الطالبات سمية الشحي وبشاير عبدالله وعقيلة سعيد من قسم الجغرافيا والتخطيط الحضري في مواجهة التلوث الجوي؛ من خلال دراسة بحثية عن مشكلة تأثير قرب المصانع من المناطق السكنية، تقول سمية الشحي: وزعنا استبياناً على مئة شخص يعيشون بالقرب من أحد المصانع في منطقة خور خوير في مدينة رأس الخيمة، وجدنا أن السكان يعانون مشكلة الإزعاج، والإصابة بأمراض الجهاز التنفسي كالربو والحساسية بنسب كبيرة، ومنهم من يمنع أطفاله من اللعب في الخارج؛ للمحافظة عليهم من خطر الإصابة بالأمراض، ومن أهم الحلول المقترحة للحد من هذه المشكلة، إضافة حزام أخضر حول المنطقة السكنية، وتشجيرها من الداخل، وتوفير مساكن أبعد لسكانها كحل جذري لهذه المشكلة.
وصممت الطالبات أحلام خميس، عبير عوض الله، روضه راشد، وشيماء إبراهيم من قسم الهندسة الكهربائية جهاز استشعار إلكتروني يكشف عن تلوث الوقود اعتماداً على مبدأ نفق الطاقة، تتحدث أحلام خميس عن أهمية مشروعهن، قائلة: اختبار جودة ونقاء الوقود لضمان خلوه من التلوث أمر ضروري جداً؛ إذ إن استخدام الوقود الملوث في محركات الاحتراق الداخلي قد يؤدي إلى إضعاف المحرك وتآكله، ومعظم الطرق المستخدمة حاليا للكشف عن جودة الوقود تعتمد على تجارب معملية، وتعد هذه الطرق مكلفة نسبياً وتستغرق وقتاً طويلاً، وهذا ما دفعنا للتفكير في حلول بديلة لهذا الغرض، وتعتمد فكرة تصميم جهاز استشعار إلكتروني يكشف تلوث الوقود اعتماداً على مبدأ نفق الطاقة.
وتقول الطالبة عبير عوض الله: أغلب أجهزة الاستشعار الموجودة حالياً في الأسواق تعتمد على خصائص فيزيائية؛ مثل: اللزوجة والتوصيل والتكثيف في قياس جودة الوقود، وجميع هذه التقنيات ليست حساسة بما فيه الكفاية كي تكشف عن مستويات صغيرة ومعقدة جداً للتلوث كالتحليل الطيفي، واقترحنا طريقة تعتمد على مبدأ نفق الطاقة؛ للكشف عن التلوث، من خلال قياس التغير الذي يحدث في تردد جهاز الاستشعار، وهو يحصل بسبب التغير في ثابت العزل الكهربائي لعينة الوقود المدروسة، ويشير هذا إلى وجود ملوثات في الوقود.
يتضمن تصميم الجهاز موجتين من الدليل الموجي، يتم توصيلهما معاً عبر سلك نحاسي، وتكون الحقول المغناطيسية قوية ومركزة حول السلك، ما يساعد في الكشف عن أي تغير صغير في ثابت العزل، وبالتالي الكشف عن وجود الملوثات، حتى وإن كانت نسبتها قليلة.
يسهم مشروع «تطوير عملية تقنية لاستخراج الحديد والعناصر القيمة من بقايا البوكسايت»، للطالبات منال المنصوري، ومريم العبدولي، وأمينة السعدي، وندى اليليلي وأروى البدواوي من قسم الهندسة الكيميائية في التخلص من بقايا البوكسايت، وهي مخلفات ناتجة من عملية إنتاج الألومينا من البوكسايت، وتعد هذه المخلفات من المشاكل التي تتسبب في تآكل وتدمير التربة، وطورت الطالبات عملية تقنية؛ لاستخراج الحديد والعناصر القيمة من بقايا البوكسايت، ودراسة عدة عمليات يمكن تطبيقها لهذا الغرض، ومن ثم اختيار أفضل عملية قابلة للتطبيق، ومعرفة تأثيرها على البيئة، ما يساعدنا في تصميم عملية اقتصادية صديقة للبيئة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"