ما الذي سيأتي بعد الشاشات التي تعمل باللمس؟

04:14 صباحا
قراءة 3 دقائق
خلال السنوات القليلة الماضية، طرأ تغيّر جذري على تقنيات الأجهزة المحمولة، أحدثته الشاشات التي تعمل باللمس والجيروسكوب والتطبيقات الصوتية، وتتمثل هذه الطفرة التكنولوجية في كيفية تعاملنا مع البرمجيات الحاسوبية والأجهزة على حد سواء، ولإلقاء نظرة ثاقبة على الأفكار الجديدة التي قد يكون لها تأثير مماثل خلال السنوات القليلة المقبلة، عُقدت في الآونة الأخير بمدينة كامبريدجفي ولاية ماساشوستسالأمريكية ندوة ACMالمختصة ببرمجيات وتكنولوجيا واجهة المستخدم، والتي ركزت على تقنية محاكاة الحركة عن بعد، التي تبدو عند البعض غريبة وجديدة، لكن من المتوقع أن تصبح أمراً عادياً مثل النقر على شاشة هواتف الآي فونوالأندرويد.

يقول روب ميلر الأستاذ في علوم الحاسب الآلي في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا ومختبر الذكاء الاصطناعي CSAIL، ورئيس مؤتمر ACM: قد رأينا أجهزة جديدة، مثل الأجهزة التي يتم تفعيلها من خلال حركات اللسان أو العضلات، وتقنيات أخرى يتم تطويرها بناء على تكنولوجيا موجودة حالياً مثل Kinectوأجهزة الاستشعار المدمجة في الهواتف النقالة.

ومن أكثر الأفكار اللافتة للنظر والتي عرضت خلال جلسات مؤتمر AMC، تقنية يمكن من خلالها أداء مهام معقدة، عند طريق تحريك المعصم في الهواء أو طقطقةالأصابع، ويطلق على التقنية مسمى ديجيتسDigits#171;، وهي من تصميم ديفيد كيم الباحث البريطاني في مركز مايكروسوفتللأبحاث والأستاذ في جامعة نيوكاسيل#171;، حيث يمكن ارتداؤها حول المعصم وتتكون من جهاز استشعار حركي وكاميرا ومصدر للأشعة تحت الحمراء .

وتعتمد هذه التقنية على جهاز كينيكتKinectالخاص بأجهزة الأكس بوكس 360#171;، ويمكنها تتبع حركات اليدين والأصابع والأرجل بدقة متناهية، ونقل هذه الحركات إلى الحاسوب وتحويلها إلى أوامر تفاعلية .

ويمكن استخدام حركة الأصابع للتحكم في الواجهات البرمجية في الحاسوب، كحركة الأصابع الخاصة بالتكبير والتصغير، أو التحكم في ألعاب الفيديو المعقدة، ويشير ديفيد في هذا السياق: نحن نتطلع إلى تطوير جهاز صغير الحجم يمكن أن يرتديه المستخدم كالساعة، ويتيح له التواصل مع البيئة المحيطة به والتحكم بأجهزة الحاسوب عن طريق الإيماءات والحركات البسيطة.

ومن أبرز ميزات هذا الجهاز أنه من الممكن توظيف الحركة لأغراض مختلفة في التفاعل مع البيئة المحيطة خارج واجهة الحاسوب، مثل إمكانية التحكم عن بعد في مفتاح الصوت والتوليف الخاص بجهاز الراديو .

وربما يشكل هذا الجهاز الجديد نقطة تحول مهمة في المجال التقني بالنسبة إلى مايكروسوفت، ومن غير المتوقع أن يطرح في الأسواق قريباً لكونه ما زال في طور التجربة .

يقول ديفيد كيم: لدينا رغبة متزايدة للتحكم بأجهزة الحاسوب من أي مكان في العالم، إلا أن أجهزة التحكم النقالة لا تزال تعاني القصور في بعض النواحي، وعلينا التغلب عليها من أجل الوصول إلى أهدافنا.

ونظراً للتقدم الذي تشهده تكنولوجيا الأجهزة المحمولة، استطاع بعض الباحثين إجراء بعض التعديلات على التقنيات الموجودة حالياً لجعلها تقوم بأعمال جديدة، حيث عرض هونغ تان الأستاذ في جامعة بوردووالباحث في مركز مايكروسوفت للأبحاث في آسيا، طريقة لإضافة الشعور بالأزرار في شاشات اللمس، من خلال تزويد شاشات الهاتف المحمول بمشغلات كهرو-ضغطيةتولد احتكاكاً عند ملامسة الأصابع للشاشة، ويمكن لمثل هذه التقنيات أن تساعد الأشخاص على استخدام الهواتف من دون النظر إليها أثناء القيادة على سبيل المثال أو إمكانية ضعاف البصر أو المكفوفين من استخدام الهواتف الذكية .

وفي محاولة أخرى لتحسين أداء الشاشات التي تعمل باللمس، قدم كريس هاريسون من جامعة كارنيجي ميلونوسيلة للتعرف إلى بصمات المستخدمين لفتح وغلق الهواتف المحمولة، وتتكون هذه الوسيلة الجديدة من جهاز استشعار فائق الدقة مزروع داخل الشاشة .

أما مايان غويل فقد عرض هو وزملاؤه من جامعة واشنطن#171;، تطبيقاً على أجهزة الأندرويديحدد تلقائياً اليد الذي يحمل فيها الشخص الجهاز من خلال مستشعر للحركة، كما يستطيع التطبيق أيضاً تعديل لوحة المفاتيح الافتراضية بما يتناسب مع الشخص سواء كان يستخدم اليد اليمنى أو اليسرى في الكتابة، إضافة إلى تصحيح الأخطاء المطبعية بنسبة 30 في المئة .

ويقول ديزني تان الباحث في شركة مايكروسوفتومدير شركة هيومان كومبيوتر انترآكشن غروبإن المستخدم سيستطيع في المستقبل اختيار الطريقة التي يريد من خلالها التفاعل مع الأجهزة الحاسوبية سواء عن طريق اللمس أو من خلال تقنيات التحكم عن بعد وغيرها، ويضيف: سوف نتوقف عن التفكير بالأجهزة المحمولة، وبدلاً من ذلك سنصب جل تركيزنا على تطوير الحوسبة المتنقلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"