روح التعاون

عثمان حسن

حين نتحدث عن المستقبل، فنحن نتحدث عن عالم التقنية والابتكار، وهو الموضوع الحيوي الذي بات متداولاً في فعاليات وبرامج إكسبو دبي؛ حيث نشهد في كل يوم عالماً يبدو أنه قد بدأ يتخلص من كل الأطر التقليدية التي سادت في ستينات حتى ثمانينات القرن الماضي.

هو عالم يبدو أنه يجّب ما قبله، ويؤسس لمرحلة جديدة، باتت على مشارف استكشافات عظيمة،.

دبي من خلال استضافتها لإكسبو 2020، تدرك جيداً أهمية التقانة في المستقبل، وهي لا تدخر جهداً في استثمار المال لخدمة مشاريع الابتكار والاستدامة، وذلك بكل تأكيد نابع من رؤية الإمارات، التي تهدف لكي تحتل الدولة قائمة أفضل دول العالم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

يشكل «إكسبو دبي» مناسبة كبيرة للتعرف إلى ما تقدمه الشركات الكبيرة من ابتكارات، واللافت في بعض ما تقدمه هذه الشركات، هو ثقتها العالية بالمستقبل، ورهانها على اكتشافات جديدة محتملة، وممكنة، تقلل ما أمكن من كافة أشكال التضخم والكلف الفائضة عن الحاجة، واستثمار عوائدها في منفعة البشرية.

في عالم المستقبل، تزول الحواجز بين بني البشر، وتبدو المشكلات ظاهرة على السطح، وقابلة للحل مع إصرار الدول مجتمعة على التمكين والابتكار، واستخدام التقانة في سبيل منفعة الإنسان.

شهدت السنوات العشر الأخيرة، الكثير من نماذج الحلول التقنية، التي تطمح لتحقيق أنماط إبداعية، تمهد التحول إلى مجتمعات أكثر قرباً وتواصلاً، فقبل فترة وجيزة كشف المهندس والملياردير الأمريكي «إيلون ماسك» عن دراسة لوسيلة مواصلات غير تقليدية، تسير بسرعة تفوق سرعة الصوت.

ومن قبله كشفت شركة «فوجيتسو» اليابانية عن تقنية تسمح بالكتابة على الأجهزة الذكية، مثل الحواسب اللوحية دون لمس الجهاز، كما كشفت علوم التقانة في الطب عن تقنية جديدة لاكتشاف مرض «باركنسون» عبر المكالمات الهاتفية، وذلك عبر مجموعة من الخوارزميات التي استفادت من علوم الرياضيات.

هي اكتشافات مبهرة، يحضر الكثير منها في إكسبو دبي، فزوار الجناح الكوري على سبيل المثال، سيستمتعون بالتعرف إلى سلسلة تجارب رقمية، تربط الماضي بالحاضر وتستكشف المستقبل باستخدام التقنيات، وجناح كوريا يقدم نمطاً إبداعياً قائماً على أساليب التواصل الجديدة، مؤمناً بضرورة أن تكون هناك مجتمعات تسودها روح التعاون.