عادي

بلغاريا تنظم ثالث انتخابات هذا العام في ظل تفشي "كورونا"

18:56 مساء
قراءة 3 دقائق
بلغاريا

صوفيا - أ ف ب
يعود البلغار الأحد إلى مراكز الاقتراع في ثالث انتخابات تشريعية هذه السنة، ما بين السأم وأمل ضئيل في بلد يعاني بشدة عواقب وباء كوفيد-19، فيما يسجل أدنى نسبة تلقيح في الاتحاد الأوروبي.
وفتحت مراكز الاقتراع في الساعة 7,00 (5,00 ت غ) وستستمر عمليات التصويت حتى الساعة 20,00 (18,00 ت غ)، على أن تصدر بعدها أولى التقديرات.
وقالت ميلينا ستويانوفا المتقاعدة البالغة 62 عاماً يوم السبت في العاصمة صوفيا: "علينا أن نصوت جميعاً، لكن أخشى أن يكون ذلك سدى"، ملخصة التشكيك العام المخيم رغم إبداء البعض "أملهم" في "مستقبل أفضل".
وبعد فشل عمليتي اقتراع سابقتين نظمتا في نيسان/أبريل وفي تموز/يوليو لعدم تمكن الأحزاب من تشكيل ائتلاف حكومي، هل ينبثق اتفاق عن هذه الانتخابات الجديدة؟، ردّ الأستاذ في "الجامعة الجديدة" البلغارية أنتوني تودوروف على هذا السؤال قائلاً: "آمل في أن يكون القادة السياسيون استخلصوا العبرة، وأن يدفعهم ذلك إلى التفاوض"، ورأى وزير الاقتصاد السابق كيريل بيتكوف أن تشكيل حكومة ينطوي على "أهمية كبرى".
إحساس بالفوضى
وقالت مديرة معهد "ألفا ريسيرتش" لاستطلاعات الرأي بوريانا ديميتروفا: "لا يمكن ألا تكون لنا حكومة"، مشددة على ضرورة معالجة الأزمة الصحية في المقام الأول.
وتبدو الحكومة الانتقالية عاجزة بمواجهة تدهور الوضع، فالمستشفيات استنفدت قدراتها ويقضي حوالي 200 شخص يومياً جراء الوباء في دولة البلقان التي تسجل أحد أعلى معدلات الوفيات في العالم، فيما لا تتعدى نسبة الملقحين بالكامل 25% من أصل 6,2 ملايين نسمة.
وأوضح تودوروف أن "هناك إحساس داخل المجتمع بوضع فوضوي"، وينعكس الغموض بشأن المستقبل على النمو الاقتصادي، ما دفع المفوضية الأوروبية إلى خفض توقعاتها السنوية للبلد هذا الأسبوع.
ولفت الخبير السياسي إلى أن حزب "غيرب" المحافظ بزعامة رئيس الوزراء السابق بويكو بوريسوف "يستغل الأمر" فينشر في المدينة لافتات انتخابية تحمل شعار "ضد الفوضى".
ورأى الخبير السياسي أن هذه الرسالة و"قاعدته المحلية" التي تستند إلى "المحسوبية" يفسران على الأرجح حصوله على 24% من نوايا الأصوات متصدراً استطلاعات الرأي.
رغبة في التغيير
لكن بوريسوف الذي يتهمه منتقدوه بالفساد وباختلاس أموال، بات يعتبر شريكاً "غير مقبول"، ومن غير المرجح أن يتمكن تشكيله من العودة إلى السلطة.
وقالت ديميتروفا إن ثمة رغبة في "التناوب"، موضحة أن "الناس يميلون بالتالي إلى التصويت لأحزاب التغيير التي يعتبرونها قادرة على تشكيل حكومة".
وفي ظل توقعات بقيام برلمان "مشرذم" من جديد مع خوض ما لا يقل عن 27 حزباً الانتخابات، تضع استطلاعات الرأي الوجوه الجديدة التي تتباين مع المشهد السياسي البلغاري في الصدارة، وفي طليعتها بيتكوف وزميله من أيام الدراسة في جامعة هارفارد أسين فاسيليف.
وبلبل المرشحان الأربعينيان السباق بإطلاقهما في أيلول/سبتمبر حركة "لنواصل التغيير" الوسطية، وهدفها "استئصال الفساد" في البلد المصنف في المرتبة الأخيرة بين دول الاتحاد الأوروبي.
وتشير التقديرات إلى اشتداد المنافسة بين حركتهما والحزب الاشتراكي بحصولهما على حوالي 16% من الأصوات.
توقع ائتلاف "غير مستقر"
ويبدي المرشحان استعدادهما للقيام بـ"تسوية" من أجل وضع حد للأزمة السياسية غير المسبوقة منذ سقوط النظام الشيوعي.
وحذرت ديميتروفا من أنهما "متحمسان للغاية" لكنهما يفتقران إلى الخبرة، متوقعة ائتلافاً "غير مستقر" على ضوء الخلافات في وجهات النظر بين أحزاب التغيير.
وبالتزامن مع الانتخابات التشريعية، تجري انتخابات رئاسية الأحد، يتصدرها الرئيس المنتهية ولايته رومين راديف، ولو أنه سيتعين عليه انتظار الدورة الثانية المقررة في 21 تشرين الثاني/نوفمبر لفرض نفسه بمواجهة عميد جامعة صوفيا أناستاس غيردجيكوف المدعوم من "غيرب".
وذكّر أنتوني تودوروف بأن الطيار العسكري السابق الذي تولي في الماضي قيادة القوات المسلحة وكان دخيلاً على السياسة حين انتخب عام 2016 بدعم من الاشتراكيين، "أصبح رمزاً للمعارضة ضد بويكو بوريسوف" والفساد.
وعشية الانتخابات، حض راديف البلغار على الإدلاء بأصواتهم بكثافة، مؤكداً أن "المافيا تعوّل على عدم تحرّك المجتمع".

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"