مشروع الإرهاب في الشرق الأوسط

03:24 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

يضرب الإرهاب كل يوم مدينة في الشرق الأوسط والعالم، ومن المؤكد أن هناك مشروعاً لتوسيع دائرة الإرهاب والتحكم بموازين القوى، والهدف من هذا المشروع هو السيطرة على دول الشرق الأوسط، ونهب ثرواتها.
بدأ المشروع الإرهابي في الشرق الأوسط في التاريخ المعاصر بدخول العصابات «الإسرائيلية» أرض فلسطين واحتلالها بقوة السلاح والدعم الغربي لها، وقيام دويلة «إسرائيل»، وإعطاء اليهود أرضاً ليست أرضهم، تنفيذاً لوعد بلفور، ومن ثم توالت الأحداث والحروب بين العرب من جهة، و«إسرائيل» وحلفائها من جهة أخرى.
وكان صعود التيارات الدينية المتطرفة في الشرق الأوسط، وخصوصاً جماعة «الإخوان المسلمين» في أواخر عشرينات القرن الماضي أحد العوامل الرئيسية لخلق مشروع الإرهاب، ثم تعزز بعد الثورة الإيرانية واستيلاء الخميني على الحكم في إيران في أواخر سبعينات القرن الماضي، وظهور التنظيمات الإرهابية مثل «القاعدة»، و«داعش» في سوريا والعراق وليبيا، والميليشيات الإيرانية.
وخلقت الحروب الاستعمارية في الشرق الأوسط بيئة خصبة للإرهاب، وخاصة في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي، وبعد الغزو الأمريكي للعراق، والحروب الأهلية الدائرة الآن، والتي جاءت في أعقاب ما يسمى ب «الربيع العربي».
خلال أسبوع واحد ضرب الإرهاب في الإسكندرية بمصر، وفي كابول بأفغانستان، وأيضاً في مقديشو بالصومال، وفي أوروبا ضرب الإرهاب فرنسا.
وهذه الأعمال الإجرامية الجبانة التي راح ضحاياها مدنيون ورجال أمن، تصب في مشروع واحد هو ضرب الأمن في هذه الدول، وزعزعة استقرارها، على رغم أن الأدوات الإرهابية المنفذة تحمل أسماء مختلفة، لكنها تحمل فكراً واحداً وتصبُّ في مجرى واحد.
علينا ألا ننسى أن منطقة الشرق الأوسط تمر بتحديات كبيرة، وأخطرها التغلغل الإيراني الذي أصبح اليوم يلعب دوراً مهماً في دعم وتمويل المنظمات الإرهابية لضرب الأنظمة العربية، وخصوصاً دول الخليج، لا سيما أن تدخل إيران في اليمن ودعمها المباشر للحوثي، أصبح يشكل خطراً على الشعب اليمني والأمن القومي العربي، ولولا تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لأصبح اليمن اليوم مستنقعاً للإرهاب، وأيضاً لا ننسى تدخلها المباشر في العراق ولبنان، وفي الحرب السورية.
وفي آخر تصريح لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، خلال لقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال إنه «تواجهنا تحديات من إيران وإسرائيل وتركيا.. وقطر منصة للكراهية»، والدول التي ذكرها سموه هي دول تحركها قوى الشر العالمية لدعم المشروع الإرهابي في الشرق الأوسط.
لا شك أن المشروع الإرهابي في الشرق الأوسط له أهداف عديدة، ومن أهمها التغطية على خطر «إسرائيل»، وحمايتها، وتسهيل أهدافها التوسعية في فلسطين المحتلة، وأيضاً من أهداف المشروع الإرهابي هو السيطرة على دول الشرق الأوسط، والتوسع والبقاء فيها أطول مدة، ونهب ثرواتها وخيراتها.
على المجتمع الدولي التصدي لهذا المشروع الذي أصبح خطراً على البشرية، بسبب زرعه الحقد والكراهية وعدم الاستقرار والأمن والأمان، وتحول الكثير من الدول إلى ساحة للحروب التي أدت إلى مقتل مئات الآلاف، وتشريد الملايين. إن الإرهاب مثل السرطان إذا لم يتم اجتثاثه فسوف ينتشر في كل أرجاء العالم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"