هذه التصريحات المرافقة لتأكيده أن السلام بعيد ترمي المشكلة في حضن الفلسطينيين. فهو يقول للعالم إن المشكلة في فلسطين لها بعدان، الأول أمن الكيان المهدد من الفلسطينيين الذين يرمون الحجارة على جنود الاحتلال، والثاني رفض الفلسطينيين للانتهاكات «الإسرائيلية» الذي يسميه التحريض. المشكلة كما يرى ليست في الاحتلال أصلاً، وهي ليست في أن الاحتلال على مدى العقود الماضية يقيم وقائع على الأرض المحتلة في انتهاك سافر للقانون الدولي. وهو لا يرى المشكلة في الجنود المدججين بأفضل الأسلحة الأمريكية التي يقتلون بها الأطفال الفلسطينيين ، وإنما في هؤلاء الأطفال الذين يلقون بالحجارة على هؤلاء المحتلين لأرضهم الممارسين لكل أنواع الاضطهاد ضدهم.
هذه هي الصورة التي حاول الرئيس الأمريكي أن ينقلها ليس إلى الشعب الأمريكي فحسب وإنما إلى كل العالم وإلى الفلسطينيين أنفسهم. هذه الصورة التي يحملها الرئيس الأمريكي وينقلها إلى العالم تعكس سياسات وتملي مواقف وتتطلب إجراءات بغض النظر عن قناعته بها أم لا. الأمن «الإسرائيلي» يتطلب مزيداً من السلاح النوعي لمواجهة المهددين له من الفلسطينيين، وهو يتطلب ممارسة مزيد من الضغوط على السلطة لكي تقوم بواجبها ،كما تراه أمريكا والكيان ، ولكن دون قصم ظهرها ، لأن الحاجة إليها منهما أكثر من حاجة الفلسطينيين. وهي تفرض على الإدارة الأمريكية أن تواجه المحاولات الفلسطينية لنقل قضيتها إلى منظمة الأمم المتحدة حتى تقوم بواجبها تجاههم. هذا السلوك الأمريكي ليس مستقبلياً ، وإنما هو قائم على امتداد السنوات الماضية. وقد عبر عن ذلك ريبلين حينما شكر أوباما على دعمه للكيان على مدى السنوات السبع الماضية، وكذلك على نضاله ضد المتطرفين، أي الفلسطينيين.
حديث من الرئيسين يجلي الصورة، ويدعو إلى الاعتبار لمن لا يعيش الأوهام.