عادي
إنجازاته حاضرة على مساحة الوطن بأكمله

خليفة.. أب الشعب بصماته في كل بيت

21:31 مساء
قراءة 8 دقائق
4658382
4658389
4658376
4658385
4658387
4658395
4658397

إعداد: إيمان عبدالله آل علي

الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، إنجازاته حاضرة، وعطاؤه لا يتوقف، وإنسانيته باقية، ومجده لا يغيب؛ بل يبقى خالداً على مرّ العصور، وهذا هو يوم الاتحاد الأول الذي تحييه الإمارات وسط غيابه، رحمه الله.

بصمة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في كل منزل إماراتي، فهو أب لشعب بأكمله، وعطاؤه غير المحدود كان له الأثر العظيم في رفاهيتهم، وتوفير الحياة الكريمة لهم، والمبادرات التي أطلقها، كانت كفيلة بتحسين الحياة والمناطق على مساحة الوطن، أما دولياً، فقد حقق الكثير من الإنجازات التي أسهمت في أن تحجز الدولة لها مكانة على الخريطة العالمية، منافسة للكبار، ومتفوقة على الدول التي تكبرها عمراً.

عطاء الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، لم يكن مقتصراً على أبناء وطنه وشعبه، وحسب؛ بل امتدت أياديه البيضاء لدول العالم، فقد كان نصيراً للضعفاء، ومقدماً الخير من أجل الإنسانية، حتى أصبح نموذجاً للعطاء والخير والتسامح، فأحبته تلك الشعوب.

مرحلة التأسيس التي قادها المؤسسان زايد وراشد، طيب الله ثراهما، وحكام الإمارات، كانت البداية لتأسيس دولة عظيمة، على الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهتهم آنذاك، واستكمل المسيرة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بعد وفاة والده، لينقل الدولة من مرحلة التأسيس إلى التمكين، وتمكّنت الإمارات بقيادتها الرشيدة أن تحقق النجاح تلو النجاح.

تعلم بمدرسة زايد

السند والعضد، الابن والأب، هكذا كان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، مع الراحل الشيخ زايد، طيب الله ثراه، فقد كان ملازماً له، حريصاً على التعلم من مدرسة زايد، ومسانداً للقائد المؤسس زايد، فقد تحمل مسؤوليات عظيمة منذ طفولته وشبابه، فهو الابن الأكبر للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقد حرص على تلمس احتياجات الشعب منذ بداية الاتحاد، لتحسين حياة المواطن، ودعم المنظومة الاتحادية، مكرساً القيم الأصيلة الإماراتية المبنية على العدالة والثقة، فقد أحب شعب الإمارات، فأحبوه، ولم يختلف اثنان على حب خليفة، الذي تخرج في مدرسة العروبة، مدرسة زايد، فكان الابن الذي يدعم والده في كل خطواته، وكان القائد الذي يقود شعبه، وكان الأب الحاني على أبنائه المواطنين.

الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، كان دائم التعلم من والده زايد، فقد تحمّل مسؤوليات عظيمة وهو في عمر 18 عاماً، فعندما انتقل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إلى مدينة أبوظبي ليصبح حاكم الإمارة في أغسطس/آب 1966، عين نجله الشيخ خليفة - الذي كان عمره 18 عاماً آنذاك- ممثلاً له في المنطقة الشرقية ورئيس المحاكم فيها، ومن هنا بدأت رحلته العظيمة في قيام دولة الإمارات، ومساندة الشيخ زايد في تلك الرحلة التي كانت مملوءة بالتحديات، وحرص على أن يكون السند والعضد.

وكان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، يستقي دروس الحياة من رحلة والده زايد، وينفذ تلك الدروس عبر مشاريع ترى النور، واستمر في تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى في المنطقة الشرقية، خاصة تلك التي تهدف إلى تحسين الزراعة، وكان نجاحه الملحوظ في العين بداية حياة مهنية طويلة في خدمة الشعب، وبداية تولي دوره القيادي بسهولة، ومهارة سجلتها إنجازاته الكبرى، وكل تلك المهمات كانت سبباً في ازدهار المنطقة آنذاك، وسنداً للراحل الشيخ زايد.

مناصب متنوعة

تولى العديد من المناصب في حياة والده زايد، وذلك في بداية الاتحاد، حيث كانت الدولة بحاجة إلى أبنائها وعطائهم اللامحدود، فقد شغل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عدداً من المناصب المهمة، وأصبح المسؤول التنفيذي الأول لحكومة والده، وتولى مهام الإشراف على تنفيذ جميع المشاريع الكبرى، وتلك المهمات كانت تجسيداً لمعنى السند والعطاء.

الابن هو السند الأكبر للوالد، وهذا المعنى تجسد بأجمل صوره، في العلاقة التي كانت تربط بين الشيخ خليفة ووالده زايد، رحمهما الله، ففي أول فبراير/شباط 1969، تم ترشيح الشيخ خليفة ولياً لعهد إمارة أبوظبي، وفي اليوم التالي، تولى مهام دائرة الدفاع في الإمارة، فأنشأ دائرة الدفاع في أبوظبي، والتي أصبحت فيما بعد النواة التي شكلت القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

و رحلة عطاء خليفة، رحمه الله، لم تتوقف، حيث تولى العديد من المناصب التي عكست قيمة ومعنى السند، وعلى الرغم من المسؤوليات العظيمة على كاهل الشيخ خليفة في عمر صغير، فقد كان الداعم الكبير لوالده زايد، حيث تم تعيينه حاكماً لأبوظبي ووزيراً محلياً للدفاع والمالية في الإمارة في أول يوليو/تموز 1971، وفي 23 ديسمبر/كانون الأول 1973، تولى منصب نائب رئيس الوزراء في مجلس الوزراء الثاني، وبعد ذلك بوقت قصير، وتحديداً في 20 يناير/ كانون الثاني 1974، تولّى مهام رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والذي حل محل الحكومة المحلية في الإمارة، وكل تلك المسؤوليات كانت تعكس حجم إيمان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بالقائد خليفة، والذي كان حريصاً على التميز في القيادة، والتماس حاجة الشعب، وتحقيق برامج التنمية الشاملة.

انتخابه رئيسا للدولة

الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، منذ طفولته رافق والده المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، باني نهضة دولة الإمارات في مرحلة التأسيس في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وصولاً لانتخابه رئيساً للدولة من قبل «المجلس الأعلى للاتحاد» في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2004، بعد وفاة القائد المؤسس زايد، ليكون ثاني رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها، ومنذ توليه مهام الرئاسة قاد البلاد نحو مرحلة الإنجازات التي أسهمت في تمكين المواطن الإماراتي، وازدهار دولة الإمارات وتألقها محلياً وعالمياً وتحقيق قفزات تنموية واقتصادية في مختلف المجالات، حتى أضحت قصة نجاح دولة الإمارات نموذجاً يحتذى، ومصدر إلهام في العالم أجمع.

نجحت دولة الإمارات خلال عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في تجسيد استراتيجياتها وخططها المستقبلية طوال ال 18 عاماً التي تولى خلالها الحكم، حيث إن المكانة التي وصلت إليها الإمارات وما تنعم به من طمأنينة ورخاء هو ثمرة مسيرة طويلة من الجهد والمثابرة والعمل الشاق الدؤوب قادها فقيد الوطن الكبير المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، بحكمة وحلم وصبر قدم فيها الكثير لبلاده وأمته حتى صارت الإمارات نموذجاً للتطور والحداثة في منطقتنا والعالم، وكان لقيادته الرشيدة، رحمه الله، واهتمامه بمصالح الدولة الاتحادية الفضل في تجاوز الأزمات المالية والإقليمية وتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة وضمان الرخاء للمواطنين، وتعزيز دور دولة الإمارات الريادي منارةً تقود شعبها نحو مستقبل مزدهر يسوده الأمن والاستقرار.

قفزات الميزانية

الميزانية الاتحادية شهدت دولة الإمارات بناء على التوجيهات الرشيدة والرؤية الثاقبة للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تطوراً ملحوظاً وإنجازات نوعية في شتى المجالات؛ ما انعكس على الموازنة العامة للدولة وأسهم في تطورها عاماً بعد آخر، وسجلت الميزانية الاتحادية لدولة الإمارات قفزات كبيرة وتوسعات مهمة في كافة المجالات وعلى جميع الصعد والقطاعات، حيث ارتفعت من 24 مليار درهم في 2004، إلى أن لامست ال 60 مليار درهم بنمو كبير 150% وهذا مؤشر نحو استمرار استثمار الإمارات في بنيتها التحتية وتطويرها وتوسيعها.

وتركزت الأولويات للمنافع والتنمية الاجتماعية عبر توفير السكن الملائم والرعاية الصحية والتعليم والعيش الكريم للمواطنين، وتطوير البنية التحتية واستنباط قطاعات اقتصادية واعدة قائمة على المعرفة والابتكار والصناعة، واكتشاف الفضاء والخوض في غمار عالم التقنية والرقمنة والتكنولوجيا، كما تطورت الميزانية العامة من ميزانية البنود لميزانية البرامج والأداء وربط المدخلات «الاعتمادات» بالمخرجات «الأهداف»، ثم اتباع نظام الميزانية متوسطة المدى «ثلاث سنوات»؛ وفقاً لمبادئ «الميزانية الصفرية» التي تحدد الأنشطة والخدمات مقابل كلفة كل منها ما يعني أفضل توظيف للموارد والنفقات وصولاً لتحقيق أفضل النتائج.

داعم لمجلس التعاون

كان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، من الداعمين لمجلس التعاون لدول الخليج العربي ويؤمن أن نجاح وإنجازات هذا المجلس تعكس عمق التلاحم بين قادته كي تبقى دول مجلس التعاون الخليجي قوية وموحدة، فقد التزمت دولة الإمارات بمبادئ التكامل الاقتصادي الخليجي وسعت لتنفيذ الاتفاقية الاقتصادية الموحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي ومنظومة العمل الاقتصادي المشترك والمشاريع ذات الصلة.

نجاحات عالمية

ارتقت دولة الإمارات بفضل القيادة المخلصة للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، إلى مكانة متقدمة بين أفضل دول العالم، بما حققته من إنجازات تنموية نوعية في شتى المجالات وسجلت حضوراً مالياً واقتصادياً قوياً على كافة الصعد، فضلاً عن نجاحها في بناء جسور متينة من التعاون الوثيق والشراكات الاستراتيجية سياسياً واستثمارياً واقتصادياً وتجارياً وصناعياً وتكنولوجياً وهو ما عزز مركزها الريادي المرموق في العالم. كما أقامت الإمارات شراكات استراتيجية محلية وإقليمية ودولية وتحالفات إقليمية وعالمية من أجل مستقبل واعد لدولة الإمارات، ولتعزيز مكانتها في تقارير التنافسية العالمية والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، وتمكنت الإمارات من أن تصبح مقراً للمنظمات والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية، حيث تستضيف الدولة العديد من المؤسسات المالية العربية والإقليمية والدولية.

حضور الإمارات الإنساني

ومن يتابع سياسة المغفور له الخارجية يدرك الطابع الإنساني الكبير الذي طغى عليها، والتي من خلالها رسخ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حضور الإمارات الإنساني في جميع أرجاء العالم. ففي عام 2007 دشن «مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية»، من أجل إطلاق «مبادرات رائدة»، إقليمياً وعالمياً في مجالات عدّة كالصحة، حيث تكفلت بمصاريف علاج الكثيرين، والمجال التعليمي عبر تكفّل رسوم الطلاب ودعم مشاريع التعليم المهني في المنطقة. وتتضمن استراتيجيتها التعليمية دعم مشاريع التعليم المهني في دول المنطقة، كما تشمل الاحتياجات الصحية المتعلقة بسوء التغذية وحماية الأطفال ورعايتهم، إضافة إلى توفير المياه الآمنة عالمياً.

عام الخير

خلال عهد خليفة، رحمه الله، تواصلت جهوده الإنسانية، ففي ديسمبر 2016، أعلن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان 2017 عاماً للخير. وبموجب هذه المبادرة أطلقت الحكومة الاتحادية في دولة الإمارات، والحكومات المحلية، فضلاً عن القطاع الخاص والمؤسسات المدنية مئات من المبادرات الإنسانية، التي تخدم قضايا خيرية داخل الإمارات وخارجها، كما أسهم الأفراد بالتبرعات وساعات العمل التطوعي لخدمة قضايا مجتمعية وإنسانية.

تمكين المرأة

منذ تولي المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، مقاليد الحكم في عام 2004، شهدت مسيرة المرأة الإماراتية تحولات جذرية ارتكزت على تمكين المرأة وتعزيز انخراطها في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الإمارات، حيث قاد مسيرة تمكين المرأة لتتبوأ أعلى المناصب في المجالات كافة، مستكملة خطة الدولة الاستراتيجية التي استهدفت المرأة في بدايات تأسيس الدولة، كما اتخذت الدولة خطوات ومبادرات سباقة بهدف تمكين المرأة. وفي عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، أصبح للمرأة الحق في إعطاء أولادها الجنسية عند بلوغهم سن الرشد إذا كانت متزوجة من رجل من جنسية مختلفة.

وعزز دورها في المجتمع، حيث آمن بأن المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع الإماراتي، وبأن مشاركتها في الحياة الاجتماعية أمر ضروري، كما شجع النساء على الثقافة والعمل والطموح لأن المجتمع الإماراتي بحاجة إلى نساء مهندسات، محاميات، ونساء أعمال.

أول خطاب

في أول خطاب له، بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد، في الأول من ديسمبر 2004، فقد تعهد، طيب الله ثراه، بالعمل بتفانٍ في خدمة الوطن والمواطن، لتحقيق المزيد من العزة والرفاهية، وبمواصلة العمل في كل الميادين، من أجل المحافظة على المكاسب الوطنية، وتحقيق المزيد من الإنجازات على طريق تقدم الوطن وسعادة المواطن، حيث قال: «إن ما وصلت إليه بلادنا من مكانة ورفعة وعزة، وما تنعم به من طمأنينة ورخاء، هو ثمرة مسيرة طويلة من الجهد والمثابرة والعمل الشاق الدؤوب، قادها فقيدنا الكبير (الشيخ زايد) بحكمة وحلم وصبر؛ إذ رسخ كل ثروات البلاد، ونذر حياته لبناء الوطن وتقدمه، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة، حتى أصبحنا على ما نحن عليه اليوم، لقد ترسخت دعائم اتحادنا الشامخ، وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة، والحمد لله، علامة بارزة على تقدم الدول والأمم، بما انتهجته من سياسات حكيمة، وحققته من منجزات عظيمة، وما تنعم به من أمن واستقرار وازدهار وطمأنينة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3784k8us

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"