عادي

رونالدو.. النهاية الحزينة

01:44 صباحا
قراءة 3 دقائق

بغداد: زيدان الربيعي

عملية الاعتزال تعد من المسلّمات التي يمر بها كل رياضي، لأن للعمر أحكامه التي تجعل الرياضي يقل عطاءه ويتراجع مستواه، لكن الرياضي الجيد هو الذي يختار الوقت المناسب لاعتزاله اللعب وتوديع الملاعب والجماهير التي عشقته، وهو لم يزل مؤثراً وفاعلاً وقادراً على العطاء وصنع الإنجازات.

بينما البعض يطمع في البقاء بالملاعب لمدة أطول لأسباب مختلفة منها رغبته في تحقيق إنجاز معين، أو أنه يرى بأنه لم يزل قادراً على التألق، يرى الآخرون عكس ذلك، وهنا تكمن المشكلة.

لقد سقت هذه المقدمة من أجل الدخول إلى الوداع المرير لأسطورة الكرة البرتغالية اللاعب الفذ كرستيانو رونالدو لكأس العالم، فهذا اللاعب ومنذ انتقاله من فريق يوفنتوس الإيطالي إلى فريق مانشستر يونايتد عانى من مشاكل عدة، الأمر الذي أدى إلى هبوط مستواه الفني وتراجع لياقته البدنية، مما جعله يتأثر نفسياً، وكان اثناء تواجده مع المنتخب البرتغالي في مونديال قطر يحتاج إلى تعامل خاص من قبل مدرب المنتخب المذكور سانتوس، وهذا التعامل الخاص الذي أقصده وكنت أدعوا إليه لا يتطلب مجاملة رونالدو على حساب اللاعبين الآخرين أو المصلحة العليا للمنتخب البرتغالي وسمعته وجمهوره، بل كان رونالدو يحتاج إلى من يرفع الضغط النفسي الهائل عليه بسبب استغناء فريق مانشستر يونايتد عن خدماته قبيل انطلاقة مباريات مونديال قطر بمدة قليلة، لكن الذي حدث كان معاكساً تماماً، حيث شارك رونالدو كلاعب أساسي في أول مباراتين لمنتخب البرتغال وتمكن من التسجيل ضد منتخب غانا من ركلة جزاء، ليحقق رقماً شخصياً غير مسبوق وربما لن يكون بمقدور لاعب آخر تحقيقه في المستقبل عندما أصبح أول لاعب في العالم يسجل أهدافاً في خمس بطولات لكأس العالم، كما ساهم بنسبة 70% في تسجيل هدف البرتغال في مرمى الأوروغواي، ليكون منتخب البرتغال أول منتخب يتأهل إلى الدور الثاني بالمونديال، وبالتالي كان يفترض بالمدرب سانتوس أن يتباحث مع رونالدو في مسألة مشاركته كلاعب أساسي في المباريات أو يتم إخراجه من المباراة في الشوط الثاني من باب التقدير له كلاعب كبير ومؤثر وصاحب تاريخي رائع، إلا أن عملية وضع رونالدو على دكة الاحتياط من دون رغبته قد أثرت عليه نفسياً وهزمته من الداخل، حيث شاهدت كما شاهد غيري حالة الحزن الكبيرة التي تطوق رونالدو وهو يجلس على دكة الاحتياط ولسان حاله يقول:«ليس هكذا يكرم المرء في نهاياته».

لقد خرج منتخب البرتغال من المونديال بعد خسارته أمام منتخب المغرب، وهذا الأمر ليس جديداً عليه، لكن الخسارة الكبيرة قد تمثلت بالدموع الساخنة التي نزلت من عيون رونالدو، الذي أسرع بمغادرة الملعب وهو باكياً وسط تعاطف الجميع معه،حيث تأثر جميع محبي رونالدو بتلك الدموع،بل تأثر حتى منافسيه،لأن رونالدو وطوال تاريخه الكروي المميز كان يقدم المتعة الرائعة للجميع حاله حال كل اللاعبين الكبار في تاريخ كرة القدم.

وهنا لابد من التساؤل،هل أخطأ رونالدو في اختيار النهاية غير المحببة له مع منتخب البرتغال؟ واعتقد أن الإجابة على هذا التساؤل يجب أن تصدر من رونالدو نفسه،لكني ومن باب المتابعة وقراءة الأحداث أشعر أن رونالدو يتحمل نسبة كبيرة من رسم سيناريو نهايته المحزن مع كرة القدم ومنتخب البرتغال،إذ كان يفترض به أن يختار خياراً أفضل في الاعتزال،لكني اعتقد أن رونالدو كان طامعاً وطموحاً في ذات الوقت بتحقيق لقب مونديال قطر وأضافته إلى سجله الذهبي الذي احتوى على كل البطولات والألقاب وبقي خالياً من لقب كأس العالم،لكنه لم يفلح في ذلك.

رونالدو سيبقى اسماً كبيراً وصاحب سطوة كبيرة في تاريخ كرة القدم، كما سيبقى وداعه الحزين للمونديال خالداً في الذاكرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2pxeydu4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"