عادي
«آي سبيس» تؤكد توفير مصدر للطاقة بالمدار

استقرار الأنظمة الأساسية في مركبة هبوط المستكشف «راشد»

00:02 صباحا
قراءة 4 دقائق
مركبة الهبوط تحمل المستكشف راشد إلى القمر

دبي: يمامة بدوان
أكدت «آي سبيس»- الشركة اليابانية التي تحمل المستكشف «راشد» إلى سطح القمر- استقرار الأنظمة الأساسية في مركبة الهبوط «هاكتور آر»، كذلك توفير مصدر ثابت للطاقة في المدار.

وأضافت في تغريدة على «تويتر»، أنه بعد فصل مركبة الهبوط عن صاروخ الإطلاق بنجاح، أجرت غرفة التحكم في طوكيو أول اتصال مع المركبة، حيث تم التأكد من سلامة المستكشف «راشد» بداخلها، وبذلك يكون تم إنجاز مرحلتين من المهمة حتى الآن، والتي تشمل 10 مراحل رئيسية من الإطلاق وحتى هبوط المركبة على سطح القمر.

يمضي المستكشف «راشد» في رحلته التاريخية إلى القمر، التي تمتد ل140 يوماً، حيث من المقرر وبحسب «آي سبيس» أن يكون الهبوط في «فوهة أطلس» على سطح القمر في نهاية إبريل من العام المقبل 2023.

وتم صباح أمس الأول إطلاق المستكشف إلى القمر من قاعدة كانافيرال الفضائية في ولاية فلوريدا الأمريكية، وذلك على متن صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة «سبيس إكس»، ليقطع مسافة قدرها 384 ألف كيلومتر.

وتعتبر «هاكتور آر» أول مهمة للشركة اليابانية إلى سطح القمر، تحمل في داخلها المستكشف «راشد» أول مهمة إماراتية لاستكشاف القمر، كما أن «آي سبيس» تخطط في عام 2024 لإطلاق مهمة أخرى إلى القمر.

كاميرات «كاسبيكس»

وفي السياق، هنأ المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية، مركز محمد بن راشد للفضاء وشعب الإمارات، على الإطلاق الناجح للمركبة القمرية المستكشف «راشد».

وقال في تغريدة نشرها على «تويتر»، تفخر فرنسا بأن تكون جزءاً من هذه المغامرة التاريخية مع كاميرات «كاسبيكس» من المركز الوطني للدراسات الفضائية، موعدنا في إبريل من أجل هبوط مثير في منطقة ماري فريجوريس على القمر.

وساهم المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية، بكاميرتين بصريتين (كاسبيكس)، حيث ستوفران صوراً بدقة فائقة الجودة، وتُتيح هذه الكاميرا في الجزء العلوي من الجهة الأمامية للمستكشف رؤية بانورامية للبيئة المحيطة به، بينما تسهم الكاميرا الأخرى، المثبتة في الجزء الخلفي في توفير صور عالية الدقة لتربة القمر، ما يسهم في تحليل صور مسارات المستكشف، لتحديد مدى انغمار العجلات في التربة، فضلاً عن دراسة التفاعل بين العجلة والتربة بشكل تفصيلي.

«نيويورك أبوظبي»

ومن جهة أخرى، شاركت جامعة نيويورك أبوظبي في انطلاق مهمة المستكشف «راشد» إلى سطح القمر، مما يشكّل سبقاً علمياً يعزز صدارة دولة الإمارات في هذا المجال، وقد انطلقت المهمة على متن صاروخ من منصة الإطلاق في أورلاندو في ولاية فلوريدا الأمريكية، حاملة مركبة «هاكوتو آر» التي صممتها الشركة اليابانية «آي سبيس» والمستكشف «راشد» الإماراتية، في مهمة إلى القمر تستغرق حوالي أربعة أشهر.وقد كان للجامعة دور أساسي لمساهمتها في تطوير أجهزة المستكشف وإجراءات تحليل المعلومات وتحديد القابليات الأساسية والمشاركة في اختيار موقع هبوطه على سطح القمر، وقد تضمّن فريق العمل في الجامعة أستاذ الفيزياء ميلان بوغوسافليافيتش وعالم الأبحاث في مركز الفيزياء الفلكية والجسيمات والكواكب محمد علي ديب وأستاذ الفيزياء والباحث الرئيسي في المركز ذاته فرانشيسكو أرنيودو والطالب سيباستيان كالوس والمشاركة ما بعد الدكتوراه لورا مانينتي والأستاذ المساعد في الهندسة المدنية كمال تشيليك وعالم الأبحاث روتانا هاي ومساعد الأبحاث بو بينغ والمحاضر أول في التصميم الهندسي ماثيو كاراو وزميل الأبحاث في مركز الشبكات الحضرية المترابطة فينس نوين.

كما صرّحت عميدة العلوم في الجامعة مارتا لوسادا: «إننا في جامعة نيويورك أبوظبي نعرب عن فخرنا بالمشاركة في هذا الإنجاز الفضائي الكبير لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد دأب فريق العمل في الجامعة بما فيه الأساتذة والباحثون والطلاب بالمشاركة مع مركز محمد بن راشد الفضائي وغيرهم من الزملاء في الدولة وحول العالم بهدف تحقيق هذا الحلم».

أجهزة متطورة

وبالنسبة لمستكشف «راشد»، فإنه يحمل عدداً من المعدات والأجهزة المتطورة من أدوات التصوير واسعة الزوايا وأنظمة متطورة للاتصالات والحركة تغذيها لوحات شمسية، مما يمكنها من إجراء تحاليل واختبارات على مكونات سطح القمر بدقة غير مسبوقة.

وبالنسبة لجامعة نيويورك أبوظبي، فقد بدأ دورها من المراحل الأولية لتصميم الأدوات العلمية وتصنيعها، بما في ذلك تصميم نظام إضاءة التصوير المجهري وضبطه قبل فحص النظام بأكمله وتحليل أداءه بشكل شامل، لضمان التقاط صور فائقة الدقة لسطح القمر بمواصفات عالية تفوق الصور القديمة.

قياس غلاف الإلكترونات

ومن مهام المستكشف قياس غلاف الإلكترونات للقمر وذلك بمصفوفة من مجسّات لانغميور، الأمر الذي فرض قيوداً تقنيّة شديدة التعقيد من حيث ضرورة تحديد تأثير مكونات المستكشف ذاته على الغلاف بدقة متناهية وتطلب من فريق العمل في جامعة نيويورك أبوظبي إجراء مختلف اختبارات لتقييم الخواص الكهروضوئية لكل المواد على أسطح المستكشف.

وقاد باحثو الجامعة تسخير قابليات الذكاء الاصطناعي لتوضيح مواقع الهبوط المحتملة بكل تضاريسها من فوهات وصخور، بهدف تحديد المواقع الآمنة للهبوط وخط مسار مستكشف راشد في المنطقة المحيطة بالموقع النهائي.

وفي ذات الفترة، عمل فريق قسم الهندسة في الجامعة على محاكاة بيئة سطح القمر من تربة وصخور بالاعتماد على مواد محلية، مما يسمح بإجراء الاختبارات اللازمة لنجاح المهمات القادمة لاستكشاف القمر.

وقال ميلان بوغوسافليافيتش: «لم ينته عملنا بعد، فنحن مكلفون بدعم غرفة التحكم في دبي لدى الهبوط، حيث تبدأ عملية تحليل البيانات فور وصولها من المستكشف. وسيعمل المستكشف راشد على سطح القمر لمدة أربعة عشر يوماً متواصلة، وحتى بعد انتهاء مرحلة استكشاف السطح، سنواصل العمل آنذاك على تحليل الصور والبيانات من مختلف المجسات والأجهزة للفترة المتبقية من المهمة».

وفي نفس السياق، أشاد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، بمشروع دولة الإمارات لاستكشاف القمر، مؤكداً أن هذا المشروع يمثل خطوة عربية مشرفة.

وقال في تصريح له إن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر.. خطوة عربية مشرفة، وانطلاقة جديدة نحو الفضاء؛ باعتباره أول مهمة عربية علمية لاستكشافه.

وأوضح المستشار عبد السلام أن هذا المشروع يأتي استمراراً لنهج دولة الإمارات في الاستثمار في علوم الفضاء وصناعة المستقبل؛ بعقول وسواعد شبابية مبتكرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yhuupwy4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"