شهادة النساء

01:36 صباحا
قراءة 3 دقائق
اشترط الفقهاء ضمن شروط أهلية الشاهد الذكورة، لكنهم اتفقوا أيضاً على أن من حق المرأة أن تنفرد بالشهادة في أمور هي مما لا يطلع عليه الرجال، كالولادة والاستهلال والرضاع .
- وإذا قلنا بثبوت حق الانفراد بالشهادة للنساء دون الرجال في أمور، فإن الفقهاء بعد ذلك اختلفوا في العدد المطلوب للشهادة على خمسة أقوال:
1- ذهب الإمام الحسن البصري إلى أنه في الولادة تكفي شهادة القابلة وحدها، وينسب مثل هذا القول إلى ابن عباس وأحمد في إحدى روايتيه .
2- يرى أبو حنيفة أن شهادة المرأة الواحدة في الولادة، متى كانت مسلمة حرة عدلة، تكفي من غير قيد أن تكون قابلة .
3- ذهب مالك وأحمد في إحدى روايتيه، إلى أنه لابد من شهادة امرأتين، لأننا إذا قلنا بالجواز فإنهن قمن مقام الرجال في انفرادهن، والرجال أكثر عددهم اثنان، فلابد أن يكون أكثر عدد النساء اثنتين أيضاً .
4- يروي عن أنس أنه قال: لابد من أن يكون عددهن في الشهادة ثلاثاً، لأن الله تعالى ضم شهادة المرأتين إلى الرجل في بعض المواضع التي لا ينفردن فيها .
ذهب الشافعي إلى أن شهادة النساء لا تقبل من أقل من أربع نسوة .
- ومما يجب أن يعلم يقيناً أن الإسلام لم يقل بهذا لمجرد فضل الذكر عن الأنثى، بل لأمور مثل: عدالة الشاهد وضبطه، وكون الشاهد على صلة بالحدث مكان الشهادة، إذ إن كونها عاطفية ونسّاية لا تستطيع أن تسيطر على كل المواقف مثل الرجل، قال تعالى: "واستشهدوا شهيدين من رجالكم، فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء، أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى"، (الآية 282 من سورة البقرة) .
وللإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت لفتة جميلة حول تفسير هذه الآية حيث يقول: إن تساوي شهادة الرجل والمرأة في اللعان، دليل على كمال أهليتها، والآية عندما قالت: فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان، ليست في مقام الانتقاص من أهلية المرأة .
إن الآية هنا لم ترد في مقام الشهادة التي يقضي بها القاضي ويحكم، بل في مقام الإرشاد إلى طرق الاستيثاق .
وإلى مثل هذا الفهم ذهب الشيخ محمد عبده وقبله ابن تيمية وابن القيم، فالمرأة إذا كانت تنسى في ذلك الوقت فليس لضعف عقلها، بل لأنها لم يكن من طبعها الاشتغال بالأمور المالية خارج المنزل .
- أقول: ولا يفهم من هذا القول أيضاً أن المرأة اليوم باعتبارها موجودة في كل الميادين، فإنها تتساوى في شهادتها مع الرجل في كل شيء، بحكم أنها مطلعة تمام الإطلاع . فهي بالأمس كانت بعيدة ومغيبة عن الواقع، واليوم تأخذ دورها .
- كلا لا تفهم الآية هكذا، لأن ما قرره القرآن الكريم لا يتبدل والقرآن صالح لكل زمان، فالمرأة هي المرأة وعوارضها هي نفسها، والقانون الإلهي لا يتبدل، والاكتشافات العلمية تؤكد أن هناك اختلافاً بين دماغ الرجل ودماغ المرأة من حيث الكفاءات الذهنية .
والعلماء يقسمون الدماغ البشري إلى قسمين: قسم أيمن وقسم أيسر، ويؤكدون أن القسم الأيمن لدى الرجل هو أقوى منه لدى المرأة .
ويقول الدكتور دافيد انغمار الذي يعمل في جامعة لوند في السويد: "الشطر الأيمن من الدماغ يعمل بصورة أنشط لدى الذكر، وفي الشطر الأيمن تتركز المناطق الخاصة بالإحساس السمعي باللحن والأصوات وفهم الرسوم وشمول الرؤية وتقدير المسافات، ولذا فإن الرجل يتفوق في الرياضيات والهندسة والموسيقى" .
- ثم انظر إلى التعبير القرآني الدقيق: "أن تضلّ" فهو يعني التشرد الذهني الذي يلازم الأنثى إلى الأبد .

د . عارف الشيخ

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلف وشاعر وخطيب. صاحب كلمات النشيد الوطني الإماراتي، ومن الأعضاء المؤسسين لجائزة دبي للقرآن الكريم. شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية. يمتلك أكثر من 75 مؤلفا، فضلا عن كتابة 9 مسرحيات وأوبريتات وطنية واجتماعية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"