عادي
تقرير اخباري

"هدنة" لأطفال الثورة الليبية

04:43 صباحا
قراءة 3 دقائق

ليبيا حرة! ليبيا حرة!، يهتف مئات الأطفال من فتيات وصبية انتظموا في صفين منفصلين في ملعب مدرسة فجر الحرية في بنغازي (شرق) . قبالتهم راح واحد من التلامذة الأكبر سناً يلوح بعلم الثورة الأحمر والأسود والأخضر .

هؤلاء هم أطفال ثورة انطلقت منتصف شهر فبراير/شباط شرقي البلاد، في وجه نظام معمر القذافي، أما أعمارهم فتتراوح بين 4 و12 سنة .

ولأن مدارس وجامعات بنغازي والبالغ عددها 300 تحولت إلى فضاءات للأشباح منذ المعارك الأولى، قرر بعض المتطوعين فتح أبواب بعض هذه المؤسسات واستقبال الأطفال، لعلهم ينسون على مدى ساعتين صباحاً العنف المسلح الذي يسيطر على البرامج التلفزيونية .

ويشرح مدير المدرسة صادق الحراري الذي انطلق في مسيرته التعليمية هنا قبل 30 عاماً، كنا نرى هؤلاء الأطفال في حال سيئة، محتجزين في منازلهم وأسرى لمشاهد عنيفة يبثها التلفزيون، فقررنا إبعادهم قليلاً . ويقول

في اليوم الأول، في الأول من نيسان/ابريل، حضر طفل واحد فقط . لذا خرجت إلى الشارع ورحت أتوجه إلى الأهل الذين كانوا يمرون بسياراتهم في المكان، مع عائلاتهم . فاقترحت عليهم إرسال أطفالهم في الصباح، من الساعة العاشرة وحتى الظهر . واليوم يتابع 200 طفل دروساً في المسرح والرسم والموسيقا والمعلوماتية وعلم الحساب . كذلك، تم افتتاح صف للغة الإنجليزية .

أين يكمن الاختلاف مع النظام التربوي السابق؟ تشرح فاطمة (20 عاماً) وهي إحدى المدرسات المتطوعات التي كانت تتابع دراستها الجامعية قبل الثورة تماماً كما زميلاتها، أن هناك اختلافاً كبيراً . في ظل حكم القذافي، كان كل شيء تحت السيطرة . المدرسون كانوا يتميزون بالقسوة . كنا نأتي فقط لإجراء الامتحانات . تضيف أما اليوم فنأتي لتعلم الحياة، حتى نصبح شخصاً ما، شخصاً حراً . وتعلو صرخات من إحدى القاعات .

على خشبة مسرح، تقوم مجموعة من الصبيان بأداء دور متظاهرين يهتفون ليبيا حرة!، كما يفعل الثوار في تجمعاتهم . قبالتهم صبيان غير واثقين يحملان رشاشي كلاشنيكوف بلاستيكيين ويمثلان جنود القذافي . يتراجعان، يطلقان النار، فيسقط متظاهران . يتقدم رفاقهما ويحملانهما لتأمين العلاج لهما .

في قاعة دراسة مجاورة، يصغي الأطفال إلى ممرضة تحمل كمادات في يدها وهي تعلمهم الإسعافات الأولية الواجب اعتمادها في الحالات الطارئة .

يصل عدد المتطوعين الذين يعنون بهذه المدرسة إلى 25 . فقط المدرسون الذين كانوا يعملون في المجال منذ ما قبل الثورة، يتلقون أجوراً من المجلس الوطني الانتقالي الذي يدير بصعوبة، وكيفما اتفق الفراغ الذي أحدثه شلل المؤسسات العامة السابقة التي تعتمد مالياً على طرابلس .

ويشرح المدير أن 35 برنامجاً مماثلاً يطبق في بنغازي . لكن، لماذا لا تعاود المدارس والجامعات عملها ببرامج كاملة في بنغازي المحررة؟ يؤكد المدير حاسماً نحن نقاتل لتحرير ليبيا بأكملها . عندما تتحرر المدن التي يحاصرها القذافي، حينها فقط نعيد فتح أبواب المدارس على كل الأراضي الليبية، وليس قبل .

حينها تصبح فاطمة طالبة طب في عامها الجامعي الثالث، قادرة على استكمال دروسها . لكنها تتردد في ما يتعلق بمستقبلها المهني . فتقول أريد أن أصبح طبيبة . لكنني أحب الكتابة كثيرا أيضاً . لم لا أصبح كاتبة مثل شكسبير؟ . (أ .ف .ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"