حلفاء إيران ومضيق هرمز

05:01 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

بعد إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب أسرعت بعض القوى مثل تركيا وقطر وجماعة «الإخوان» و«حزب الله» وحماس إلى استنكار ذلك، ولبست قبعة التحالف مع إيران. وللأسف فإنها بهذه المجاملة لإيران ورفض تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية فتحت على نفسها جبهات جديدة، فبعض الذين كانوا متعاطفين مع هذه الأنظمة والكيانات أدانوا هذه التصريحات، واليوم انقلب عليهم الرأي العربي والإسلامي، وازدادت حالة العزلة التي يعيشونها، فالشعوب العربية والإسلامية ضاقت ذرعاً بمسلسلات الإرهاب التي تنتجها هذه الأنظمة لتغذية الصراعات والحروب في المنطقة، وعلى حساب أرواح آلاف المسلمين الذين راحوا ضحية الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الإرهابية المسلحة الداعمة للثورة الإيرانية وأفكار الخميني.
وبعد التهديدات الأخيرة التي أطلقتها إيران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر منه نحو ثلث الخام المنقول بحراً في العالم، وقطع العائدات النفطية التي تمر عبر هذا المضيق، تكون إيران بذلك قد وضعت رأسها تحت المقصلة. وفي هذا الصدد أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها البحرية وحاملة الطائرات الأمريكية لينكولن وغيرها من الطائرات والعتاد لمواجهة خطر الإغلاق والتدخلات العسكرية الإيرانية المعادية، ومحاولة حماية سفنها ومصالحها الملاحية والاقتصادية.
ولكن السؤال هو: هل تستطيع إيران أن تغلق هذا المضيق في وجه حلفائها الصينيين والأوروبيين؟
لا تستطيع إيران جملة وتفصيلاً إغلاق هذا المضيق، وهذه التهديدات التي تطلقها ليست جديدة؛ بل كانت ترددها خلال السنوات الماضية للابتزاز والضغط وممارسة الألعاب البهلوانية، ومع قوة استثمارات دول مجلس التعاون مع حلفاء إيران كالصين وروسيا، فإن هذه التهديدات الإيرانية لا تخرج عن دائرة الابتزاز وخلق التوتر في المنطقة، ذلك أن إيران لا تستطيع إغلاق المضيق ولو لدقائق معدودة خشية من حلفائها أمثال الصين وروسيا.
وقد شهدت الأيام الأولى للعقوبات المفروضة على إيران تراجعاً كبيراً في عدد السفن الإيرانية الناقلة للنفط، وقد تهدد العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران بخفض واردات إيران إلى الصفر، كما وعدت إدارة ترامب.
لعل حلفاء إيران في المنطقة أمثال قطر وتركيا، يشكلون اليوم تهديداً كبيراً لضرب أهم مصالح إيران سواء اقتصادياً أو عسكرياً، فتركيا من أكبر الدول المستوردة للنفط الإيراني، وبمجرد الضغط عليها من قبل الولايات المتحدة ستجدها أولى الدول المقاطعة للنفط الإيراني، وتتخلى عن حليفها الإيراني، وأما قطر فاستقبلت على أراضيها قاذفات من طراز «بي 52» الأمريكية في القاعدة الأمريكية في العديد لضرب إيران في حالة قيام طهران بأي عمل متهور ضد للقوات الأمريكية في مياه الخليج أو حلفائها، ما يتعارض مع ما صرح به «نظام الحمدين» في الدوحة بأنه «لن يقبل بأي عمل عدائي من الأراضي القطرية على إيران».
إن سياسة «الملالي» في المنطقة تتسم بنشر سموم الخراب والدمار وتصدير ثورته إلى المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار والتدخل في شؤون دول الجوار، وإشعال حروب بالوكالة في سوريا والعراق واليمن، ودعم الحوثي و«حزب الله» في لبنان، هذا «السلوك العدواني» جعل إيران عرضة للعقوبات الأمريكية، وهذا لا يتناسب مع مصالح الشعب الإيراني الذي وجد دولته تسعى إلى دعم الإرهاب في العالم، ونشر روح العداء، وبالأخص تجاه دول الخليج العربي، ويتنافى كلياً مع كل الأعراف والقوانين الدولية وحق الجوار.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"