فروسية محمد بن راشد

01:15 صباحا
قراءة 3 دقائق
الحديث عن فروسية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، رعاه الله ، يأخذنا للحديث عن أهمية الخيل في دولة الإمارات العربية المتحدة، وخصوصاً في عصر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه، فقد كانت الخيل في عصر زايد مكرمة وتحظى بقدر من الرعاية والعناية، لأن زايد، رحمه الله، كان فارساً محباً للفروسية بصفته عربياً، والعرب مرتبطون بالخيل منذ زمن بعيد، هذا الارتباط الذي كان ولا يزال يجسد لديهم معنى البطولة والإقدام والترابط الاجتماعي الكبير الذي تمثله القبائل، فمنذ العصر الجاهلي والفارس له قيمة عظيمة مثل قيمة الشعر، بل كان معظم الفرسان مرتبطين بالخيل والشعر بدءاً من امرئ القيس، ومروراً بعنترة الذي يصف فروسيته وفرسه الأدهم بفروسية شعره بقوله:
لما رأيت القوم أقبل جمعهم

                    يتذامرون كررت غير مذمّمِ

يدعون عنتر والرماح كأنها

                     أشطانُ بئرٍ في لبان الأدهمِ

ما زلتُ أرميهم بثغرة نحرهِ

                     ولبانه حتى تسربلَ بالدمِ

وأبو فراس الحمداني ذلك الشجاع الذي يصف فروسيته وفرسه حينما أُسر بقوله:

أُسرتُ وما صحبي بعزلٍ لدى الوغى

                      ولا فرسي مهرٌ ولا ربُّهُ غمرُ

ولكن إذا حُمَّ القضاءُ على امرئ

                         فليس لهُ برٌّ يقيهِ ولا بحرٌ

والمتنبي الشاعر الفارس الذي عاصر أبا فراس له الكثير من القصائد التي يعتد فيها بنفسه وفروسيته، وربما يتجلى المعنى في بيته الشهير:

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني

                 والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ

وصولاً إلى عصرنا الحالي والعديد من الشعراء الذين تغنوا بفروسيتهم وأشعارهم مثل راكان بن حثلين، ومحمد الأحمد السديري وغيرهما.

ولم تقتصر لفظة الفروسية على ركوب الخيل والضرب والطعان في المعارك والشعر، بل شملت الخصال الكريمة التي تعود بالنفع على المجتمع، وتقديم العون للآخرين مثل الكرم ونصرة المظلوم والعفة وغيرها.
وبالعودة إلى الفروسية في عهد زايد ،رحمه الله، والتي ستأخذنا إلى الحديث عن فروسية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نجد أن زايد، رحمه الله، قد بادر بنفسه في تأسيس إسطبلات خاصة بخيله للحفاظ على سلالاتها العربية الأصيلة، واهتم بها على المستويات المحلية والعربية والدولية، وشجع على إكرامها والاهتمام بها، وكان ظهوره في العديد من المواقف والصور وهو يعتلي صهوة الحصان دليلا على هذه المكانة العظيمة للخيل، وكان، رحمه الله، بالإضافة إلى هذا فارس شعر وعزة وكرامة وشهامة، ووجه ،رحمه الله، بتأسيس اتحاد الإمارات للفروسية، وجمعية الإمارات لسباق الخيل المرتبطة بسباقات القدرة، وفروسية زايد لها ارتباط بأسرته، فجده زايد بن خليفة آل نهيان حاكم أبوظبي والملقب بزايد الأول أو زايد الكبير فارس مشهور وله فرس شهيرة اسمها «ربدان» ذكر من خصالها الكثير.
وليس بغريب على صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذه المكانة والفروسية والإقدام وحب الخيل والشعر، فهو مرتبط بنسبه مع المؤسس زايد بن سلطان، رحمه الله، ولذلك اهتم سموه بالخيل كثيراً، وواصل هذا الإكرام لها وأسهم وشارك كثيراً في المحافل المختلفة والسباقات المتنوعة، وتسابق العديد من وسائل الإعلام في الحديث عن فروسيته وبروزه في هذا الجانب، وهي بالتالي تمجد فروسية هذه الدولة في العديد من المجالات، وليس بأصدق من فروسية سموه وحبه للخيل إلا قصيدته، فهو القائل في «العاديات»:

ولي ما يعَرفْ الخيلْ يظلِمها

                           وأهلْ الجَهَلْ لِصقورْ تشويها

والمورياتْ اللِّي حوافرها

                              تجدحْ شرارْ النَّارْ تَوْريها

وإذا المدىَ طَوَّل بقوَّتها

                                 إتزيدْ ماشَيٍّ يهَدِّيها

تشَهدْ لها القِدْرَهْ علىَ القِدْرَهْ

                      وتِشْهدْ لها الدِّنيا ومنْ فيها

قضيتْ عمري في مِوَدَّتها

                          أحبِّها ولا أقدَرْ أخَلِّيها

يا كَمْ منْ صَحرا ومنْ غابهْ

                             قطَعْتها وآنا أجَدِّيها

محمد عبد الله البريكي

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"