العلاقة بين الهجرة والتنمية (1 - 2)

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين
د. عبد العظيم محمود حنفي

تعد تحويلات الأموال من العمال المهاجرين إلى الأسر والأصدقاء في الوطن، الرابطة الأشد جلاء للعلاقة بين الهجرة والتنمية. ونظراً لأن التحويلات هي نقل أموال من طرف واحد فهي لا تنشئ التزامات ولذا فهي تعتبر قيمة مضافة. وتعتبر التحويلات أكبر مصدر للتمويل الخارجي في بعض البلدان، ففي الهند كانت التحويلات تزيد على 50 مليار دولار عام 2008 متخطية كل التدفقات الرأسمالية الرسمية والخاصة، وفي المكسيك تزيد التحويلات على تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الوافدة، وهي تفوق حصيلة السياحة في المغرب، وإيرادات صادرات الشاي في سريلانكا، وإيرادات قناة السويس في مصر.
حصيلة التحويلات تكون أعلى في البلدان الأصغر والأفقر؛ ففي عام 2008 مثلاً بلغت التحويلات أكثر من نصف إجمالي الناتج المحلي في طاجيكستان، وهايتي، وزادت على 10% من إجمالي الناتج المحلي في 23 دولة. وتساعد التحويلات على تقليل أعداد الفقراء، ففي نيبال انخفض عدد الفقراء 11 نقطة مئوية بين عامي 1995 و2004. وقد بينت مسوحات الأسر المعيشية أن التحويلات ربما خفضت نسبة الفقراء في السكان 11% في أوغندا، و6% في بنجلاديش، و5% في غانا. وقد بينت التحليلات في مختلف البلدان أن زيادة بنسبة 10% في نصيب الفرد من التحويلات قد تؤدي إلى انخفاض عدد الفقراء بنسبة 3.5%.
وترتبط التحويلات بزيادة استثمار الأسر المعيشية في التعليم وتنظيم المشروعات والصحة. وقد وجدت دراسات مبنية على مسوحات للأسر المعيشية في السلفادور وسريلانكا أن معدل التسرب من المدارس أقل في الأسر التي تتلقى تحويلات، وهذه الأسر تنفق قدراً أكبر على التعليم الخاص لأبنائها. وفي سريلانكا أيضاً تبين أن وزن الأطفال عند الولادة أكبر في الأسر التي تتلقى تحويلات، مما يوضح أن التحويلات تمكن الأسر من الإنفاق على رعاية صحية أفضل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​كاتب مصري - أستاذ للعلوم السياسية والاقتصادية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"