الإمارات تنافس على كأس مدن العالم

01:26 صباحا
قراءة 3 دقائق

د. عبد العظيم محمود حنفي*

تبرز أهمية المعارض في دعم اقتصاد الإمارات نظراً لما لها من أهمية كبرى في تحريك قاطرة الاقتصاد، فعندما تتحرك قاطرة المعارض والفعاليات الكبرى، فإنها تقوم بتحريك كل ما هو مرتبط بها من قطاعات أخرى مثل قطاع الطيران.
تدور الآن منافسة دولية شرسة بين عدة مدن لاستضافة إكسبو 2025، ومن تلك المدن، يكاتيرينبورغ المدينة الصناعية في الأورال الروسي ويعود اسمها إلى الإمبراطورة يكاتيرينا الأولى. وتعتبر يكاتيرينبورغ من أكثر المدن التي تزوّد روسيا ودول عدّة بالمعادن التي تتميّز بجودتها العالية، فتمثال الحريّة الموجود في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، صُنع هيكله من حديد هذه المدينة، وأيضاً السقف الموجود في المبنى البرلماني البريطاني استُخدم في تغطيته حديد تلك المدينة، وكان اختيار يكاتيرينبورغ المدينة التي تقع على مسافة 1500 كلم شرق موسكو، مقصودا فهي مدينة تقع على الحد الفاصل بين أوروبا وآسيا، وفي هذه المدينة تمت بنجاح قمة منظمة شنغهاي، وبريكس، وفي كل عام ينظم فيها معرض الابتكارات الصناعية «إينوبروم»، وهي تشترك في استضافة فعاليات كأس العالم لكرة القدم هذا الصيف. وما من مسؤول يزور موسكو إلا ويتم التمني على دولته تأييد استضافة مدينة يكاتيرينبورغ لاستضافة إكسبو 2025، وقد خصصت أكبر مساحة لاستضافة المعرض تصل إلى 587 هكتاراً، وتقول روسيا إنها لم تستضف المعرض الدولي لديها خلال تاريخه الذي يمتد أكثر من 160 عاما، ومن أبرز المنافسين على الاستضافة، مدينة أوساكا اليابانية تحت شعار «تصميم مجتمع مستقبلي لأجل حياتنا» ويحتل المعرض مساحة أكثر من 150 هكتارا من جزيرة يوميشيما الاصطناعية في خليج أوساكا. ومعلوم أن اليابان ستنظم الأولمبياد الصيفية في عام 2020 للمرة الثانية.وتريد أن يكون إكسبو 2025 استمرارا لذلك الزخم. ومن ثم يبرز هذا التنافس الشرس بين الدول، أهمية النجاح الاستثنائي لدولة الإمارات في الظفر بتنظيم إكسبو 2020، ويبرز أهمية المعارض في دعم اقتصاد دولة الإمارات، نظراً لما لها من أهمية كبرى في تحريك قاطرة الاقتصاد، فعندما تتحرك قاطرة المعارض والفعاليات الكبرى فإنها تقوم بتحريك كل ما هو مرتبط بها من قطاعات أخرى مثل قطاع الطيران، وقطاع السياحة والفنادق والتجارة والنقل والشحن، وقطاع البنوك وشركات تأجير السيارات وأيضاً المطاعم وقطاع التجزئة، وغير ذلك من القطاعات الحيوية، وكل هذا يصب في مصلحة الاقتصاد الإماراتي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. والمعلوم أنه بعد الأزمة العالمية في العام 2008، تأثرت معظم القطاعات بالأزمة، في المقابل نجد نشاطاً غير عادي لقطاع تنظيم المعارض، لأنه هو القادر على إعادة التوازن مرة أخرى إلى السوق من خلال الاهتمام به ودعمه، لأن معظم الشركات المتأثرة تحتاج إلى إعادة الانتشار، والحضور مرة ثانية على الساحة الدولية، وهذا لا يأتي إلا من خلال الفعاليات الكبرى التي تحرص الإمارات على احتضانها ورعايتها.باعتبارها من الرواد في صناعة المهرجانات والفعاليات الكبرى.
عظمة الإنجاز الإماراتي باحتضان ذلك الحدث العالمي، له دلالاته الثقافية والسياسية والاقتصادية، المجسدة لخصوصية وإبداع النموذج، وكذلك على قوة اقتصاد الإمارات واستقرارها وماركتها العالمية التنافسية الصاعدة. ولا بد من التشديد على أن من المزايا الكبرى التي تتميز بها معارض إكسبو العالمية تفوقها على كل الفعاليات الكبرى في قدرتها على اجتذاب أكبر عدد من الزوار والسياح خلال مدة حدوثها وتعد المنصة المثالية لتواصل الثقافات والأجيال والمفاهيم، ومن المتوقع أن يجتذب إكسبو 2020 بدبي أكثر من 25 مليون زائر خلال ستة أشهر وهي مدة إقامته، 70% منهم من خارج دولة الإمارات، جاعلاً منه أكثر معارض إكسبو عالمية في التاريخ استقطاباً للزوار بما يمثله من فرصة كبيرة لتنمية التبادل الثقافي والمعرفي، وتسخير هذه الميزة لتحويل العلاقات البسيطة إلى شراكات ذكية متينة ومستدامة تمهد الطريق نحو المزيد من التقدم والتطور.مع الاعتقاد الأساسي أن «تواصل العقول وصنع المستقبل»، يرتكز على الاعتقاد الأساسي أن تحديات اليوم والمستقبل تتطلب شراكة وتعاوناً وتواصلاً بين العقول لإيجاد مسارات جديدة ومبتكرة تهدف لخدمة التقدم العالمي وتقديم فوائد دائمة للأجيال المقبلة.

*كاتب وباحث أكاديمي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​كاتب مصري - أستاذ للعلوم السياسية والاقتصادية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"