الرعاية الصحية ومقاومة الأوبئة والحد من المرض، هاجس بشري نشترك فيه جميعاً، ودون أدنى شك أن النجاح في هذا المضمار يشعر به كل إنسان، وأيضاً تسعدنا أي أخبار وأنباء عن تطورات ومخترعات في هذا المضمار المهم.
ورغم ما نعيشه من وهج علمي وتقدم حضاري؛ إلا أن هناك عثرات في ملفات صحية كثيرة على مستوى العالم بأسره، لعل من أهمها مكافحة الأمراض والأوبئة والفيروسات القاتلة، وتعثر تغطية الرعاية الطبية للكثيرين في العالم.
قرأت في موقع مؤسسة دبي للمستقبل، عن القمة العالمية للحكومات التي عقدت في دبي نوفمبر الماضي، وخلالها تم استعراض سبل مكافحة الأوبئة عالمياً، للوصول إلى مستقبل خالٍ منها.
وكان من بين المتحدثين، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم جيريسوس، الذي ألقى ورقة حملت عنوان: «كيف يصنع العالم مستقبلاً بلا أوبئة؟»، أكد فيها ضرورة تفعيل الاستثمارات الاستراتيجية في النظم الصحية عالمياً، وأهمية تعزيز إمكانات الاستجابة والمراقبة، والتأهب للوصول إلى بناء عالم دون أوبئة.
وقال جيريسوس، إنه من الضروري تطبيق اللوائح الصحية الدولية، وتفعيل نظام قوي للاستجابة والتنبؤ السريع بالأوبئة، لتعزيز سبل التعامل معها. وأشار جيريسوس، إلى حرمان الملايين من البشر من التغطية العلاجية السليمة، بسبب عوامل كثيرة منها الفقر، معتبراً أن 3.5 مليار شخص، يفتقرون إلى إمكانية الحصول على الخدمات الأساسية، في حين يعيش 100 مليون شخص في فقر مدقع، يحرمهم إمكانية دفع الرعاية من ميزانياتهم الخاصة.
وتطرق جيريسوس إلى وجود أوبئة ما زالت تفتك بالبشر، ومنها فيروس «إيبولا»، ومن الممكن أن يحمل المستقبل مفاجآت متعلقة بأوبئة فتاكة، قد تتسبب في مصرع الملايين إذا لم نتأهب للتصدي لها.
عندما تطالعك مثل هذه الأنباء، خاصة وهي تصدر من قائد لأهم منظمة عالمية في مجال الصحة العامة، تشعر بأن البشرية أمامها الكثير لتفعله، لتجاوز التحديات الجسيمة التي تعترضها. عندما تعلم بأن هناك أكثر من ثلاثة مليارات ونصف المليار إنسان، لا يجدون العلاج الأساسي، وهو ما يقترب من نصف تعداد البشرية تقريباً، عندها ندرك فداحة التحدي وعظمة ما يواجهنا في المستقبل.
وعندما ندرك أن هناك فيروسات تتربص، وقد تكون مميتة، وأن العالم لم يجد حتى هذه اللحظة علاجاً شافياً ونهائياً منها، تدرك بأن الخطر ماثل.
نحتاج في مجال الرعاية الصحية لثورة عالمية؛ لوقفة جادة قوية مع الأطباء والعلماء والباحثين، نحتاج لدعمهم ومنحهم كل سبل النجاح، لعل البشرية تتجاوز أخطر التحديات التي تمر بها.
شيماء المرزوقي
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
