عادي

وقف الأمراض المميتة قبل انتشارها

04:48 صباحا
قراءة 3 دقائق
كيزو تاكيمي*

وأشيم شتاينر**


في عالم اليوم المترابط، لا تحترم تفشّيات الأمراض الحدود الوطنية. ويجب علينا جميعاً، أن نعمل معاً لضمان حصول كل شخص، على الرعاية الصحية الجيّدة.
قبل خمس سنوات، اجتاحت موجة من مرض إيبولا غرب إفريقيا، وقتلت أكثر من 11 ألف شخص. وخلال انتشار المرض عام 2014، لم تكن اللقاحات الفعالة أو العلاجات متوفرة، بينما اعتُبِرت استجابة المجتمع الدولي، ردّاً على الحالة بعد وقوعها، لا استباقاً لها.
وفي عام 2018، ضَربَ إيبولا مرة أخرى في جمهورية الكونجو الديمقراطية، وأودى بحياة أكثر من 1800 شخص منذ ذلك الوقت. إلّا أن الوضع مختلف هذه المرة، حيث يوجد تحت تصرّفنا ابتكار منقذ للحياة- يتمثل في لقاح تجريبي.
إذن لماذا لا تزال السيطرة على هذا الاندلاع للمرض شديدة الصعوبة؟ الجواب معقّد، ويتناول التحديات العديدة، التي تعترض طريق تقديم الرعاية الصحية الحاسمة في الوقت المناسب لمَن هم في أمسّ الحاجة إليها.
منذ أيام، اجتمع قادة من جميع أنحاء العالم في مدينة يوكوهاما اليابانية، في مؤتمر طوكيو الدولي السابع حول التنمية الإفريقية، حيث تركزت النقاشات على كيفية دعم التنمية الاقتصادية الإفريقية. وقد تعهّدَ القادة من اليابان ومن 53 دولة إفريقية، باتخاذ إجراءات لتعزيز الابتكار والتكنولوجيا في إفريقيا، بما في ذلك في المجال الصحي.
على الرغم من تحقيق تقدّم ملحوظ في تعزيز الرعاية الصحية العالمية في السنوات الأخيرة، ما زال العديد من أفقر الناس وأضعفهم في العالم، لا يتمتعون بالوصول إلى الأدوية، واللقاحات والتشخيصات اللازمة للصحة الجيدة والرفاهية.
ولنأخذ مرض السّلّ على سبيل المثال- وهو سبب الوفاة المعدي الرئيسي على النطاق العالمي. يُصاب بالمرض سنويّاً ما يقرُب من 10 ملايين شخص- يعيش أكثر من 95% منهم في دول نامية. ويمكن أن تكون أدوات التشخيص المتوفرة غير دقيقة أو تتطلب معدات متخصصة، ما يعني أن الكثير من الناس الذين يعانون مرض السلّ في البيئات منخفضة الدخل، لا يتم تشخيصهم بشكل سليم أبداً- أو لا يتلقون العلاج الصحيح، إذا شُخِّصوا.
بعد أيام، سيكون لدى الحكومات من جميع أنحاء العالم فرصة للبناء على التقدم الذي تم تحقيقه في «مؤتمر طوكيو الدولي السابع لتنمية إفريقيا»، من خلال تجديد الالتزام بتحقيق الصحة للجميع في اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى حول الرعاية الصحية الشاملة.
ويجب أن يكون هذا الالتزام مقترناً بالعمل الملموس. وهذا يعني الاستثمار في الأنظمة الصحية القوية القادرة على مقاومة التهديدات الصحية العالمية، سواء كان ذلك في مرض إيبولا، أو السّل، أو أي مرض آخر من مجموعة الأمراض المعدية المميتة التي لا حصر لها، والتي تهدد أضعف الناس في العالم.
في عالم اليوم المترابط، لا تحترم تفشيات الأمراض الحدود الوطنية. ويجب علينا جميعاً، أن نعمل معاً لضمان حصول كل شخص، بغضّ النظر عن المكان الذي يعيش فيه، على الرعاية الصحية الجيدة التي يحتاج إليها، لا ليبقى على قيْد الحياة وحسب، بل لضمان قدرته على العيش حياة صحية أيضاً.
وإذا استطعنا ضمان مثل ذلك الوصول إلى الرعاية الصحية، فسوف تتاح لنا فرصة حقيقية لوقف تفشي المرض الفتاك التالي قبل حدوثه.

* عضو مجلس المستشارين في منظمة الصحة العالمية.

** مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
موقع: صحيفة جابان تايمز

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"