الشارقة: «الخليج»
يختلف الناس في ميولهم السياحية، فهناك من يفضّل زيارة دول جديدة للتعرّف على ثقافتها، أو الاستمتاع بجمال طبيعتها، أو الاطلاع على آثارها وحضارتها وتقاليد أهلها، بينما هناك فئة قليلة من الناس تفضّل أنواعاً «غريبة» من السياحة، لكنها في الوقت نفسه، قد تمثل لهم حالة من الحماس والإثارة، وقد ترضي فضولهم وتشبع رغباتهم، ورغم تشابه غايات السفر عند الكثيرين، سواء بهدف الاسترخاء أو خوض مغامرة مثيرة أو استكشاف بلد جديد، يجد البعض دافعاً غريباً ومختلفاً للسفر قد يكون مصدر دهشة للأغلبية من هواة السفر والتنقل، حيث انتشرت مؤخراً أنماط مختلفة من السياحة حول العالم نحاول رصد أشهرها في السطور التالية.
ويهوى كثيرون مشاهدة أسماك القرش المفترسة، ويتوجهون إلى المناطق التي تكثر فيها، ويدخلون في أقفاص معدنية قوية جداً، تنزل بهم إلى عمق البحر للحماية من هذه الأسماك، وأغلبهم من هواة المغامرة والاستكشاف، وممن يجيدون الغطس ويرغبون في استكشاف والتعرف إلى أسماك القرش عن قرب، وبشكل آمن، وصُممت الأقفاص لكي تتحمّل الصدمات الكبرى في حالة الهجوم على الأشخاص داخلها، ويبدو أن سياحة اللعب مع القروش أصبحت مؤخراً فرصة لإثبات الذات وتحقيق المتعة والإثارة لدى البعض.
ولهذا أصبحت سياحة القروش مربحة للغاية، فقد وجدت بعض الدراسات الحديثة، أن العائد السنوي يتجاوز 300 مليون دولار، وتوفر نحو 10.000 وظيفة. وتصدرت جزر البهاماس مقدمة الدول في سياحة القرش، بعائد سنوي يصل لأكثر من 80 مليون دولار سنوياً، تليها إسبانيا وأستراليا.
السياحة الذرية
انتشر مؤخراً نمط سياحي غريب يطلق عليه «السياحة الذرية»، حيث تجتذب بعض الوجهات الذرية هواة الاستكشاف، وعلى رأسها محطة تشيرنوبل النووية الأوكرانية، التي تعرّضت إلى أكبر كارثة نووية في التاريخ، والتي أصبحت مقصداً للسياح الراغبين في التقاط صور تذكارية لموقع الحادث المفجع، هذا الأمر دفع بعض وكالات السياحة الخاصة إلى استثمار الحدث بالاتفاق مع السلطات الأوكرانية عبر تنظيم رحلات، تستغرق يوماً واحداً إلى المنطقة المحظورة بعد تنظيف جزء كبير منها. وينطوي هذا النوع من أنواع السياحة على زيارة الأماكن التي ارتبط تاريخها بحوادث نووية، مثل مواقع الصواريخ، ومن أشهر الوجهات للسياحة الذرية موقع اختبار نيفادا في نيفادا، والآخر هو منطقة تشيرنوبيل. كما يختار البعض زيارة مدينة الأشباح بريبيات في أوكرانيا؛ وهيروشيما، والمتاحف الذرية، بما في ذلك موقع هانفورد في واشنطن، ومفاعل الجرافيت في ولاية تينيسي، ومحطة أوبنيبسك للطاقة النووية في روسيا.
سياحة الكوارث
هناك نوع آخر من السياحة يعرف باسم «سياحة الكوارث»، والمقصود بها الذهاب إلى مواقع ارتبطت تاريخياً بالدمار والمآسي الإنسانية بهدف الاطلاع على تلك المآسي، والوجه المقيت والبشع للتجارب الإنسانية المريرة، وأهم هذه «الأماكن السياحية»: مواقع انتهاكات حقوق الإنسان البشعة، ومعتقلات التعذيب السرية، ومواقع الحروب والمجازر الجماعية، ويمتد الشغف بهذه السياحة المعتمة، أو السوداء، إلى زيارة وتفقد مخلّفات الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات، كما هو الحال في مواقع ال«تسونامي».
رمال ساخنة ومياه كبريتية
كثير من السياح الذين يبحثون عن صحة أفضل وجودة الحياة قد يقصدون سياحة الاستشفاء، حيث تعتمد على العناصر الطبيعية في علاج المرضى وشفائهم، مثل ينابيع المياه المعدنية، أو الكبريتية، مثل البحيرات الكبريتية الموجودة في أكثر من مدينة في إندونيسيا، ومراكز الاستشفاء المتخصصة في قبرص، وحمام بورقيبة في تونس، والبحر الميت، وحمامات ماعين في الأردن، وكذلك العلاج بالرمال الساخنة والتعرض إلى أشعة الشمس بغرض الاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية، والروماتيزم، وأمراض العظام، وغيرها.
الواقع الافتراضي
ساهمت التقنيات الحديثة في إلغاء الحواجز بين البلدان، حيث يمكن للسائح التجول في مناطق عدة من العالم بالصوت والصورة، من دون أن تطأها قدماه، حيث يتمكن الزوار من الاستمتاع بجمال الطبيعة وزقزقة العصافير وأصوات الشلالات المائية، كما يوفر هذا النوع من السياحة زيارة المدن والفعاليات الترفيهية والمتاحف والآثار والمتنزهات والجبال والجزر، والتجول بالقرب من الحيوانات البرية المفترسة، وغيرها.
كما تقوم الهيئات السياحية في البلدان المختلفة حول العالم بترغيب السياح في زيارة الأماكن السياحية، بإيجاد مكاتب حول العالم تقدم للسياح فرصة زيارة أهم المعالم بمجرد ارتداء خوذة الواقع الافتراضي. ويتم استخدام تقنيات التصوير المحيطي في 360 درجة، والتجول رقمياً للتعرف إلى المعالم السياحية عن كثب، وأتاحت بعض شركات السياحة باليابان لزبائنها فرصة زيارة أجمل مدن العالم من دون حاجة إلى السفر، وبكلفة قليلة جداً تصل ل62 دولاراً،
عبر استخدامها تقنية الواقع الافتراضي، بحيث يجلس الراغبون في السفر على مقاعد داخل غرفة تحاكي مقاعد الدرجة الأولى داخل الطائرات، كما أنهم يربطون أحزمتهم، وتقدم لهم وجبات عشاء من دون أن تقلع الطائرة.
السياحة الصناعية
هناك فريق من السائحين مهتم بالسياحة الصناعية، وتتلخص هذه الفئة من السياحة في زيارة الأماكن التي تزدهر فيها صناعة معينة. على سبيل المثال، مدن إنتاج الجبن في هولندا، ومصانع الشوكولاتة في بلجيكا. وتعتبر المملكة المتحدة وهولندا واليابان وألمانيا من رواد السياحة الصناعية، ومؤخراً أصبحت السياحة الصناعية تستهوي محبي الاستكشاف وتوفر لهم شركات السياحة جولات لزيارة مناجم ومصانع الفحم السابقة.
