عادي
صيفنا ثقافة

فاطمة المعمري: أستلهم نصوصي من ألفة المكان

00:50 صباحا
قراءة 3 دقائق
فاطمة المعمري

الشارقة: أشرف إبراهيم

يطوع الكثير من الكتاب والشعراء أوقاتهم، لإشعال جذوة الكلمات على ضفاف أخرى، وبحسب الحالة المزاجية وما تأنس إليه نفوسهم من رغبة في البوح، وتذهب أحياناً أفكارهم في فترة الصيف نحو استعادة وهج الكلام، سواء بالتأمل الدقيق لكل ما يبعث على الجمال، ومن ثم الاستكانة إلى دروب الحياة، فللصيف بهجات أخرى في نفوسهم؛ إذ إنه بإمكان الأصابع أن تدور من جديد في الفراغ لتلتقط كتاباً يكون بمثابة مسرة وفرح للاطلاع، أو تأمل وجوه وأمكنة جديدة، أو محاولة استكمال مشروعات في الكتابة.

تقول الكاتبة فاطمة المعمري: «أحب أن أكتب وأنا أعيش في قلب التجربة وخاصة إذ كانت البيئة المحيطة مشجعة على الإبداع، وأنا دائماً أخطو نحو الأحلام البعيدة وأمنح كتاباتي السردية نضارة اللغة المكثفة، وأطلق في الوقت ذاته العنان لشعري حتي يعبر عما تمور به النفس من مواجد، فأية تجربة إبداعية تحتاج إلى الجسارة والجرأة حتى تكون الكتابة سيرة، والفكرة فرصة للتفاعل مع الأجواء الثقافية التي نعيش جمالها في الحياة الإماراتية، وفي هذه الفترة أواصل كتابة نصوص سردية ومن ثم التماهي مع مفردات الشعر بما يجعل للقصائد فضاءً آخر، فالكلمات الشعرية تصل إلى ذروتها وهي تطفو على مسرح حياتي، فضلاً عن أنني أكتب بعض الدراسات النقدية الأدبية التي أوظف من خلالها حسي الأكاديمي وهو ما يجعل من فترة الصيف واحة فكر وتواصل حقيقي مع المعرفة».

تكتب فاطمة المعمري حاليا نصوصاً سردية قصيرة تختزل طاقات لغوية مسكونة بداخلها، تعتمد على تقنيات خاصة في شكل الجملة من شأنها أن تفتح السبيل للقارئ في تأويل الفكرة وتأملها في آن، هذه النصوص تستلهمها من الحياة ومن ألفة المكان الذي تعيش تفاصيله في كل وقت، حيث تتطرق إلى علاقات إنسانية وجدانية ومضامين اجتماعية وهي على الرغم من كثافتها تعد رسائل تعبر عن المستقبل القريب، والتقارب الإنساني بدلالات متزاحمة في مجالها اللغوي والمجازي وأثرها في الحياة الثقافية، تقول: «هذا اللون من الكتابة يشبع ذاتي ويملأ قلبي بالفرح، فالكاتب قبل أن تخرج نصوصه للآخرين يجب أن يكون على قناعة بجدواها في المجتمع، ولا أخفي أنني بصدد تجميع عدد معين من هذه النصوص لكي تصدر في كتاب حيث إنني عشت من قبل أجواء هذه التجربة وأصدرت كتاباً على هذا النسق، إذ تبلغ مجموع إصداراتي الأدبية نحو 11 كتاباً».

وتلفت إلى أنها تلتحم في هذه الأيام بالشعر وتعبر بأجنحة الكلمات إلى نصوص جديدة، لا تميل فيها إلى الإطالة، فهي تعتمد على التكثيف اللغوي موظفة خيالها في نسج صورة تعبر عن الوجدان الإنساني، تتعاطى مع الوجود، مبينة أنها تحب أن يخضع شعرها للتأويل، وأن يكون خطابه قابلاً للتأمل من دون الإغراق في التناقض والغموض.

وتشير إلى أنها تكتب بغزارة حالياً على أمل أن تصدر ديوانها الشعري الجديد الذي لن يقل عن 20 قصيدة تشكل رؤية خاصة تختزل من خلالها المواقف وتستدعى الذكريات وتنفتح على الواقع وتتمسك بالمستقبل.

وتوضح أنها تستغل وقت الفراغ في الصيف بالاتجاه نحو المطالعة، فهي تقرأ في الأدب الإماراتي من جميع وجوهه نظراً لأنه يشكل زخماً حقيقياً في الفترة الحالية، فضلاً عن قراءاتها السردية المتنوعة والاطلاع على بعض الآداب الغربية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p93dkp4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"