عادي

متحف الشارقة للفنون يستضيف 180 عملاً لسامية حلبي

18:06 مساء
قراءة 3 دقائق
يقدم متحف الشارقة للفنون معرض «علامات فارقة: سامية حلبي»، والذي يشكل مساحة مهمة لاستعراض أعمال الفنانة من خلال 180 عملاً من مختلف الأحجام والوسائط تنوعت ما بين لوحات الرسم التجريدي، المنحوتات، والأعمال الرقمية، والرسومات وغيرها، وقد وُلدت الفنانة الفلسطينية في القدس عام 1936 وتعيش حالياً في نيويورك.
منحت الفنانة كامل طاقتها لاستكشاف الإمكانيات اللانهائية لهذا الحقل المعرفي وبقيت مخلصة لاستكشاف إمكاناته اللانهائية لأكثر من ستة عقود. قدمت سامية حلبي التجريد كطريقة لتمثيل المبادئ التي يقوم عليها فهمنا للواقع المرئي بدلاً من أي تمثيلات مباشرة له. وفي عملها المستمر ترى الفنانة أن ما تنتجه من أعمال تجريدية ما هو إلا استحضار المعرفة المخزنة في الذاكرة على فترة من الزمن، بمعنى أن الصور التي نراها في أعمالها التجريدية هي شكل بصري مجرد يعبر عن «ما أعرفه أنا وما يعرفه المشاهد أيضاً بشكل مسبق».
من خلال صناعتها للوحات التجريدية التي نراها في المعرض فإننا نجد أنفسنا أمام تجارب بصرية مخزنة في داخلنا، ويصبح الشكل المجرد واللون والضوء والحركة عناصر تشكل المشاهَد لتجارب يعرفها المشاهِد مسبقاً. تتمكن الفنانة من تحقيق ذلك بسبب معرفتها الواسعة في تاريخ صناعة الصورة، و أساليب وتقنيات الرسم المتنوعة وانخراطها المبكر في استخدام الوسائط الرقمية.
اكتسبت سامية حلبي، مكانتها المؤثرة كفنانة ذات أسلوب فريد في صياغة الرسم التجريدي وكمفكرة تضع أسئلتها حول صناعة الصورة وإنتاجها الفني ضمن سياق تاريخي وتقني مدروس وواضح التوجه مما ثبت مكانتها كرسامة تجريدية لها استراتيجيتها الخاصة في العمل و صاحبة رؤية.
في قراءتها لدلالة عنوان المعرض «علامات فارقة» تجد الفنانة أن العلامة الفارقة هي ما تجده في ردود الفعل الرائعة التي تثيرها أعمالها لدى الشباب العربي والذين تراهم الفنانة «ملتزمون تجاه مستقبلنا في العالم العربي». ترى فيهم الفنانة جيلاً ذا بصيرة وقدرة فطرية على فهم التجريد. مدركين ما يروون فيه من تعابير ومعرفة عن تجارب اختبروها مسبقاً، وهو ما يجعل من اللوحات التجريدية شكلاً بديلاً و«تعكس إدراكنا المشترك للعالم الذي نعيش فيه» كما تصفه.
كفنانة فلسطينية وُلدت في مدينة القدس في 12 ديسمبر 1936، لا تفارقها مرارة النفي والتشرد من وطنها في عام 1948. ذاكرة التهجير المؤلمة حاضرة في الوجدان وقد تظهر في بعض الأعمال كعناوين تشير إلى بعض الأماكن في فلسطين التي تحبها ولها ذاكرة بصرية فيها دون أن تكون موضوع العمل. لا تقدم الفنانة المحترفة المحتوى السياسي في أعمالها التجريدية، لكنها تؤكد أن السياق التاريخي لفهم الفن التجريدي هو سياق سياسي. وفي مواقفها السياسية الفاصلة نرى كيف تكون فلسطين هي في أحد الأمثلة هي القوة المحركة وراء الجهود الكبيرة التي بذلتها لإنتاج سلسلة رسوم توثيقية تخليداً لمجزرة كفر قاسم.
وحظيت سامية حلبي فنانة بسمعة عالمية وعرفت باتساع موهبتها وغزارة إنتاجها وبشخصية ذات حضور عالي واحترافية استثنائية لم تحدها أو تمنعها من أن تكون، مدافعة متفانية عن الحق الفلسطيني. ومع كل إنتاجها الواسع وكتاباتها الجادة، وتفكيرها العلمي المنظم ومواقفها السياسية الواضحة لا تعدم أن يغلبها طابع الفكاهة واللعب في كثير من الأحيان.
هذا المعرض هو جزء من سلسلة معرض «علامات فارقة» التي يقيمها متحف الشارقة للفنون سنوياً، والتي تأسست لتسليط الضوء على القامات الفنية التي حققت حضورها ووجودها الفاعل، بوصفها إحدى تلك العلامات الفارقة التي أسهمت في تطوير الفن الحديث في العالم العربي.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr2m22fz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"