الرعب الصباحي المتكرر

د. أحمد الخطيب
عادة ما تكون المنبهـــات الصباحيــــة صاخبــــة وقويــــة، لتضمن الاستجابة الجسدية الأولى للخوف نعم الخوف! وكلنا نذكر المنبه المشهور ذا الأجراس المزعجة في السنوات الماضية.
المنبهات باختصار تعطيك لمسة من رعب صباحي مبرمج، والتنبيه الصباحي يحرض لدينا مناطق المحافظة على الحياة في الدماغ، وهي المسؤولة عن مساعدتنا على البقاء أحياءً عند اللزوم وهي منطقة اللوزة Amygdala حيث يرتفع معدل ضربات القلب مع ارتفاع كورتيزول الدم، ما يحرض استجابه قاتل أو أهرب fight or fright مع ارتفاع معدلات الأدرينالين أيضاً.
وبعد لحظات يكتشف الدماغ أنه لا يوجد أي وحش يهاجمك في الحقيقة، ما يؤدي إلى تلاشي الأدرينالين سريعاً من جسدك والنتيجة أنك قد تغفو ثانية وتضغط زر الغفوة.
وهذا يزيد من الطين بلة ويرفع من نسبة الأذية وذلك ببساطة لأن 10-15 دقيقة إضافية من النوم غير كافية لعودتك للنوم المنعش أو المريح
ويدق المنبه ثانية، لنعود لنفس الآلية من التعب والأذية التي ذكرناها،لأن نوبات الارتفاع المفاجئ من الأدرينالين قد تسحبك خارج الفراش ولكنها مع الوقت تؤثر في مزاجك وطاقة جسدك.
وفي الحقيقة أو الملاحظ، أن سنوات طويلة من تكرار الآلية المذكورة قد ترافقت مع زيادة لزوجة الدم، وبالتالي إمكانية تشكل خثرات قلبية أو دماغية
والحل يكمن في أن تضبط المنبه على الوقت الذي تريد حقيقة الاستيقاظ فيه والاستجابة بشكل فوري، ولكن إن أحببت أن تكسب وقتاً آخر من النوم فيجب أن يكون نحو 45 دقيقة كفاصل عن المنبه الأول.
بعض النصائح المفيدة التي نقدمها في هذه الحالة:
1. اترك ستائر غرفة النوم مفتوحة وقت النوم، حيث يدخل النور غرفتك ويتسلل إلى مستقبلات دماغية خلف العينين من خلال الأجفان مع طلوع الشمس مبكراً ويهيئ جسمك للاستيقاظ.
2. يمكن ضبط حرارة غرفة النوم، لتصبح أعلى قبل نصف ساعة نثمن موعد الاستيقاظ المقرر كضبط المكيف في البلاد الحارة، بحيث ينطفئ ويتسلل دفء الشمس، ليعطي شعوراً للجسم بالاستعداد للاستيقاظ
3. كذلك وجود إنارة جانبية مؤقتة تعمل قبل موعد الاستيقاظ المرتقب بنصف ساعة قد يكون حلاً جيداً أيضاً.
كل الآليات المذكورة تتناسب مع فطرتنا على الاستيقاظ مبكراً مع شروق الشمس، لنبدأ يومنا بنشاط وحيوية